توماس جيفرسون وإعلان استقلال أمريكا كريستوفر هيتشنز
في هذه السيرة الفريدة من نوعها لحياة الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون، نجح الكاتب الصحفي البارع، والناقد الاجتماعي المتميز كريستوفر هيتشنز في أن يقدم لنا قراءة جديدة تمامًا، ومثيرة للفكر، لشخصية أحد آباء أمريكا المؤسسين. فقد نجح هيتشنز في هذا الكتاب في بعث الحياة من جديد في شخصية جيفرسون باعتباره الرجل المناسب لعصره، وأيضًا باعتباره شخصية رمزية تتخطى ذلك العصر، وذلك من خلال وضعه في إطار حركة التطور الأمريكي، وتتبع تراثه خلال المائتي عام الماضية.
وفي ظل صراع القوة الذي أربكه، كتب جيفرسون بنفسه إعلان الاستقلال، وعمل كوزير مفوض لفرنسا، ولكنه ظل مع ذلك يرنو إلى مستقبل سياسي أكثر استقرارًا وهدوءًا بالعمل في الهيئة التشريعية بفيرجينيا. ولأنه توقع أن تؤثر العبودية في مستقبل النمو الأمريكي، فقد تجاهل جيفرسون ذلك الموضوع كليًّا في إعلان الاستقلال، واستمر هو نفسه في امتلاك العبيد، على الرغم من تأييده المزعوم لحركة تحرير العبيد.
وبالرغم من كونه كاتبًا بليغًا، إلا أنه لم يكن متحدثًا علنيًّا لبقًا على الإطلاق. وبالرغم من عدم تحمسه لترشيح نفسه للرئاسة، إلا أنه ترك تراثًا رئاسيًّا يصعب محوه من ذاكرة التاريخ الأمريكي. وقد استطاع جيفرسون — بحنكته السياسية وذكائه كرجل دولة — التفاوض مع فرنسا حول صفقة شراء لويزيانا، مؤديًا بذلك إلى مضاعفة مساحة الدولة، كما أعطى أوامره الرسمية بانطلاق رحلة لويس آند كلارك الاستكشافية، مؤديًا بذلك إلى فتح الحدود الأمريكية لإتاحة استكشافها والاستقرار فيها.
ويتناول هيتشنز أيضًا بالتحليل أسلوب جيفرسون في التعامل مع حرب البربر، وهو فصل أقل شهرة من فصول حياته السياسية، حيث أدت محاولته للقضاء على تعرض الأمريكيين للاختطاف والسرقة على أيدي الدول البربرية (ليبيا، والجزائر، والمغرب، وتونس)، وما تبع ذلك من حرب مع طرابلس — إلى تأسيس القوات البحرية الأمريكية، وتعزيز سمعة قوات الدفاع الوطني الأمريكية.
عن المؤلف كريستوفر هيتشنز هو واحد من أكثر الشخصيات إثارةً للاهتمام وللجدل أيضًا في الصحافة الإنجليزية والأمريكية، نُشر له أكثر من اثني عشر كتابًا، آخرها «الحب، والفقر، والحرب: رحلات ومقالات» Love, Poverty, and War: Journeys and Essays. وقد أسهم كذلك في تحرير رواية «دار الغرور» Vanity Fair. ويكتب هيتشنز عمودًا شهريًّا بجريدة «ذي أتلانتك» The Atlantic، وتُنشر أعماله بانتظام في جرائد «ذا نيويورك تايمز بوك ريفيو» The New York Times Book Review، و«ذا نيشن» The Nation، و«هاربرز ماجازين» Harper’s Magazine، و«سليت» Slate، و«ذا نيويورك ريفيو أُف بوكس» The New York Review of Books، وغيرها من الدوريات. ويعيش هيتشنز مع أسرته في واشنطن دي سي.