يقف فرانسيس كريك — المتوفى عام ٢٠٠٤ عن عمر ٨٨ عامًا — في مصاف علماء مثل جاليليو وداروين وآينشتاين كأحد أعظم العلماء في التاريخ. أحدث كريك ثورة بين عامي ١٩٥٣ و١٩٦٦ في علم الأحياء عن طريق اكتشافه الفعلي لسر الحياة؛ أو الشفرة الرقمية لعلم الوراثة التي تميز الكائن الحي عن غير الحي؛ الشفرة الوراثية. إن اكتشافات فرانسيس كريك — الذي عمل دائمًا مع شريك، واتخذ تفكيره في الأغلب هيئة حوارات — تتضمن بخلاف اللولب المزدوج الآليةَ الكاملة لتخليق البروتينات، وطبيعة الشفرة المكونة من ثلاثة أحرف، وغالبية تتابع الشفرة ذاتها.
تتعقب السيرة التي كتبها مات ريدلي حياة كريك؛ بدءًا من نشأته في طبقة متوسطة في منطقة ميدلاندز الإنجليزية، مرورًا بتلقيه تعليمًا غير مميز وعمله لمدة ستة أعوام في تصميم الألغام المغناطيسية للأسطول الملكي، وصولًا إلى انتقاله المفاجئ إلى علم الأحياء في سن الحادية والثلاثين. أثناء عمله في كامبريدج أظهر فجأة قدرة فريدة على التخيل البصري وإصرارًا حادًّا على الأفكار، وهما ميزتان ستساعدانه في التوصل إلى حلول للعديد من المشكلات العلمية الكبيرة؛ قبل أن يتمكن أغلب علماء الأحياء من رؤية المشكلات بوقت طويل. بعد أن شرع في البحث عن سبب حياة الكائنات الحية وعثر عليه هاجر في سن الستين إلى كاليفورنيا، وحول انتباهه إلى السؤال الثاني الذي شغل باله منذ أن كان في شبابه؛ ما سبب وعي المخلوقات الواعية؟ لكن لم يمهله الأجل ليتوصل إلى الإجابة.
عن المؤلف كُتب مات ريدلي من الكتب القليلة التي رشحت لنيل ست جوائز أدبية؛ من بينها جائزة الكتب بجريدة لوس أنجلوس تايمز Los Angeles Times (عن كتاب Genome: The Autobiography of a Species in 23 Chapters). أما آخر كتاب صدر له بعنوان The Agile Gene: How Nature Turns on Nurture فحصل على جائزة أفضل كتاب علوم نُشر عام 2003 من الأكاديميات الوطنية للعلوم The National Academies of Science. عمل مات ريدلي عالمًا وصحفيًّا وكاتب عمود في جريدة وطنية، وهو رئيس International Centre for Life في نيوكاسل بإنجلترا. كما أنه أستاذ زائر في معمل كولد سبرينج هاربر في نيويورك.