[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]واصلت البورصة نزيف خسائرها ليصل مجمل الخسارة خلال جلستين فقط 17 مليار جنيه من رأس مالها السوقى، بعدما سيطرت أحداث التحرير الدامية على تعاملاتها، وغيرت من رؤية وأهداف المستثمرين بها، حيث واصل الأجانب هروبهم من السوق المصرى خوفا من استمرار تدهور الأوضاع السياسية فى البلاد.
أما العرب والمصريون فحاولوا استغلال هذه الفرصة الذهبية لاقتناص الفرص وشراء أسهم العديد من الشركات التى فقد بعضها أكثر من 20% من قيمتها خلال يومين فقط، إلا أن هذه المشتريات لم تكن بكميات كبيرة، حيث يسيطر أيضا المستقبل الضبابى على تعاملاتهم، وإن بنسبة أقل من الأجانب نسبيا.
إدارة البورصة اضطرت لإيقاف التداول على حوالى 70 شركة لمدة نصف ساعة خلال جلسة اليوم الاثنين بعد تجاوز أسهمها نسبة التراجع المسموح بها خلال الجلسة، وهى 5%، وكانت هذه الشركات فى معظم القطاعات، حيث لم يسلم أى قطاع من الخسارة اليوم.
إلا أن المشكلة لم تكن فقط تراجع الأسهم، ولكن هناك مشكلة أكبر، وهى استمرار ضعف حجم التداول بشكل ملحوظ، وهو ما يعنى اختفاء السيولة من السوق، وعزوف المستثمرين عن الاستثمار فى البورصة بسبب الخسائر المتواصلة، وهو ما يعنى أيضا أن الخسائر ستستمر حتى بعد استقرار الوضع فى التحرير، حيث لن يعود المستثمرون بسهولة للسوق مرة أخرى، لأن الأموال دائما ما تخرج بسهولة وسرعة من السوق لكنها لا تأتى بنفس السرعة.
وخسرت البورصة 10.05 مليار جنيه من رأس مالها السوقى خلال تعاملات اليوم الاثنين فقط، بسبب استمرار الاضطرابات الأمنية فى ميدان التحرير بين المتظاهرين والشرطة، مما أدى لحوالى 22 قتيلا، وهو ما خلق حالة فزع لدى المستثمرين الأجانب الذين واصلوا الخروج من السوق.
وأغلق مؤشر البورصة الرئيسى "إيجى إكس 30"، متراجعا بنسبة 3.9%، ليغلق عند مستوى 3862 نقطة، كما تراجع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة "إيجى إكس 70" بنسبة 5.02% ، وتراجع مؤشر "إيجى إكس 100" الأوسع نطاقا بنسبة 4.2%، وسط تعاملات بلغت 417.7 مليون جنيه، وشهد أغلب الأسهم تراجعا حادا.
واستحوذ المستثمرون الأجانب على 18.87% من إجمالى التعاملات اليوم، وحققوا صافى بيع بقيمة 30.07 مليون جنيه، فى حين استحوذ المستثمرون المصريون على 73.05% وحققوا صافى شراء بقيمة 10.5 مليون جنيه، واستحوذ العرب على نحو 8.08%، وحققوا صافى شراء بقيمة 19.5 مليون جنيه.
ومن جانبه قال الدكتور محمد عمران، رئيس البورصة المصرية: "إننى لا أملك أى نصائح للمستثمرين فى السوق المصرية خلال هذه الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد"، حيث إن دورى كرئيس بورصة هو ضمان سلامة العمليات والتداولات، من خلال وضع الضوابط والإجراءات التى تعمل على ذلك، والتى من شأنها أن تضمن حماية المستثمرين.
وأكد "عمران" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن قرار إغلاق البورصة لفترة زمنية، فى ظل الأحداث الساخنة المتلاحقة فى ميدان التحرير مستبعد تماماً، مشيراً إلى أن إغلاق البورصة ليس بالأمر العسير، وإنما إعادة فتحها هو الأمر الأصعب.
وقال رئيس البورصة، إنه لا توجد خطة أو نية لإضافة أى إجراءات جديدة بالسوق، مضيفاً: "أن ما لدينا من إجراءات وآليات وضوابط، كفيلة بتقليص تداعيات الأحداث الراهنة، وبالتالى سيتم التعامل بها فى السوق".