كيف أتخلص من الحساسية والحكة في أجزاء جسمي
السؤال
السلام عليكم
أنا فيّ حساسية وراثية في جسمي، تظهر فترة وتختفي فترة، ولكنها لا تذهب للأبد، وأكثر الأماكن التي فيها حساسية رقبتي وذراع يدي وكتفي، ومكان الثني في يدي ورجلي، رحلت لأكثر من طبيب وكلهم قالوا نفس الكلام أن الذي يزيد الحساسية في جسمي هو الحكة الكثيرة، وارتفاع درجة حرارة جسمي؛ مما يؤدي إلى احمرارها، ويجعلني أحكها باستمرار،وجميع الدكاترة قالوا لي أنه يجب علي أن أبتعد عن لبس الملابس السوداء صباحا في الصيف، خاصة أنها تمتص أشعة الشمس، وتزيد درجة حرارة جسمي، ثم تزيد الحكة، وتزيد الحساسية أيضا.
وخاصة أن جو البلدة عندنا حار جدا في صباح الصيف، وقالوا أنه يجب علي لبس الملابس البيضاء القطنية، وأنا أعلم أن في جميع الحالات أن هذه الحساسية لن تذهب، لكن هناك عدة طرق لتخفيفها.
سؤالي هو: هل صحيح أن لبس الملابس السوداء يزيد من الحكة وحرارة الجسم؟ وأن الملابس البيضاء القطنية تقلل من حرارة الجسم وتقلل بذلك من الحكة وبذلك تقل الحساسية؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الوصف لما تشتكين منه هو على الأغلب يتوافق مع الأكزيما البنيوية عند البالغين، وهي مرض تكثر فيه العوامل المؤثرة على المرض سلبا أو إيجابا.
ومن العوامل الهامة في وقاية الجلد من التهيج هو استعمال اللباس القطني الأبيض الناعم بحيث يكون هو الملامس للجلد، ويكون بطانة للألبسة الأخرى على سائر الجلد.
والدليل على ذلك أن استعمال الملابس الداخلية القطنية يؤدي إلى صفاء الجلد تحتها، بينما يكون الجلد غيرالمغطى بها أكثر هياجا واحمرارا وحكة، وبما أن المرض مزمن فيجب السعي لفهم جميع العوامل المؤثرة عليه والتي تزيد من حدته، وتجنبها تغيير نمط الحياة بما يتناسب معها.
فإن وجد مثلا أن بعض أنواع الطعام يثير هذه الأكزيما، وتم تجربة ذلك عدة مرات، ولم تكن الأكزيما متصادفة مع هذا الطعام أو ذاك فعندها يجب الامتناع عن هذه الأنواع من الأغذية حتى ولو كنا نحبها، ويجب كما قلت تغيير نمط الحياة بناء على هذه العوامل، وعدم التساهل في ذلك، وإلا فإن التقصير في ذلك سيؤدي إلى معاناة.
عندي مريض سوداني من الذين يتأثرون بالمناخ في قطر بشكل سلبي، فهو يعاني من الأكزيما ولا يكاد يحتمل نفسه ولكن يجد نفسه صافي الجلد في السودان أي تعاوده الأكزيما في قطر ويعاوده الشفاء في السودان، وعلى العكس مريض آخر من السودان أيضا يعاني من ويلات الأكزيما طالما أنه في السودان، ولكنه لا يصفو إلا إذا عاد إلى الدوحة تحسن وهكذا..
وهذا الأمر يقدر بقدره وبشكل فردي شخصي أي عليك بتجريب اللباس الغامق لعدة أيام على أن يكون الجلد صافيا دون علاج ونرى النتيجة، وعلى الطرف الآخر نستعمل الألبسة القطنية البيضاء لعدة أيام بنفس الشروط ونرى النتيجة.
ولا مانع من تجريب ذلك ففي نفس الوقت يمكنك ارتداء اللباس الأبيض القطني على الشق الأيمن من الجسم، بينما ترتدي لباسا غامقا على الشق الآخر للجسم، وبعدها وأنت داخل الغرفة ودون تكشف للعالم الخارجي يمكن فتح النافذة والجلوس في الشمس ومراقبة الطرفين، وأيهما أفضل ولكن بعد التعرض لفترة مؤثرة وليس لدقائق.
إنه مما لا شك فيه أن اللباس القطني 100% (لأن المخلوط يعطي خصائص الخلطات التي فيه) والأبيض (لأن الصبغات قد تثير الأكزيما) الناعم (لأن بعض القطن الخشن كالكتان – مثل بدلة الجودو - قد يؤذي الجلد ويهيجه بخشونته) يعطي الجلد راحة بينما الألبسة من الألياف الاصطناعية والبولي استر واللياف التركيبية والملونة يكون احتمال تهيج الجلد فيها أكبر بكثير من القطني.
وأما الحرارة فإنه من المعلوم أن اللباس الأبيض لا يمتص الحرارة، وأن اللون كلما زاد زاد امتصاصه للحرارة والطاقة, وقد أجريت تجربة بوضع قطع ثلج ملفوفة بقطع قماش من نفس النوع والحجم، ولكن الألوان مختلفة ووضعت في درجة حرارة متساوية فوجدوا أن الثلج الملفوف في القماش الأسود قد ذاب أولا ثم تلاه الملون بينما كان عمر قطعة الثلج في القماش الأبيض أطولها، وتبرير ذلك أن كمية الحرارة التي يمتصها الأغمق أكثر من كمية الحرارة التي يمتصها الأفتح وكان الذوبان متناسبا مع كمية الحرارة الممتصة.
إن موضوع الحرارة وكميته وتأثير ذلك على الأكزيما ليس بالأمر اليقيني، فقد يؤثر عند بعض الأشخاص بشدة وقد يكون تأثيره محدودا عند آخرين ولتجربة الشخصية هي الدليل الشخصي وليست الدليل العام.
ختاما: فإن هذه الحساسية الموصوفة تجب فيها الوقاية من المحرضات قبل وجوب العلاج - علما أنها بنيوية - ولكن المحرض هو الذي يزيدها، وكلما تعرفنا على المحرضات وتجنبناها كلما تحسن الحال.