تحميل كتاب جون بيركينز إعترافات رجل إقتصاد
بقلم / جون بيركنس
ترجمة / حاتم محمد صالح
سفاحي الاقتصاد ( Economic Hit Men ) , هم مهنيون , تدفع لهم أجور عالية , مقابل قيامهم بعمليات غش, و نصب و توريط على رؤساء الدول حول العالم , تصل إلى تريلونات الدولارات , حيث يتم امتصاص و تفريغ أموال البنك الدولي, و الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية, و منظمات الإغاثة الأخرى , إلى خزائن الشركات الضخمة و جيوب بعض العائلات الثرية التي تسيطر على الموارد الطبيعية على هذا الكوكب.
ووسائلهم هي تزوير التقارير المالية, التلاعب في الانتخاباتالرشاوى, الابتزاز, الجنس و القتل. فهم يلعبون لعبة قديمة قدم الإمبراطورية, و لكنها أخذت منحى جديدا وأبعادا مرعبة في هذا العصر عصر العولمة.
على أن اعترف باننى كنت احد سفاحي الاقتصاد هؤلاء , لقد كنت سفاح اقتصاد.
بدأت في صياغة هذا الكتاب خلال العام 1982, كبداية لكتاب بعنوان " ضمير سفاح اقتصاد" و قد خصصته لرئيسي بلدين, و اللذين كانا من عملائي, فقد كنت أكن لكل منهما احترام خاص, لاننى اعتقدت بان لهم روحا شعبية, و هما جيمي رولدز رئيس الإكوادور, و عمر تور يجوس رئيس بنما, و كلاهما قتلا في حوادث تحطم بشعة , و لم يكن مقتلهما صدفة, فقد تم اغتيالهما بسبب معارضتهما للتجمع و الشراكة المغرضة بين رؤوس الحكومة, و المصارف و الشركات لتأسيس إمبراطورية عالمية, لقد فشلنا نحن في إغواء رولدز و تور يجوس, عندها تدخل الذئاب, وهم المخابرات المركزية الأمريكية, و الذين كانوا دائما خلفنا, في اتخاذ الخطوة التالية و الحاسمة .
ظلت هنالك محاولات مستمرة لاثنائى عن المضي في هذا الكتاب. و قد بدأت في كتابته أربعة مرات خلال العشرين سنة الماضية, و في كل مرة , كانت تؤثر على قراري الأحداث العالمية الجارية.مثال غزو بنما في العام 1982, حرب الخليج الأولى, الصومال, و ظهور أسامة بن لادن.
ومع ذلك فان الرشوة و التهديد كانتا دائما تقنعانني بالعدول و التوقف عن الكتابة.في العام 2003 قام رئيس دار كبرى للنشر, و التي تملكها شركة كبرى تابعة للشركة الدولية, قرأ مسودة ما هو الآن ( اعترافات سفاح اقتصاد) ووصفها الأخير بأنها "قصة مثيرة يجب أن تحكى." ثم ابتسم بأسى و هز رأسه و قال لي, ما دام أن المسئولين الكبار ربما يرفضون, فانه لن يستطيع تحمل اى مسئوليات أو أخطار تنشأ عن نشر هذا الكتاب. ثم نصحني بتحويله إلى رواية على نسق جون لو كاري أو جراهام جرين."قلت له و لكن هذه ليست رواية خيالية و إنما هي قصة واقعية لحياتي. و أخيرا وافق ناشر آخر أكثر شجاعة , و مؤسسته غير مملوكة للشركة الدولية, وافق على نشر كتابي.إن هذه القصة تستحق أن تروى, إننا نعيش أزمة رهيبة و مرعبة-, إن قصة سفاح الاقتصاد هذه على وجه التحديد هي قصة وصولنا إلى ما نحن فيه الآن, و لماذا يعانى العالم و يواجه كل هذه الأزمات و التييبدو من الصعب التغلب عليها
هذه القصة يجب أن تروى , لأننا من خلال فهمنا لأخطاء الماضي فقط ,يمكننا الاستفادة من الفرص المستقبلية, لان نفس الطريقة التي حدثت بها أحداث 11/9 , هي نفسها الطريقة التي اندلعت بها حرب العراق, لأنه و بالإضافة إلى الثلاثة آلاف شخص الذين لقوا حتفهم في 11/ سبتمبربايدى الإرهاب , هنالك أربعة و عشرون ألفا يموتون في كل يوم بسبب الجوع و الأمراض المتعلقة به, و بسبب عدم قدرتهم على الحصول على ما يسد الرمق. و الأهم من ذلك أن هذه القصة, تعتبر ضرورية لأننا و في هذا العصر و لأول مرة في التاريخ, هنالك شعب واحد , يمتلك القدرة و المال , و السلطة لتغيير هذا الواقع برمته .انه الشعب الذي ولدت بينه, و الذي خدمته كسفاح اقتصاد: الولايات المتحدة الأمريكية.
ما الذي اقنعنى بتجاهل التهديد و الرشوة:
الإجابة البسيطة هي ابنتي الوحيدة جيسكا, فقد تخرجت من الكلية و ذهبت إلى حال سبيلها للعمل بطريقتها الخاصة, عندما قمت بإخبارها مؤخرا باننى أنوى نشر هذا الكتاب, و أشركتها في مخاوفي تجاه هذه الخطوة , فقالت ردا على تساؤلي و مخاوفي " لا تقلق أبى, فان حصلوا عليك, سأتسلم مهمة الكتاب من حيث تتوقف أنت, أن هذا العمل من اجل الأحفاد الذين أتمنى أن أقدمهم هدية لك في يوم من الأيام!" الجزء الأعظم من هذه النسخة مهداة إلى البلد الذي نشأت وترعرعت فيه, و حبي للقيم التي عبر عنها أجدادنا, و التزامي نحو الجمهورية الأمريكية الواعدة "بالحياة و الحرية و السعادة" لكافة الناس أينما كانوا, و لقراري ما بعد 11/9 , أن لا أقف موقف المتفرج, بينما يقوم سفاحي الاقتصاد بتحويلها إلى إمبراطورية عالمية.
هذه قصة حقيقية واقعية, عشت كل لحظة منها, المشاهد و الناس, تبادل الحديث و الحوارات, و المشاعر و الأحاديث التي قمت بوصفها هي جزء من حياتي. هي قصتي الشخصية, و قد حدثت خلال مدى كبير من الأحداث العالمية التي شكلت تاريخنا, و أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم, و تقوم بصياغة مستقبل أبنائنا. لقد فعلت ما بوسعي من جهد لعرض هذه التجارب و الأحاديث للناس بشكل صحيح و صادق. و متى ما وردت أحداث تاريخية أو حوارات مع أشخاص آخرين, فان ذلك قد تم بمساعدة العديد من الوسائل و الأدوات, بما في ذلك الوثائق المنشورة, التسجيلات و المذكرات الخاصة, الذكريات الخاصة بشخصي و بالآخرين الذين ساهموا حينها , الخمس مخطوطات التي بدأتها من قبل, و التاريخية بأقلام كتاب آخرين و التي نشرت أخيرا و التي تخفى المعلومات و التي صنفت رسميا بأنها غير متوفرة.
الحواشي السفلية و المراجع وردت حتى يتمكن القارئ المهتم من متابعة هذه الموضوعات بطريقة أكثر عمقا.لقد سالنى الناش ما إذا كنا نشير إلى أنفسنا كسفاحي اقتصاد . أكدت له أننا كذلك , بالرغم من أن ذلك عادة ما يكون بالأحرف الأولى . في يوم من أيام العام 1971 عندما بدأت العمل مع مدربتي كولودين , اخبرتنى بان " مهمتي هي أن اجعل منك سفاح اقتصاد , يجب أن لا يعلم احد بتورطك – حتى زوجتك يجب أن لا تعلم ذلك" ثم خاطبتني بجدية صارمة " ما دمت معنا , فستكون كذلك مدى حياتك" و بعد ذلك نادرا ما يذكر الاسم الكامل, نحن ببساطة سفاحي اقتصاد EHMs) ).
إن الدور الذي تلعبه كولودين , هو مثال مثير للتلاعب الذي يخفى تحته نوع العمل الذي حشرت فيه نفسي, امرأة جميلة , ذكية و مؤثرة إلى درجة كبيرة, لقد فهمت نقطة ضعفي, و استطاعت استثمارها لصالحها إلى ابعد حد ممكن. مهمتها تشبه مهمة الترس الذي يحافظ بدقة على سير النظام في خطه المرسوم له.كولودين لا تتورع أو تدخر وسعا في وصف المهمة التي يتم استدعائي لها , قالت لي أن وظيفتي هي " تشجيع و دفع قادة العالم بان يصبحوا جزء من شبكة عالمية و واسعة تعمل من اجل المصالح التجارية الأمريكية. و في نهاية المطاف يجب أن يقع هؤلاء القادة أو الرؤساء في فخ شبكة من الديون, و التي تؤكد ولاءهم , حيث يمكننا الضغط عليهم متى ما أردنا ذلك , و دفعهم لتلبية رغباتنا السياسية و الاقتصادية و حتى العسكرية, و بالمقابل يتم دعم وضعهم السياسي, باستجلاب الحدائق و المتنزهات الصناعية, محطات الكهرباء, و المطارات و بيعها لهم لإسكات شعوبهم. و على ذلك فقد أثرى مالكي شركات الهندسة و البناء ثراء فاحشا من هذه العمليات.
نحن الآن نشهد النتائج بانزلاق هذا النظام نحو السعار و الوحشية و القتل , المسئولين في أكثر الشركات التي تعتبر محترمة يستأجرون الناس, بأجور استعبادية استرقاقية للعمل بموجب شروط و ظروف لا إنسانية في المؤسسات الصناعية الأسيوية ذات الأجور الضئيلة. الشركات النفطية تقوم و بلا مبالاة بضخ السموم في الغابات و الأنهار, متسببة و بادراك تام في قتل البشر و الحيوان و النبات و ارتكاب جرائم التطهير العرقي للثقافات القديمة. شركات الصناعات الدوائية ترفض توفير الأدوية, التي تحافظ و تنقذ الحياة للملايين البشر المصابين بمرض فقدان المناعة المكتسب ( الايدز) في أفريقيا.
ثمانية ملايين مواطن و أسرة في الولايات المتحدة وحدها , ينتابهم القلق على كيفية الحصول على الوجبة التالية. صناعة الطاقة أنجبت لنا (اينرون) صناعة الحسابات أنجبت لنا (انديرسين), نسبة الدخل لخمس سكان العالم في اغني بلاد العالم إلى الخمس في أفقر البلدان , تحرك من 30:1 في العام 1960 إلى 74:1 في العام 1995 , تنفق الولايات المتحدة 87 مليار دولار على الحرب في العراق, بينما تقدر الأمم المتحدة , أن اقل من نصف هذا الإنفاق, تنفقه هي على توفير مياه الشرب , و التغذية الكافية, و الخدمات الصحية, و التعليم الاساسى , على كل شخص على وجه الأرض.
ونحن نتسآل لماذا يهاجمنا الإرهاب
البعض ربما يوجهون اللوم إلى, مشاكلنا الحالية حول المؤامرة المنظمة. تمنيت لو أن الأمر بهذه البساطة, لان أعضاء أو أفراد المؤامرة يمكن اجتثاثهم و إحضارهم أمام العدالة, إن هذه النظام مدفوع بشيء أكثر خطورة من المؤامرة, ليس مدفوعا بطغمة من الناس و إنما تدفعه مفاهيم أشبه بالقداس الانجيلى : فكرة أن كل النمو الاقتصادي هو لفائدة الجنس البشرى , و انه كل ما زاد النمو زادت الفائدة على الإنسانية, هذا الاعتقاد ينطوي على نتيجة طبيعية وهي أن هؤلاء الناس الذين يتفوقون في إذكاء نار النمو الاقتصادي, يجب تقديرهم و مكافأتهم, أما أولئك الذين ولدوا هامشيين فهم متوفرون ليتم استغلالهم.بالطبع فان هذا المفهوم ينطوي على مغالطة و خطأ كبير , و نحن نعلم أن النمو الاقتصادي في العديد من البلدان, لا تصل فائدته إلا إلى نسبة قليلة جدا من السكان, و من الممكن في الحقيقة أن تنتج عنه ظروف متزايدة من البؤس و اليأس للغالبية العظمى منهم.
هذا الأثر يزداد قوة بالاعتقاد في أن النتيجة الطبيعية , أن القباطنة الذين يدفعون بهذا النظام, من المفترض أن يستمتعوا بوضع خاص, و هذا الاعتقاد هو جذر العديد من المشاكل التي نعيشها الآن, و هو السبب أيضا في سيادة نظرية المؤامرة, فعندما نكافئ الرجال و النساء على طمعهم, يصبح الجشع دافع للفساد و الإفساد, و عندما نوازن بين الاستهلاك الشره بموارد الأرض, بوضعية تقترب من القداسة, و عندما نعلم أبناءنا منافسة و محاكاة أولئك, الذين يعيشون حياة مضطربة و غير متوازنة, و عندما نعرف و نصف قطاع كبير من السكان بأنهم أذلاء و تابعين للأقلية المستنيرة, فإننا في هذه الحالة , نبحث عن مشكلة و سنجدها.
في لهاثهم وراء تحقيق الإمبراطورية العالمية , الشركات و البنوك و الحكومات و في مجموعها ( الشركائية) (Corporatocracy) تستخدم عضلاتها المالية و السياسية لتأكيد أن مدارسنا و مشاريعنا, و دعمنا الاعلامى, برمته أكذوبة. و الوصول بنا إلى أن ثقافتنا العالمية ليست سوى آلة متوحشة , تتطلب كميات متزايدة من الوقود و الصيانة, إلى درجة أنها في نهاية المطاف , ستقضى على الأخضر و اليابس, و ينتهي بها الأمر إلى التهام نفسها.الشركائية ليست مؤامرة, غير أن أعضائها, يتفقون على قيم و أهداف مشتركة , وواحدة من أهم وظائف الشركائية هي المحافظة على ديمومة و تقوية و استمرارية توسع النظام, و حياة الذين قاموا بصنع هذا النظام , و تجهيزاتهم و عتادهم , قصورهم , و يخوتهم, و طائراتهم الخاصة, تقدم ألينا كنموذج للإيحاء لنا بالاستهلاك ...الاستهلاك....الاستهلاك , كل فرصة تنتهز لإقناعنا , بان مهمتنا المدنية هي الشراء, و أن استلاب الأرض جيد للاقتصاد و بالتالي يخدم مصالحنا العليا. أشخاص مثلى يستلمون رواتب عالية إلى حد فاحش لمزادات النظام , و إذا تلكأنا, يقفز مأجور آخر , أو ذئب آخر إلى الطبق, و ينقض على المهمة و إذا اخفق , فان المهمة تنزلق فورا ليتلقفها الجيش.
هذا الكتاب هو اعترافات رجل , تراجع عندما كان سفاح اقتصاد, و الذي كان جزء من مجموعة صغيرة نسبيا. الأشخاص الذين من الممكن أن يلعبوا دورا مماثلا متوفرون بكثرة الآن.
لديهم الكثير من الألقاب البغيضة, يسيرون على ممرات مونسانتو, و جنرال إلكتريك, نايك , جنرال موتور, وول مارت, و تقريبا اى شركة رئيسية أخرى في العالم, و بمعنى الكلمة فان هذه الاعترافات , هي اعترافاتهم كما هي اعترافاتي.إنها قصتك أيضا , قصة هذا العالم الذي نعيش فيه, عالمك و عالمي, قصة أول إمبراطورية عالمية حقيقية, يخبرنا التاريخ بأننا ما لم نحرف هذه القصة , فقد كان من المؤكد أن تنتهي بشكل مأساوي.
الإمبراطوريات لا تدوم , فقد تساقطت الواحدة تلو الأخرى, تدمر العديد من الثقافات في سباقها من اجل الهيمنة, تم تسقط هي نفسها . لا تستطيع بلد أو مجموعة من البلدان أن تزدهر باستغلال الآخرين.
هذا الكتاب و ضع لأجل الانتباه, و إعادة قولبة قصتنا,. و أنا متأكد من أننا عندما ندرك , الطريقة التي يتم بها استغلالنا من قبل آلة الاقتصاد و التي تنتج شهية نهمة لموارد الأرض , و التي ينتج عنها أنظمة ترعى العبودية و الاسترقاق, و سوف لن يحتمل ذلك بعد الآن, سوف نعيد تقييم دورنا في هذا العالم , حيث تسبح الأقلية في الثروات , بينما تغرق الغالبية في الفقر, و التلوث, و العنف. سوف نلزم أنفسنا بالإبحار نحو الإشفاق , الديمقراطية, و العدالة الاجتماعية للجميع.إن الاعتراف بوجود المشكلة هو أول خطوة نحو الحل, و الاعتراف بالذنب بداية للتوبة, فلنجعل من هذا الكتاب بداية للخلاص.
فليكن مصدر الهام لنا إلى مستوى جديد من التفاني و التكريس, و أن يدفعنا لتحقيق أحلامنا, لخلق مجتمعات متوازنة و شريفة.
الجزء 2: 1971-1975
الصفحة 45
" فيتنام ليست سوى عمل مرحلي" يقول احد الرجال متدخلا في الحوار " إنها مثل ما كانت هولندا للنازيين.
معبرا للوصول" الهدف الحقيقي, " تقول المرأة مواصلة الحوار " هو العالم الاسلامى؟ لن نترك هذا الأمر بدون إجابة " بالتأكيد," قلت ذلك محتجا , " لا يمكنك الاعتقاد بان الولايات المتحدة عدوة للإسلام."
ردت المرأة على , و بأنها لا تصدق باننى لا اعلم هذه الحقيقة , " انك في حاجة لان تقرأ لأحد كتاب التاريخ عندكم - ارنولد توينبى, الذي تنبأ في الخمسينات بان الحرب الحقيقية في القرن التالي لن تكون بين الشيوعية و الرأسمالية, و إنما بين المسيحية و الإسلام.
"قلت لها مندهشا و مصدوما " هل قال توينبى ذلك؟"
" نعم اقرأ ما كتيبه في محاكمة الحضارة و العالم و الغرب .
"سألتها و "لكن لماذا العداء بين المسلمين و المسيحيين ؟" تبادل الجالسون حول الطاولة النظرات , مستبعدين أن اسأل مثل هذا السؤال الغبي.
ردت قائلة بهدوء و أستاذية و كأنها تخاطب شخصا بطيء الفهم أو ثقيل السمع ," " إن الغرب- و خصوصا القادة في الغرب, و الولايات المتحدة , قرروا السيطرة على العالم بأكمله, ليصبح اكبر إمبراطورية في التاريخ. و هي الآن تقترب من النجاح.
حاليا يقف الاتحاد السوفيتي في وجهها, لكن الاتحاد السوفيتي لن يصمد كثيرا, لقد تنبأ توينبى بذلك. أنهم بلا دين, و لا عقيدة و بلا سند فكرى, إن التاريخ يظهر العقيدة- الروح, و الإيمان بالقوة الإلهية العليا شيء أساسي , نحن المسلمون لدينا كل هذه الأشياء و هي لدينا أكثر من اى شخص آخر في هذا العالم, حتى أكثر من المسيحيون أنفسهم, و نحن الآن ننتظر إننا نصبح أكثر قوة .
" سوف يأتي زماننا "
وافق على كلامها احد الرجال " ثم سنوجه ضربتنا كالأفعى".
" يا له من تفكير مرعب"
عندها استجمعت نفسي لأقول " ماذا يمكننا أن نفعل لتغيير ذلك؟
"نظر إلى الرائد نظرة ثاقبة , أضافت المرأة قائلة " أن تتوقفوا عن الطمع " " توقفوا عن الأنانية, و اعلموا أن هنالك أشياء في هذا العالم هي أهم من مساكنكم الضخمة, و متاجركم الساحرة, الناس يجوعون , و انتم منشغلون بوقود سياراتكم, أطفال رضع يموتون من الظمأ و انتم منكفئون على مجلات الأزياء تبحثون عن آخر صرعان المودة, الشعوب أمثالنا غارقة في الفقر , و شعوبكم لا تريد حتى الاستماع إلى صراخنا و نحن نطلب النجدة مما نحن فيه.
تغلقون أذانكم أمام الأصوات التي تحاول الوصول إليكم, و تسمونهم راديكاليين أو شيوعيين. عليكم أن تفتحوا قلوبكم للفقراء, و المسحوقين, بدلا من دفعهم نحو المزيد من الفقر و الاستعباد. الوقت أمامكم ينفد , و إذا لم تغيروا هذا الواقع فان مصيركم هو الهلاك."
صفحة 48
كتبت في يومياتي:هل هنالك بريء في أمريكا؟
بالرغم من أن أولئك الموجودون على قمة الهرم الاقتصادي يحصلون على نصيب الأسد , و الملايين منا يعتمدون في حياتهم المعيشية اليومية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إما على, الأموال العائدة من استغلال البلدان الأقل نموا .
أو على العمالة الرخيصة من اندونيسيا , و الذين قليلا ما يعودون إلى أوطانهم, هم الوقود البشرى لمعظم مشاريعنا و أعمالنا التجارية. أن قروض الإعانات الخارجية تؤكد بان أطفال اليوم و أبناؤهم في المستقبل سيتم أخذهم كرهائن, و للشركات أن تنهب مواردهم الطبيعية, و تضيع عليهم فرص التعليم و العناية الصحية, و الخدمات الاجتماعية الأخرى, فقط ليسددوا لنا الدين.
في الحقيقة أن شركاتنا و التي ليست وسيطا في هذه الصيغة , قد استلمت مسبقا معظم الأموال , لبناء محطات الكهرباء, و المطارات و المنتزهات الصناعية , هل يعتبر الأمريكان أبرياء لمجرد أنهم لا يعلمون أو يجهلون ما يحدث؟ مضللون مع سبق الإصرار ..نعم
– و لكن أبرياء؟بالطبع كان على مواجهة حقيقة اننى من أولئك الذين تم تضليلهم بشكل نشط .
إن مفهوم الحرب العالمية المقدسة , أمر مزعج, و لكن كل ما تأملت فيه كلما ازدادت قناعتي بإمكانية حدوثها, و لقد بدا لي انه إذا كان للجهاد أن يحدث فسيكون محصورا بين المسلمين و المسيحيين أكثر من كونه بين البلدان النامية و البلدان الأقل نموا , ربما مع المسلمين في الجبهات الأمامية.
في البلدان المتقدمة نحن الذين نستخدم الموارد, أولئك في البلدان الأقل نموا هم الموردين.
انه النظام التجاري الاستعماري يعود برمته مرة أخرى, تهيأ ليسهل لأصحاب السلطة, و الموارد الطبيعية المحدودة , لاستغلال أولئك الذين يملكون الموارد , و لكنهم لا يملكون السلطة.
صفحة 49
أتسال اى عالم سنعيش فيه إذا قامت الولايات المتحدة و حلفائها , بتحويل كل هذه الأموال التي تنفقها على الحروب الاستعمارية- مثل حرب فيتنام , نحو استئصال شأفة الجوع, أو من اجل التعليم و العناية الصحية الأساسية و توفيرها للناس والشعوب جميعا, بما في ذلك نحن. لا ادري كيف يكون المستقبل و أثره على الأجيال القادمة, لو ألينا على أنفسنا أن تخفيف المعاناة , و طرد مصادر البؤس, و حماية مصادر المياه و الغابات , و المناطق الطبيعية الأخرى مما يضمن وجود هواء, و مياه نقية, و الأشياء التي تغذى أرواحنا و كذلك أجسامنا..
صفحة 55
لقد فهمت الآن أن معظم أولئك الذين يعتقدون بأنهم, يفعلون الشيء الصحيح . من أمثال تشارلي, فقد تم إقناعهم أن الشيوعية و الإرهاب هما قوى الشر- أكثر من إقناعهم بردود الفعل المتوقعة للقرارات التي اتخذوها هم و من سبقهم
- و أن لديهم واجب نحو وطنهم , و أبنائهم- و أن الله سيحول العالم إلى الرأسمالية . أيضا فقد تمسكوا بمبدأ أن البقاء للأقوى , إذا تمتعوا بالثروة الطائلة , وولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب , و ليس في أكواخ الصفيح و الكرتون, من ثم يصبح لزاما عليهم تمرير هذا الإرث إلى أبنائهم.
لقد ترددت كثيرا في النظر لمثل هؤلاء الناس كمؤامرة فعلية, و لكنى ببساطة رأيت فيهم رابطة أخوية مصممة على السيطرة على العالم, و بمرور الوقت بدأت أشبههم بملاك المزارع في فترة ما قبل الحرب الأهلية في الجنوب.
أنهم رجال يندفعون معا في تجمع طلق , بعقيدة و مصالح شخصية مشتركة , أكثر من كونها مجموعة تجتمع في مخبأ سرى بنوايا شريرة. لقد نما استبداديو المزارع بالخدم و العبيد, لقد تعلموا و ترعرعوا على قناعة أن لهم الحق في ترويض الهمج و غير المتمدنين من البشر و يعلمونهم الدين و طرق الحياة.
و حتى و لو رفضتهم العبودية فلسفيا, فانه بإمكانهم, مثل توماس جيفرسن, تبريرها كضرورة, و بان سقوطها يؤدى إلى فوضى اجتماعية. أن قادة حكم الأقلية الحديث, و الذي اعتقد انه هو "الشركائية" يتطابق مع هذه القوالب.
صفحة 57
خطر على ذاكرتي بروفسير الاقتصاد أيام دراستي إدارة الإعمال, و هو من شمال الهند, و كان محاضرا في الموارد المحدودة, و عن احتياجات الإنسان للنمو المستمر, و مبدأ عمالة الاستعباد .
و على حد قول هذا البروفسير, أن جميع الأنظمة الرأسمالية الناجحة تشتمل على تدرج يخضع لقيود قيادة صارمة بما في ذلك طغمة على القمة, و يتحكمون في الأوامر الصادرة للتابعين, و إلى جيش جرار من العاملين في أسفل الهرم, و الذين يمكن تصنيفهم فى مصطلح الاقتصاد النسبي كعبيد حقيقيين, و نهاية المطاف فقد اقتنعت على اننا نشجع النظام لان "الشركائية" هي التي أقنعتنا بان الله قد منحنا الحق, بوضع عدد قليل من شعبنا على قمة هرم هذه الرأسمالية, وتصدير نظامنا الى العالم كافة.
صفحة 72
لقد بحثت في شان جواتيمالا, و فهمت (عمر) تور يجوس (رئيس بنما). شركة يونايتد فروت كانت المعادل السياسي لقناة بنما. أسست في عام 1800 , و في وقت وجيز نمت يونايتد فروت و اصطبحت من أكثر القوات قوة في منطقة أمريكا الوسطى .
و في أوائل الخمسينات تم انتخاب المرشح الاصلاحى جاكوب اربينز رئيسا لجواتيمالا , في انتخابات رحب بها في جميع أنحاء العالم كنموذج للعملية الديمقراطية .
في الوقت الذي كان فيه 3بالمائة من الجواتماليين يملكون 70 بالمائة من الاراضى. وعد اربينز بمساعدة الفقراء للخروج من دوامة الجوع, وبعد انتخابه استطاع أن يحقق برنامجا شاملا في برنامج إصلاح الاراضى." الطبقة الفقيرة و المتوسطة في كل أنحاء أميركا اللاتينية, تضامنوا مع اربينز و استحسنوا خطواته" قال توريجوس" شخصيا هو واحد من الأبطال الذين أعجبت بهم.
و لكننا أيضا حبسنا أنفاسنا , لأننا نعلم بان يونيتد فروت تعارض هذه الإجراءات, ما دامت هي , و الإشارة الى يونيتد فروت, واحدة من كبار ملاك الاراضى في جواتيمالا, كما أنها أيضا تملك اكبر المزارع في كولومبيا , و كوستاريكا و جمايكا, و نيكاراجوا و سانتو دومينغو, و هنا في بنما, أنهم لن يتركوا اربينز لشانه , ليعطينا المزيد من الأفكار."لقد عرفت البقية: لقد أقامت يونيتد فروت حملة رئيسية للعلاقات العامة في الولايات المتحدة , تهدف إلى إقناع الرأي العام الامريكى و الكونجرس بان اربينز جزء من المؤامرة الروسية و أن جواتيمالا ليست سوى بوق سوفيتي, في العام 1954 , قامت المخابرات المركزية الأمريكية بهندسة انقلاب .
بينما قامت الطائرات الأمريكية بقصف مدينة جواتيمالا بالقنابل , و اطيح باربينز الرئيس المنتخب ديمقراطيا, و استبدل بالديكتاتور اليميني عديم الرحمة الكولونيل كارلوس كاستيلوقامت الحكومة الجديدة بتمليك كل شيء إلى يونيتد فروت.
كرد للجميل, كما قامت الحكومة الجديدة بتعطيل عملية إصلاح الاراضى, و ألغت الضرائب على الفوائد و الحصص المدفوعة للمستثمرين الأجانب, و إقصاء من الاقتراع السري , سجن و اعتقال الآلاف بسبب الانتقادات و إبداء الرؤى, , كل من يتجرأ و يتكلم ضد كاستيلو يتم اضطهاده و مضايقته. لقد تتبع المؤرخون عمليات العنف و الإرهاب الذي اكتنف جواتيمالا و استمرت لبقية القرن, للحلف المعلن بين يونيتد فروت و المخابرات المركزية الأمريكية , و الجيش الجواتيمالى تحت الكولنيل الديكتاتور كاستيلو.
" اغتيل اربينز , يواصل توريجوس قائلا " الاغتيال السياسي و اشانة السمعة."
صمت لفترة و قطب عن جبينه قائلا" كيف يقبل شعبك أن يبتلع نفايات المخابرات المركزية ؟ أنا لن أكون لقمة سائغة و اذهب هكذا بسهولة.
أن الجيش هنا هم شعبي. إن الاغتيال السياسي لا يجدي." ثم ابتسم مضيفا " على المخابرات المركزية الأمريكية أن تغتالني بنفسها"جلسنا في صمت للحظات , تاه كل منا في افكارة الخاصة.
ثم ابتدر توريجوس الحديث سالنى قائلا:" أتعرف من يملك يونيتد فروت؟ " " زاباتا اويل, الشركة التي يملكها جورج بوش
- سفيرنا في الأمم المتحدة."
" رجل طموح": قال ذلك منحنيا الأمام و خافضا صوته." و أنا الآن ضد رفاقه في شركة( بيشتل) ."
اندهشت لذلك . بيشتل كانت من أكثر الشركات الهندسية قوة, و مساهم مستمر في المشروعات مع شركة (مين).
بالنسبة لحالة الخطة الشاملة لبنما , فقد افترضت بأنهم احد منافسينا الرئيسيين.
" ماذا تعنى" " لقد كنا نفكر في بناء قنال جديد, قنال على مستوى البحر. يمكنها أن تتسع لسف اكبر. اليابانيون مهتمون بتمويل هذا المشروع.
" " أنهم من اكبر زبائن القنال"" بالطبع , إذا منحونا المال فإنهم سيقومون بالبناء"فوجئت بهذا الكلام" إذن ستطرد بيشتل بعيدا "" اكبر مهمة إنشائية في التاريخ الحديث." صمت للحظة ثم قال " إن رئيس بيشتل هو جورج شولتز, وزير الخزانة لدى نيكسون , يمكنك بعد ذلك أن تتخيل النفوذ الذي يتمتع به
- إضافة إلى سمعته و طبعه الرديء. ان (باشتيل) فيها نيكسون و فورد و رفاق بوش, لقد علمت بان عائلة بيشتل, تسيطر على خيوط الحزب الجمهوري."
صفحة 78
فترة الركود 4 و الحرب العالمية الثانية كلاهما أدتا إلى خلق مؤسسات مثل , البنك العالمي و صندوق النقد الدولي و الاتفاقية العامة حول التعريفة و التجارة (غات).فترة الستينات كانت عقدا هاما و حيويا في تلك الفترة, و في النقلة من الكلاسيكية الجديدة الى الاقتصاد الكنزى . حدث ذلك أثناء حقبة ادارتى كنيدى و جونسون, و ربما ان الاثر الوحيد الهام, هو مكنمارا. ماكنمارا كان زائرا يتردد على مجموعات نقاشنا-غيابيا , بالطبع.
جميعنا نعلم عن صعوده النيزكى نحو الشهرة, من مدير للتخطيط و التحليل الاقتصادى بشركة فورد موتور فى عام 1949 الى رئيس شركة فورد فى عام 1960, و هو اول رئيس شركة يتم اختياره من خارج عائلة فورد, و بعد ذلك بزمن قليل عينه كنيدى وزيرا للدفاع.أصبح ماكنمار من أقوى المناصرين لتقديم الكنزية إلى الحكومة , مستخدما النماذج الرياضية و الإحصائية لتحديد مستوى الأموال المخصصة للقوات, و الاستراتيجيات الأخرى في فيتنام.مناصرته "للقيادة العدوانية" أصبحت سمة مميزة ليس فقط لمسئولي الحكومة, و إنما لموظفي الشركة. لقد شكلت الأسس الفلسفية الجديدة لتدريس الإدارة في أعلى مدارس الإدارة في البلاد, و تؤدى في النهاية إلى سلالة جديدة من المسئولين و كبار الموظفين, و هم رأس الحربة في الاندفاع نحو الإمبراطورية العالمية.
و بينما نحن نجلس حول الطاولة , نناقش الأحداث العالمية, فقد استرعى انتباهنا الدور الذي يلعبه ماكنمارا كرئيس للبنك العالمي, و هي الوظيفة التي تلقاها مباشرة بعد تركة لوزارة الدفاع . لقد ركز معظم اصدقائى على حقيقة انه يمثل ما يعرف شعبيا مجمع الصناعات العسكرية , لقد احتل المنصب الأعلى بالشكات الرئيسية, و بمجلس الحكومة, و الآن على اقوي مصرف في العالم. إن اى مخالفة في فصل الصلاحيات , ترعب معظمهم, ربما كنت أنا الوحيد بينهم الذي لم أفاجأ بذلك. لقد فهمت الآن أن أكثر مساهمات روبرت ماكنمارا شرا في التاريخ , هي قيادته و خداعه على البنك العالمي وجره إلى أن يصبح عميلا للإمبراطورية العالمية , بشكل لم يشهده من قبل. إضافة إلى انه وضع سابقة أخرى, قدرته على أن يسد الهوة بين المكونات الأولية "للشركائية" و التي قام خلفاؤه بدوزنتها. بالنسبة للمالية فقد كان جورج شولتز وزيرا للخزانة و رئيسا لسياسة المجلس الاقتصادي تحت رئاسة نيكسون, و عمل رئيسا لشركة بيشتل, ثم أصبح وزيرا للخارجية في إدارة ريجين.
كان كاسبر وينبرجر نائبا لرئيس شركة بيشتل و للمجلس العام, و فيما بعد أصبح وزيرا للدفاع في إدارة ريجين. ريتشارد هيلمز كان مدير المخابرات المركزية الأمريكية في عهد جونسون ثم أصبح سفيرا لدى ايران في إدارة بيكسون. اما ريتشارد تشينى فقد عمل وزيرا للدفاع تحت جورج .اتش.دبليو بوش, كرئيس لشركة هاليبورتون , و كنائب لرئيس الولايات المتحدة لجورج دبليو بوش, و بدا كمؤسس لشركة زاباتا بتروليوم , و عمل سفيرا لدى الأمم المتحدة تحت رئاسة نيكسون و فورد, ثم عمل مديرا للمخابرات الأمريكية في عهد فورد.
العربية السعودية
صفحة 82
في 6 أكتوبر عام 1973 ( اليوم الكبير اكبر الأيام اليهودية قدسية) , شنت سوريا و مصر هجوما متزامنا على إسرائيل. كانت بداية لحرب أكتوبر , الرابعة و أكثر الحروب دمارا في تاريخ الحرب العربية الإسرائيلية, و هي الحرب التي كان لها اكبر الأثر على العالم . قام الرئيس المصري أنور السادات بالضغط على ملك السعودية الملك فيصل و حمله على الانتقام من الولايات المتحدة الأمريكية على اشتراكها في الجريمة مع إسرائيل , على أن يتم ذلك بتوظيف ما سماه السادات (سلاح النفط). في 16 أكتوبر قامت إيران و خمسة دول خليجية عربية, بما فى ذلك السعودية بزيادة أسعار النفط الى70 بالمائة .في اجتماع مدينة الكويت , اقترح الوزراء خيارات إضافية, كان الممثل العراقي , متحمسا لاستهداف الولايات المتحدة, و دعي بقية الوفود لتأميم المشاريع و الأعمال الأمريكية في العالم العربي, و فرض حصار نفطي كامل على الولايات المتحدة, و على كل الدول الصديقة لإسرائيل, و سحب كافة الأرصدة العربية من المصارف الأمريكية. و قد أشار إلى أن حسابات المصرف العربي ضخمة و أن هذا الإجراء سوف يؤدى إلى هلع , لا يشبه أبدا ما حدث في 1929.
لم الوزراء العرب الآخرين متحمسين لهذه الخطوة المتطرفة , و لكن في 17 أكتوبر قرروا المضي في فرض حصار أكثر محدودية, يبدأ بقطع 5 بالمائة من الإنتاج, ثم فرض 5 بالمائة من القطع كل شهر حتى تكتمل الأهداف السياسية من العملية. و قد اتفقوا على أن الولايات المتحدة يجب أن تعاقب لموقفها المنحاز إلى إسرائيل, و عليه يجب أن تفرض ضدها أقصى العقوبات.العديد من الدول التي حضرت الاجتماع صرحت جميعها بأنها سوف تنفذ 10 في المائة من المقاطعة فضلا عن 5 بالمائة.
في 19 أكتوبر , طلب الرئيس نيكسون من الكونجرس 2.2 مليار دولار لإعانة إسرائيل . في اليوم التالي أعلنت السعودية و الدول الأخرى المنتجة للنفط, الحصار الكامل على شحنات النفط إلى الولايات المتحدة.انتهى الحصار النفطي على الولايات المتحدة في 18/مارس 1974 , رغم أن فترته كانت قصيرة غير أن أثارة كانت كبيرة جدا, فقد قفزت أسعار المبيعات السعودية إلى 1.39 دولار للبرميل في يناير 1970 إلى 8.32 دولار في 1/يناير 1974, السياسيون و الإداريون لن ينسوا أبدا الدرس الذي تلقنوه في أوائل ووسط السبعينات .
و على المدى الطويل فان تداعيات هذه الأزمة و التي لم تدم سوى شهور قليلة , قد عملت على تقوية ( الشركائية) و أعمدتها الثلاثة, الشركات, البنوك الدولية و الحكومة- فقد تماسكت و تعاضدت بشكل لم يسبق له مثيل. و سوف تستمر هذه الرابطة.و قد نتج عن الحصار أيضا, أوضاع و تغييرات مهمة . فقد اقتنعت وول استريت, وواشنطن بان مثل هذا الحصار سوف لن يتكرر أبدا و لن يتم التسامح معه مرة أخرى. إن الأولوية دائما هي حماية إمدادات نفطنا., بعد العام 1973 أصبح هاجسا .
صفحة 83
بعد انتهاء الحصار قامت واشنطن فورا ببدء مفاوضات مع العربية السعودية, عرضة إليهم الدعم التكنولوجي, الآليات العسكرية و التدريب, و فرصة لنقل شعبهم إلى حضارة القرن العشرين, مقابل البترودولار , و الأهم من ذلك اشترط عليهم ضمان أن لا يحدث اى حصار على النفط مرة أخرى. نتج عن هذه المحادثات اختلاق اغرب مؤسسة , و هي المفوضية الاقتصادية الأمريكية السعودية المشتركة (جيكور) (jecor) و تمثل المفهوم الجديد المبتدع و المقابل لبرنامج الإعانة الاجنبى التقليدي: و يعتمد على الأموال السعودية فى استئجار شركات أمريكية لبناء السعودية.
بالرغم من كل الادارة , و المسئولية المالية قد أوكلت إلى وزارة خزانة الولايات المتحدة , فان هذه المفوضية ظلت مستقلة لابعد الحدود.و في النهاية فقد أنفقت مليارات الدولارات خلال فترة تزيد قليلا , عن الخمسة و عشرين عاما, و بدون مراقبة من الكونجرس , لان الأموال لا تحتوى على أموال أمريكية فليس للكونجرس اى صلاحيات في هذا الأمر , بالرغم من الدور الذي تلعبه وزارة الخزانة.بعد دراسة مستفيضة لجيكور, استخلص هويلدن و ريتشارد جونز " لقد كانت من أهم الاتفاقيات من نوعها التي أبرمتها الولايات المتحدة مع دولة نامية. ففيها احتمال إقحام الولايات المتحدة بعمق في المملكة, معززة مفهوم الاعتماد الداخلي .
صفحة 85
لقد فهمت ان الهدف الاساسى فى هذه الصفقة ليس الهدف التقليدى و هو اغراق البلاد تعجز عن تسديدها فحسب و انما ضمان ان تجد اكبر كمية من البترودولار الى خزينة الولايات المتحدة, و بذلك يمكن جر السعودية الى ان يصبح اقتصادها متداخلا و معتدا على اقتصادنا حيث يفترض ان يصبح اقتصادا غربيا و اكثر اندماجا و تعاطفا مع نظامنا.
صفحة 86
كانت السعودية هى حلم المخططين الذى ارادوا له ان يتحقق, و كذلك كانت الفانتازيا سلكل من مهندسى مشاريع البناء و الاعمار, فه تمثل فرصة اقتصادية لا مثيل لها فى التاريخ, بلد نامى-تمتلك موارد مالية لا محدودة اضافة الى رغبتها فى الدخول الى العصر الحديث من اوسع ابوابه و بسرعة.
صفحة 87
كنت أضع في اعتباري دائما الأهداف الحقيقية: زيادة المدفوعات للشركات الأمريكية يجعل السعودية و بشكل متزايد معتمدة على الولايات المتحدة, و لم يمر وقت طويل قبل أن يصبح الاثنان معا , كل المشاريع التي أنشئت حديثا , تحتاج إلى تحسين و صيانة و خدمة مستمرة, وقد كانت على درجة عالية من التكنولوجيا لضمان أن الشركات الأصلية التي أنشأتها هي التي سوف تقوم بصيانتها و تحديثها, في الحقيقة و إثناء عملي , بدأت في تجميع قائمتين لكل من المشروعين اللذين تصورتهما .
الأولى لأنواع التصميم و عقود الإنشاء التي نتوقعها , و الأخرى للخدمات طويلة المدى و اتفاقيات الإدارة شركة مين, باشتيل, براون اند روت, هالبورتون, استون اند ويبستر, و العديد من المهندسين و المقاولين الأمريكان سيستفيدون فائدة مستقبلية كبيرة لعقود من الزمان . فيما يتجاوز الاقتصاد , كان هنالك التفاف آخر , و هو أن تصبح السعودية معتمدة علينا, حتى و لو بأسلوب مختلف , ران تحديث هذه المملكة الغنية بالنفط سوف يؤدى إلى ردود فعل معاكسة. مثال إثارة غضب و حنق المسلمين المحافظين., إسرائيل و البلدان المجاورة ستشعر بأنها مهددة. أن النمو الاقتصادي لهذا الشعب سيحدث صناعة أخرى: حماية الجزيرة العربية. الشركات الأجنبية المتخصصة في مثل هذه النشاطات , كما هو الحال في الصناعات العسكرية و صناعات الدفاع الأمريكية يمكنها أن تتوقع عقود كبيرة- و مرة أخرى فان الخدمات على المدى الطويل, و اتفاقيات الإدارة . أن تواجدهم سيطلب مرحلة أخرى من المشاريع الهندسة و الإنشائية, بما في ذلك المطارات, منصات الصواريخ, و قواعد دوائر المستخدمين, و كل البنية التحتية التابعة لهذه المرافق.
صفحة 89
بموجب هذه الخطة النشوئية , أرادت واشنطن من السعودية أن تضمن لها استمرارية تدفق إمدادات النفط و ثبات استعارة على مستوى حتى و لو كان متقلبا , يجب ان يبقى دائما مقبولا للولايات المتحدة و حلفائها. فإذا حاولت دول مثل إيران و العراق و اندونيسيا أو فنزويلا التهديد بحصار , فعلى المملكة العربية السعودية بإمداداتها الضخمة, التدخل لملء هذا الفراغ, و ببساطة فان مجرد معرفة ذلك ستثبط همة البلدان الأخرى , حتى من مجرد التفكير في الحصار و مقابل هذا الضمان , ستقوم الولايات المتحدة بمنح آل سعود صفقة مدهشة و هي عبارة عن التزام بإعطائهم دعما سياسيا , بل و عسكري, بما يؤكد بقاء آل سعود كحكام للبلاد.لقد كان من الصعب على آل سعود رفض و مقاومة إغراء هذه الصفقة, اخذين في الاعتبار موقعها الجغرافي و ضعف قدراتها العسكرية, و ضعفها العام في مواجهة جيران مثل إيران, سوريا , العراق و إسرائيل, إذن من الطبيعي أن تستخدم واشنطن نفوذها لفرض شرط حرج و صعب , شرط استطاع أن يعيد تعريف دور سفاح الاقتصاد في العالم , و قدم لنا نموذجا كان علينا مستقبلا محاولة تطبيقه في بلدان أخرى مثل العراق. عندما اتامل الوضع , أحيانا أجد من الصعب فهم, قبول السعودية لهذا الشرط . بالتأكيد ان بقية العالم العربي, ( اوبيك), و بقية بلدان العالم الاسلامى , صعقوا بل و روعوا عند اكتشافه لشروط الصفقة , و الطريقة التي استسلم بها البيت الملكي السعودي لمطالب واشنطن.
الشرط هو أن السعودية عليها استخدام البترودولار لشراء سندات الحكومة الأمريكية, و بالمقابل , فان الفوائد المحصلة من هذه السندات تصرف بواسطة وزارة الخزانة الأمريكية, بطرق تمكن السعودية من الخروج من مجتمعات القرون الوسطى إلى المجتمعات الحديثة, الى العالم الصناعي. وبعبارة أخرى أن الفوائد المكونة من بلايين الدولارات من دخل نفط المملكة سوف يدفع للشركات الأمريكية لتحقيق تلك الرؤية , و قد اقترح ( احد المنافسين لي) تحويل المملكة السعودية إلى قوة صناعية حديثة. وزارتنا وزارة الخزانة الأمريكية سوف تستأجرنا على نفقة السعودية, لبناء مشاريع البنية التحتية, و حتى كافة المدن في كامل الجزيرة العربية.بالرغم من أن للسعودية الحق في إعطاء رأيها بشان الطبيعة العامة لهذه المشاريع, فالحقيقة هي أن الهيئات المستنيرة من الأجانب ( معظمهم كفار في نظر المسلمين), هم الذين سوف يحددون المظهر المستقبلي و الاقتصادي للجزيرة العربية.
***
أسامة بن لادن
صفحة 96
لم تخفى الولايات المتحدة رغبتها فى الحصول على نقود السعودية, حرب أسامة بن لادن الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتي إبان الثمانينات , و التي ساهمت فيها الرياض وواشنطن معا بما يقدر ب 3.5 بليون دولار أنفقت على المجاهدين, غير أن مساهمة السعودية ذهبت إلى ابعد من ذلك.فى نهاية العام 2003 قامت ( نيوز ورلد ربورت) باجراء دراسة شاملة بعنوان " التحالف السعودى" قامت المجلة بمراجعة الآف الصفحات من سجلات البلاط الملكي, و التقارير الخارجية للمخابرات الأمريكية, ووثائق أخرى كما قامت بإجراء مقابلات شخصية مع العشرات من مسئولي الحكومة, و الخبراء فى الإرهاب و الشرق الأوسط, و خرجت بالنتائج الآتية: الدليل القاطع على أن التحالف الامريكى الطويل المدى مع السعودية , و اكبر منتجي النفط في العالم , قد أصبح بطريقة ما اكبر وزارة خزانة حيث وصفها المسئولون بأنها " المركز السطحي " لتمويل الإرهابفي أواخر الثمانينات و بع الصدمتين المزدوجتين , الثورة الإيرانية و الحرب السوفيتية على أفغانستان- أصبحت الإعانات الخيرية شبه الرسمية, أصبحت المصدر الاساسى للأموال التي تساعد على النمو السريع لحركة الجهاد. , استخدمت الأموال في ما يقارب العشرين دولة لتسيير النشاطات العسكرية فى معسكرات التدريب, و شراء الأسلحة و تجنيد أعضاء جدد لهذه الحركات. الكرم و السخاء السعودي شجع المسئولين الأمريكيين يتجهون إلى ناحية أخرى , و هى ضباط المخابرات من قدامى المحاربين.
عقود تبلغ بلايين الدولارات , منح , و رواتب ذهبت الى جيوب نطاق واسع من المسئولين السابقين الذين تعاملوا مع السعودية: السفراء , كبار الموظفين فى المخابرات المركزية الأمريكية, و حتى الوزراء.الاعتراضات الالكترونية للمكالمات تورط فيها أفراد الأسرة الملكية ليس فقط حول دعمها للقاعدة و إنما تورطها فى دعم جماعات إرهابية أخرى.بعد الهجمات على مركز التجارة العالمية و البنتاجون فى ,2001 ظهرت المزيد من الأدلة حول العلاقات المكشوفة بين واشنطن و الرياض.فى أكتوبر 2003 قامت مجلة فانتى فير بكشف معلومات , لأول مرة يتم كشفها على المستوى العام , و ذلك بتقرير معمق بعنوان ( إنقاذ السعوديين) و القصة التي طفت الى السطح عن العلاقة بين أسرة بوش و آل سعود و أسرة بن لادن لم تدهشني البتة.
فقد كنت على علم بهذه العلاقات و التي تعود الى فى تاريخها الى فترة موضوع غسيل الأموال السعودية , و التى كانت قد بدأت فى العام 1974 و الفترة التى عمل فيها جورج اتش دبليو بوش سفيرا لأمريكا فى الأمم المتحدة ( من 1971-1973 ) ثم عمل بعدها رئيسا للمخابرات المركزية الأمريكية ( من 1976-1977) .
و لكن ما ادهشنى هو حقيقة أن الصدق هو الذي صنع الضغط . على حد ما خلصت إليه فانتى فير.أسرة بوش و آل سعود أكثر سلالتين حاكمتين قوة فى العالم, لديهما علاقات شخصية و مشاريع تجارية و أعمال , و روابط سياسية تمتد لأكثر من عشرين عاما.على صعيد القطاع الخاص فان السعوديون يدعمون هاركن انرجى, و هى شركة نفطية, حيث ان جورج اتش دبليو بوش هو احد المستثمرين فيها , و الرئيس السابق( جورج اتش ان. فى.) بوش و حليفة الطويل الأمد وزير الخارجية جيمس بيكر, التقوا بالسعوديين كمستثمري أموال لمجموعة كارلايل, و هى مثار جدل فى أنها اكبر شركة للأسهم الخاصة فى العالم, و اليوم يواصل الرئيس بوش العمل كمستشار أول للشركة , حيث يقال أن مساهميها هم آل سعود المتهمين بعلاقتهم بدعم مجموعات إرهابية.
بعد ايام قليلة فقط من 9/11 , تم تهريب السعوديين الأثرياء بما فى ذلك أفراد أسرة بن لادن, الى خارج الولايات المتحدة , على طائرات خاصة , لم تتم مراجعتها , و لم يٍسال المسافرون عليها. هل كان للعلاقة الطويلة بين الأسرتين الأمريكية و السعودية دورا فى جعل الهروب ان يحدث بهذه البساطة ؟؟
الجزء 3 : 1975-1981
صفحة 127
إن الفترة التى قضيتها فى كولومبيا أيضا ساعدتني فى فهم التمييز بين الجمهورية الأمريكية القديمة , و الإمبراطورية العالمية الجديدة, الجمهورية تمنح العالم الأمل, لأنها تعتمد على أساس اخلاقى و فلسفي أكثر من كونه مادي. فهي مبنية على مفهوم المساواة و العدالة للجميع. و لكنها أيضا يمكن أن تكون برجماتية, فهي ليست حلما (يوتوبيا) و لكنها أيضا حياة , و كيان سامي.
يمكنها أن تفتح ذراعيها لإيواء المقهورين و الضعفاء, فهي الهام و فى نفس الوقت قوة يمكن الجدل معها , و إذا اقتضت الضرورة يمكنها الانتقال الى حالة الفعل, كما حدث أثناء الحرب العالمية الثانية, لتدافع عن المبادئ التى تقف من اجلها. المؤسسات فى حد ذاتها , الشركات الكبرى , المصارف و وبيروقراطيي الحكومة- التى تهدد الجمهورية يمكن استخدامها كبديل لتأسيس التغييرات الأساسية فى العالم. و هذه المؤسسات هى التى تمتلك شبكة الاتصالات و أنظمة المواصلات الضرورية لاستئصال المرض و الجوع, و حتى الحروب فقط إذا تم إقناعهم بالسير فى ذلك الاتجاه.الإمبراطورية العالمية ...هى الروح الانتقامية للجمهورية .
فهي تتمتع بالأنانية و التمركز حول الذات, الجشع, المادية, فهي نظام مؤسس على المتاجرة, مثل سابقتها من الإمبراطوريات, ذراعيها مفتوحتين فقط لتكديس الموارد , و الاستحواذ على كلى ما تراه لحشو كرشها النهم, فهي تفعل ما فى وسعها لدفع حكامها للحصول على المزيد من السلطة و الثروات.أنا شخص مخلص للجمهورية الأمريكية, و لكن ما ارتكبتاه خلال هذا النموذج الماكر من الامبريالية, هو المعادل المالي , لما حاولنا انجازه عسكريا فى فيتنام. فإذا كانت جنوب شرق آسيا قد علمتنا أن للجيوش حدودا تنتهي فيها, فان الاقتصاديون يردون بابتداع خطة أفضل , ووكالات الإغاثة الأجنبية, و المقاولين الخاصين الذين يقومون بخدمتهم ( أو , بمعنى أكثر ملائمة الذين يخدمونهم ) قد استفادوا من تلك الخطة.لقد شهدت فى بلدان فى مختلف القارات , كيف يعمل الرجال و النساء للشركات الأمريكية- بالرغم من أنهم ليسو رسميا جزء من شبكة سفاحي الاقتصاد
- قد ساهموا فى شيء أكثر خبثا و ضررا من اى شيء يمكن تصوره فى نظريات المؤامرة. مثل العديد من مهندسي سفاحي الاقتصاد. هؤلاء العاملين لا تمكنهم رؤية نتائج أفعالهم, فقد تم إقناعهم بان المؤسسات الصناعية و المصانع التى تقوم بصناعة الأحذية و قطع غيار السيارات لشركاتهم, أنها تساعدهم فى الخروج من دائرة الفقر, بدلا من ذلك يتم إغراقهم فى أنظمة عبودية متبقية من القرون الوسطى و من مزارع الجنوب, مثل تلك الظواهر من الاستغلال , الرقيق الحديث و العبيد الذين تم دمجهم فى المجتمع على قناعة أنهم أفضل حالا من تلك الأرواح البائسة التى تعيش على الهامش فى الأماكن المظلمة فى أوروبا, و غابات إفريقيا, أو فى تخوم البراري الأمريكية.
صفحة 139
عادة ما يبدأ زعماء المافيا, كقطاع طرق, و بمرور الوقت , فان الذين يحرزون نجاحا فى هذا المجال يتغير مظهرهم, فيرتدون الملابس الفاخرة جدا, و يتملكون أعمالا شرعية, و يغلفون أنفسهم بحلل المجتمعات الراقية. يدعمون الجمعيات الخيرية المحلية, و يحترمون فى المجتمعات التى يعيشون فيها . يسارعون فى إقراض الأموال للذين يعانون من أزمات. مثل السيرة الذاتية لجون بيركنز فى شركة مين , فهؤلاء الرجال يظهرون و كأنهم مواطنون نموذجيين, و لكن تحت هذا المظهر الجليل سيل من الدماء. عندما يخفق المدينون بدفع الدين , يسارع سفاحو الاقتصاد للمطالبة (برطل اللحم) فإذا لم تنجح المطالبة يتقدم الذئاب بمضرب البيسبول , و أخيرا يلجئون الى إشهار المسدسات.
صفحة 141
لقد عانت الإكوادور و هى ترسف تحت سلسلة من الأنظمة الديكتاتورية, و أخرى من اليمينيين تتلاعب بهم المصالح الامركية التجارية و السياسية , بطريقة.فقد كانت البلاد تحتل المركز الخامس فى إنتاج الموز , فسارعت ( الشركائية) بشق طريقها الى هناك.
بدأت سلسلة الاستغلال التى للنفط فى حوض الأمازون الاكوادورى, خلال الستينات , فنتج عنها انغماس فى الشراء و الذي لعبت واحدة من الأسر الحاكمة الإكوادور دورا هاما وهى بالتالي كانت نهبا و لعبة فى هايدى المصارف الدولية. فأرهقوا بلادهم بديون طائلة على وعود عائدات النفط .