عبد الرضا الحميد
ربتما
تنط الايائل من بيد قومي
الى غمام
اي غمام
فتستوي طائرا من ماء وهواء
ربتما
يساقط الرغيف من يد امي
مضرجا بالقهقهات
وامي مذ كانت: عين على الله
وعين على الرغيف
ربتما
لا يصلي ابي ابدا
مذ تعشق بغداده
صلاة الصبح في الكاظم
وصلاة الظهر في الكيلاني
ولا يؤدي الشهادتين
مابين الرصافة والجسر
ربتما
يركب الغفاري دابته
بالمقلوب
ويبيع عصاه بشربة ماء
في الهايد بارك
ربتما
يغدو ابو الطيب
عن الخيل والليل والبيداء
وعن السيف والرمح والقرطاس
والقلم
ويؤوب لا الى رسم يسائله
بل الى خمارة البلد
ربتما
تغدو مدن الملح
شطافات لاولاد الغفلة
ومخادع للغلمان
ربتما
ربتما
ربتما
لكن ما لا (ربتما) فيه
ان لا تكون دمشق غير دمشق
فهذي دمشق
مناخ ابل القبيلة
ومسرج خيولها
هذي دمشق
سحائب من الحب تمطر
ياسمينا
وكركرات
وصبايا
هذي دمشق
فـ(( قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا
مشت على الرسم أحداث وأزمان
لولا دمشق لما كانت طليطلة
ولا زهت ببني العباس بغدان
جرى وصفق يلقانا بها بردى
كما تلقاك دون الخلد رضوان ))
هذي دمشق
حاملة اختام اله الحب العربي
وفرقد يمامه الابيض
وعباءة الكلم الاول
وفيحاء الاغاريد
هذي دمشق
فالقصيد من قاسيون مهطله
وقاسيون يطل ياوطني
فلا (قفا نبك)
فما من ذكرى الا وفي دمشق مهبطها
وما من حبيب الا وفي مقلتي دمشق مسراه
هذي دمشق
(لَو عايَنَت عَيناكَ بَهجَةَ جِلَّقا
وَرَأَيتَ مَنظَرَها البَهيجَ المونِقا
لَرَأَيتَ حُسناً كُلُّ حُسنٍ دونَهُ
تُعيي البَليغَ صِفاتُهُ أَن ينطِقا
جَنّاتُ عَدنٍ لَم تَكُن مُمتازَةً
عَنها بِشَيءٍ عَزَّ إِلا بِالبَقا
وِلدانُها وَنِساؤُها كَالحورِ
وَالوِلدانِ بَل أَبهى وَأَشهى مَنطِقا
ما إِن يُلامُ فَتىً يُرى في جِلَّقٍ
أَيّامَ طيبِ سُبوتِها أَن يَعشَقا
أَنّى التَفَتَّ بِها رَأَيتَ أَهِلَّةً
تَرنو بِمِثلِ عُيونِ غزلانِ النَّقا
مَيدانُها لِلهَمِّ أَمسى مَغرِباً
لَكِن لِشَمسِ الحُسنِ أَضحى مَشرِقا
كَم مِن غَريبٍ جاءها مُتَبَغدِدٍ
فَبَدَت مَحاسِنُها لَهُ فَتدمشَقا)
هذي دمشق
عند عتباتها اولم المرسلون
ولائم البشارة
ومن اصابعها يساقط ،
ما اختلفت الاعصر
وتعاقبت الدهور
زيت جني
على شفاه تلوك التوحيد
في الابكار والعشيات،
هذي دمشق
(من بعد يوم في دمشق و ليلة
حلف الزمان بمثلها لا يغلط
بتنا وجنح الليل في غفلاته
ومن الصباح عليه فرع أشمط
والطل في سلك الغصون كلؤلؤ
رطب يصافحه النسيم فيسقط
والطير يقرأ والغدير صحيفة
والريح تكتب والغمام ينقط)
هذي دمشق
فيروزة المدائن
ومغرد النواقيس
وروض المآذن
اليها وحدها تحج المدائن
لا الناس
وفيها وحدها تحل المدائن
جدائلها وترقص على الهفهفات
هذي دمشق:
فـ (يا راكِبَ الناقَةِ الوَجناءِ يُزجيها
وَالشَوقُ وَالسَوقُ هاديها وَحاديها
عَرِّج عَلى جِلَّقَ الفَيحاءِ غوطَتُها
فَحَيّ جامِعَها عَنّي وَأَهليها
لَولا الخُلودُ الَّذي لَسنا نُؤَمِّلُهُ
لَقُلتُ إِنَّ جِنانَ الخُلدِ تَحكيها
فَإِنَّها بَلَدٌ ناهيكَ مِن بَلَدٍ
في الحُسنِ لَيسَ لَها مِثلٌ يُضاهيها
كَأَنَّما جَنَّةُ الفِردَوسِ جِلَّق وَالـ
أَنهارُ أَنهارُها تَجري بواديها
فَماءُ كانونَ في سَلسالِ رَبوَتِها
تُطفي بِهِ نارَ آبٍ حينَ تحميها
يا طيبَ أَزهار أَنفاسِ الرَبيعِ بِها
وَالطَيرُ تُطرِبُنا أَصواتُ شاديها
ظَبيٌ مِنَ التُركِ لَم تَترُك لَواحِظُهُ
لي نِيَّةً في جَميلِ الصَبرِ أَنويها
وَالتُركُ أَبناؤُها تسبي وَتَقتُلُ في
دِمَشقَ لَم تَخشَ يَوماً بِأسَ واليها
دِمَشق إِن جِئتَها مِن كُلِّ ناحِيَةٍ
عَلى اليَفاعِ الَّذي تَحوي حَواشيها
حَكَت بَساتينها بَحراً جَواسِقُها
فيهِ المَراكِبُ مُلقاةً مَراسيها
أَو السَماءَ وَواديها المَجرةُ وَالـ
قُصورُ فيهِ نُجومٌ سارَ ساريها
بُشرى لَها وَلأَهليها بِساحَتِها
فَاللَهُ كالِئُهُم فيها وَكاليها
وَالرُخصُ حالَفَها أَن لا يُفارِقَها
وَالجَدبُ أَقسَمَ بَرّاً لا يُدانيها
أَيّامُ مِشمِشِها لا شَيءَ يُشبِهُها
في الحُسنِ كَلا وَلا في الطيبِ يَحكيها)
هذي دمشق
وهذا صوت عاشقها:
(هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني
و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا
وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا
فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟)
هذي دمشق فخل يدي
ياحبيبي
تلم اضلاعي
وتطشها كالياسمين على طفولة
من كركرات
هذي دمشق
فخل يدي حبيبي
تلم القطر من الشرفات
كي نتعمد به في اصباح
الحمرا
والصالحية
وعرنوس
وباب توما
هذي دمشق
فخل يدي
وخذني للآلئ سحرها
من فضة المعنى
عند سمارها
وسهارها
الى عسجد الزقزقات
هذي دمشق
و(الفل يبدأ من دمشق بياضه
وبعطرها تتطيب الاطياب
و الحب يبدأ من دمشق فأهلنا
عبدوا الجمال و ذوبوه و ذابوا
فالدهر يبدأ من دمشق وعندها
تبقى اللغات و تحفظ الانساب
ودمشق تعطي للعروبة شكلها
وبارضها تتشكل الاحقاب)
(فعلمينا فقه العروبة ياشام
فانت البيان والتبيين)