[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كثيرا ما تفاجأ الأم بصراخ طفلها وبكائه المستمر عندما يبلغ ستة أشهر من العمر، وقد ترتفع درجة حرارته أو يصيبه بالإسهال، وقد تفترض فى وقت من الأوقات أن كل الأمراض التى تصيب الطفل سببها عملية التسنين.
ويبين دكتور مجيد أن هذا الافتراض سلاح ذو حدين، فقد يكون التسنين بالفعل مسؤلا عن جميع الأعراض التى يعانى منها الطفل، ويمكن تفسير ذلك إذا علمنا أن مناطق التحكم فى أجزاء الجسم المختلفة تكون متداخلة ومتشابكة داخل مخ الطفل، ثم تتحدد وتتمايز عن بعضها البعض مع تقدم العمر.
قد تتأثر مستقبلات الأم الفم بمخ الطفل أثناء بزوغ الأسنان اللبنية ثم ينتقل الإحساس بالألم إلى المناطق المجاورة بالمخ، فإذا لمس الإحساس منطقة الأذن بالمخ شعر الطفل بألم فى أذنه، وظل يداوم على وضع يده على أذنه، مما يوحى بإصابتها وإذا ما تشعب الإحساس بالألم إلى منطقة البطن مثلا شعر الطفل بالمغص وهكذا.
وحول الجانب الآخر يبين دكتور مجيد أن هناك احتمالا آخر فهو أن يكون الطفل مصابا بالفعل بعلة مرضية بإذنه أو أمعائه وصادف ذلك بداية ظهور الأسنان اللبنية فتظن، الأم خطأ أن التسنين هو السبب ولا تلتفت إلى علاج العضو المصاب فيستحفل المرض، ومن هنا نشير إلى خطورة اعتبار التسنين مسؤلا عن أى آفة مرصية، وإنما ينبغى فحص الطفل لمعرفة السبب الحقيقى للمرض.
وينصح بعرض الطفل على طبيب الأسنان أولا، ليتأكد من أن عمر الطفل مطابق لتاريخ بزوغ السنة اللبنية، ثم يقوم بفحص منطقة السنة، فإذا وجد تورما واحرارا فيمكنه بتخدير سطحى أن يشق هذا التورم وعندئذ يزول الغط المسبب للألم عند الطفل وينقطع صراخه وتنخفض درجة حرارته.
وتظهر السنة اللبنية الجديدة بعد ذلك بيوم أو أكثر دون أى مشاكل، أما إذا لم يوجد تورم أو أحمرار بمنطقة بزوغ الأسنان، فمعنى ذلك أن هناك سببا آخر للألم لا علاقة له بالتسنين، وفى هذه الحالة يلزم استشارة طبيب أطفال.