قصة العلم السوري ذات النجوم الثلاثة الحمراء

قصة العلم السوري ذات النجوم الثلاثة الحمراء, شتان وأشتات بين أزدواجية وحنين للأستعمار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
: ما أجمل، وما أكرم، وما أعظم أن يستشهد العربي دفاعا عن أمته العربية ووحدتها ... هذا ما تبادر وتوارد لذهني وأنا أشاهد شهداء سوريا من على شاشة التلفاز، تلفهم راية الوحدة العربية التي يريد حفنة من عملاء ومجرمين تغييرها لراية عهد الانتداب الفرنسي واستقلالياته المزعومة وعهد الانفصال، ولن أطيل عليكم فهذه قصة العلم السوري ذات النجوم الثلاثة الحمراء، التي يستخدمها المعارضون السوريين الداعين للحماية الدولية.
في 14 أيار مايو 1930 أصدر المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في سورية ولبنان ( التي كانت تحتل قواتها سوريا ولبنان ) هنري بونسو قرارا برقم 3111 يقضي بوضع دستور لدولة سورية جاء فيه ـ المادة الرابعة ـ الباب الأول ( يكون العلم السوري على الشكل الأتي: طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى ثلاثة ألوان متساوية ومتوازية، أعلاها الأخضر، فالأبيض فالأسود على أن يحتوي القسم الأبيض منها في خط مستقيم واحد على ثلاثة كواكب حمراء ذات خمسة أشعة ـ هكذا ورد نصا ) واستمر هذا العلم حتى تحررت سورية من قطريتها واندماجها في الجمهورية العربية المتحدة، ثم أعيد استعماله صباح يوم 28 أيلول سبتمبر 1961 فكان علم الانفصال لغاية آذار 1963.
وإن كانت هذه رموز، وهي دون أدنى شك تحمل رمزية لمضمون وهوية من يحملها، وأقل ما يمكن أن نقوله أن حاملي علم الانتداب الفرنسي يعانون من أزمة أخلاقية عنوانها الحنين للاستعمار. وعلى أية حال فإن الصراع لا يزال محتدما بين الراغبين بالتدخل الخارجي، ورافضيه ... من المعارضة السورية من جهة والنظام السوري جهة أخرى، وأيا كانت نتائج هذا الصراع فإن لنا كلمة نقولها، وإن انتهى هذا الصراع (لا سمح الله) كما انتهى (صراع) ليبيا، فإن شعبنا الحبيب في سورية سيتضور ألما ويقدم تضحيات جسام حتى تعود لترفرف في سمائه راية الحرية والاستقلال والوحدة ... وبين ما يدعي زعماء معارضة الحنين للاستعمار من وعود يقدموها زورا للمواطن السوري، من جهة، وما ندعيه بالتجربة المرة التي عشناها ولا نزال في العراق، من جهة أخرى، إن ما بين الاثنين ... حكم الزمان ... وتجربة مرة أخرى على طريق تجربة العراق وليبيا.
وإن انتهى الصراع بهزيمة المؤامرة، فالخير والوحدة والاستقلال ليس لسورية وحدها بل لامتدادها العربي. أقول هذا، لأنه .. لا منطقة وسطى بين الجنة والنار على حد قول الشاعر نزار قباني، فمن يرضى أن يموت ملفوفا براية الانتداب والحماية الدولية، وتحت أبعاد (النصيحة) الأمريكية التي تلتها فيكتوريا لولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ولم يستجيب للعفو الذي أصدرته السلطات السورية لحقن دماء السوريين ومواصلة الحوار والإصلاح والتغيير السلمي، وبين شهداء تلفهم راية فيها محبة العرب ومعانيها القومية التحررية، شتان ... والفرق بينهما كالفرق بين الكفر والأيمان .
وقد نكون مضطرين أن نقول كلاما جارحا، ولكن لا سبيل إلا هو في كشف زيف من تعالت أصواتهم للمطالبة بمقاومة الاحتلال في العراق، ومقاومة نتائجه ودستوره وعمليته السياسية وكانت أصوات الحقيقة والانتماء، فإذا ببعض منهم يتحولون جنودا لإعادة (بث) السيناريو العراقي على (الشاشة) السورية، وتنفيذ فصول الاحتلال نيابة عن قوات الولايات المتحدة التي أرهقتها المقاومة العراقية البطلة، وفي وقت يبدوا فيه وكأن العراق على مرمى من الشفاء من الاحتلال وأذنابه، والعودة صحيحا معافى ليؤدي دوره ... بل كأن الشمس ستشرق هذه المرة من أرض السواد لتطل بشعاعها على كل أرض العرب. لقد أدرك العراقيين كنه الوطنية والوطنيين، من كنه دعاتها من أدوات الاستعمار والاحتلال من حاملي الجنسية العراقية ... وذلك أول الطريق للفجر الجديد، هذا ما أصر عليه وغدا لناظره لقريب.
ولكن الأمور ليست على نصابها في سورية، فلو كانت لما وجدت سوريا شريفا يلبي ( نصيحة ) أمريكا ... فلو كانت على نصابها فلا يجرؤ سفاكي الدماء في الإصرار على مواصلة الصراع، وكانوا قد (اختشوا) واندمجوا بالنسبة الأعم التي استنكرت النصيحة الأمريكية، لأنها أمريكية، ولأن أمريكا عدوة الشعوب، وأمريكا احتلت العراق وعملت به فسادا وجرائم كبرى، وخلفت أكثر من مليوني ونصف المليون شهيد، وملايين من الأيتام والأرامل والمهاجرين والمعتقلين والمتضررين والحفاة والمتسولين، وأكوام من الفاسدين والسماسرة العاملين باستثمار الشرف ...وما لا يعد ولا يحصى ولا تستطيع تحديده حتى الهيآت الدولية إلا بعد حين .
أعود للكلام عن الغريب أيها السادة في هذا الصراع الجائر فوق أرض سورية، فبعض أخوة الشام، ممن عرفناهم، أصحاب شيمة ونخوة عربية، قد أخذتهم نزوة ما، وأصابتهم ازدواجية، فأمريكا بالعراق عدو يحتل أراضي الأشقاء، فانتفضوا لأشقائهم، بل وشاركوا في مقاومتهم فعلا ودعما وتأييدا، واستضافوهم ... بل تقاسموا مع من لجأ لبلادهم من العراقيين قوتهم ومساكنهم .... وأمريكا في سورية في نظر البعض من هؤلاء، أصبحت عنوانا للحرية، وهي الملاذ الآمن، والصدر الحنون، والفارس المخلص من (بطش النظام)؟، وهي المعول عليها أن تقود سورية للديمقراطية والحرية والعدالة !!! ألم أقل أننا نعيش في زمن الأمور التي ليست على نصابها أو صوابها ... أو قل ما شئت لأن النتيجة واضحة وأكيدة ... شتان بين من يعمل تحت راية انتداب وبين من يعمل تحت راية الوحدة العربية .
منقول

لكل علم قصة وهو رمز للوطن ويسلمو يا هشام على الشرح والتوضيح

حياكي الله وعد