هدانى شيطانى وبعد تفكير عميق أنه من الواضح أن المجلس العسكرى وبعد نزوله الى الشارع فى 28يناير الماضى وتصدره المشهد السياسى كحاكم فعلى للبلاد فى أعقاب الهروب المدبر للشرطة وحالة الفراغ الأمنى الرهيب والفوضى العارمة التى حلت بالبلاد والتى أدارها النظام المخلوع ونظامه الأمنى(وزارة الداخلية)بكل خسة ,منذ تلك اللحظة ارتمى الشعب فى حضن جيشه مستسلما وواثقا فى أن الجيش هوالمنقذ الوحيد من براثن نظام مبارك.
كان الموعد 2فبرايروفوجىء ثوار التحرير بهجمة الخيول والجمال وسالت الدماء وانفلب السحر على الساحر وأيقن الشعب الثائر فى التحرير والصامت فى البيوت والغرف المغلقة أنه لا أمل فى هذا النظام ايذانا بسقوطه نهائيا,هنا كان دور المجلس العسكرى بتاريخه العظيم وصورته المشرفة فى أذهان المصريين ليلعب دورا مريبا فى اجهاض الثورة أو ما يسمى بالثورة المضادة بديلا عن مبارك الذى أصبح (كارتا محروقا) وغير مقبولا على الاطلاق ,فقام بدور(المحلل) فكان السيناريوالمحكم بتصعيد عضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل (د/عصام شرف)ليتصدرالمشهد فى ميدان التحريرويتقمص دور المعارض المنقذ, ويسقط مبارك (الشخص) وليس الفكر والسياسة فى 11فبراير.
تأتى المرحلة الثانية من المؤامرة التى استوعبها الشعب أخيرا وبعد تلميع عصام شرف والقاء الضوء عليه بمناسبة وبغير مناسبة واعداده على أنه (المهدى النتظر) وشربنا المقلب الكبيروتولى الرجل رئاسة حكومة بلا خطة أورؤية أقرب الى سكرتيرينفذ الأوامر,الى أن وصلنا الى المرحلة الأخيرة بعد حوالى تسعة أشهرمن التباطؤوالتواطؤ والمسكنات التى لا تغنى ولاتسمن من جوع بنفس عقلية نظام المخلوع وأدائه المرتبك والبطىء والبارد أيضا فكانت أحداث 19نوفمبرالأخيرة وكأننا أمام مشهد متكرر(كلاكيت ثانى مرة)من جهاز حبيب العادلى والذى يبدوأنه مازال يديروزارة الداخلية ولكن فى وزارة عصام شرف وفى صورة الجنرال منصورالعيسوى الذى استخدم رجاله غاز(cr)التى تعتبره الولايات المتحدة محرما دوليا حتى فى الحروب فهل هذا هوالتطورالذى طرأ على الجهاز الأمنى؟!
الشعب أسقط نظام مبارك فى 25ينايرفى بداية العام والشعب أيضا أعلن قبل نهاية العام انتهاء شرعية المجلس العسكرى بقيادة المشيرقائلا (للأسف)وصراحة الشعب يريد اسقاط المشير.