الفراغ العاطفي حجة لتبرير انحراف السلوك

كثير ما نسمع عن الفراغ العاطفي!
هذا المصطلح الذي انتشر انتشار الدم في الجسد فسيطر على العقول التي انساقت خلفه دون تمهل وتأمل وتفكر في ماهيته كوننا مسلمين .
لا تكاد تخلو صفحات الإنترنت وبعض الكتب من الحديث عن الفراغ العاطفي كمرض نفسي من أمراض العصر،، ثم يأتي من يتحدث ويحلل ويعلل انتشار المرض بصخب الأحداث في العالم ،،كذلك الضغوط النفسية
والظروف الصعبة التي يمر بها الأفراد وخصوصا الشباب والمراهقين،،
وبالتالي يصبح الفراغ العاطفي مبررا لكثير من الانحرافات والتصرفات الغير مسئولة من أولئك المصابون بهذا المرض الفتاّك!!
و الغريب أن يتحجج البعض منا نحن المسلمين بهذه الحجة ليخفي خلفها مسئوليته وتقصيره تجاه نفسه ومن حوله!
أين العقل ذهب؟!
فبقليل من التأمل تجد أنه لا ينبغي أن يكون هذا المسمّى ضمن فكرنا الاسلامي،،
ماهو الفراغ العاطفي ؟ ؟؟
ماهو إلا فراغ روحي ،، لنفس ابتعدت عن الدين والخلق القويم مقتربة بذلك ومحتمية بحمى الهوى واتباع الشهوات والتقمص لحضارات أخرى لا تمت للدين بصلة ولا تعرف شي عن الدين وعلاقة العبد بخالقة,,
لا تعرف غذاء الأرواح !
فكيف يأتي منا من يبحث عن مبررات لهذا التقصير تحت هذا الوهم المسمى بـ الفراغ العاطفي؟؟1
ألم تتدبر قوله تعالى(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) ؟؟سورة الشرح
معه وليس بعده!!ما أقرب الفرج من رب كريم حكيم،، فلم التعجل والاستسلام!
ألم تتأمل قوله تعالى(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب)الطلاق
وقوله تعالى({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} البقرة
وفي أخرى ({إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر 10].
ألست مسلما تغذي روحك بكلام ربك فتعرف الحلال والحرام؟؟
ألست مسلما تغذي روحك بذكر الله وتتعلم الصبر والاحتساب ؟!
ألست مسلما تعمر قلبك بحب الله ورسوله وصحابته الكرام ؟
انغمس في العمل الصالح ونفع الآخرين؟1
وبدلا من البحث عن مسمى وحجة تبرر فيها انحراف السلوك كان حري بك شغل وقت فراغك والقيام بطاعتك تلقائيا ستشعر بأريحية ولن تجد وقتا أصلا لتبحث عن مسميات وأعذارا لا أساس لها؟!
أن يبدأ الفرد يتحدث عن الحب وأهمية العلاقات العاطفية وغيرها ويرجع لعدم وجودها التدهور في السلوكيات في
مجتمعاتنا الاسلامية أمر مؤسف حقيقة!
ويقال بعد ذلك فراغا عاطفيا وتبدأ التحليلات السيكولوجية،، وما إليها من نظريات وكلمات جوفاء تعلل وتبرر
الانحراف الذي أصبح رائجا وأمر ربما لا ينكره الأغلبية تماشيا مع التحضر والتمدن !
ما هكذا تورد الإبل!!
المسلم يملأ قلبه بالذكر ويعمر وقته بالطاعة ،،
متوكلا على ربه مستعينا به مطيعا له سيمتلك السعادة ويجد الراحة النفسية الحقيقة!!
و واقعنا وما وصل إليه شبابنا ليس إلا دليلا قاطعا على عدم مصداقية تلك الحجة وعدم صلاحيتها لبناء الشخصية وحل مشكلاتها ،،
فيجدر بنا أن نرجع المشكلات النفسية والتوترات والضغوط التي نتعرض لها تقصير تجاه الخالق نتج عنه روح جوفاء ،، باردة متجمدة لا تعي ولا تفكر لأنها فقدت الحياة،،
نعم ،، حياة الروح في ارتباطها بمانحها ،،
ويكفيك حلا عمليا نافعا من سنة الحبيب المصطفى
عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر
المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا
له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" صحيح مسلم: كتاب الزهد والرقائق
الفراغ الروحي علاجه كتاب الله وسنة رسوله وسببه البعد عنهما,,
وليس الأفكار المروجة التي تعرض هنا وهناك لتصبح ضمن مقتنيات العقل والفكر للشباب والفرد المسلم..