بقلم طارق شحبر
بالأمس القريب، إنهمك نحو مليار شخص في العالم بالتصويت على ما يسمى عجائب الدنيا السبع الطبيعية، و كان لهذا الحدث حشد إعلامي كبير في شتّى أنحاء العالم.
في لبنان، حشدت وسائل الإعلام المرئي و المسموع كل طاقاتها من أجل المساهمة في دعم التصويت لمغارة جعيتا، لتكون من ضمن هذه العجائب.
طبعاً، لا يوجد إعتراض على هذا الموضوع، لكل دولة الحق بالافتخار لما لديها من تراث و عجائب طبيعية، ولكن!!
لقد أغفل العالم كله عن دولة تعتبر منتِجًا للعجائب، دولة لديها الكثير من عجائب الدنيا الطبيعية وغير الطبيعية.. دولة تنتج كل يوم عجيبة جديدة.
هي عجائب لم ترسمها الطبيعة.. هي عجائب تُرسم بدم الشهداء.
نعم، عجائب قام الثوار بصنعها، ربما الأجدر بنا أن نسميها معجزات.
ذلك الشعب السوري الذي أبهر العالم بصموده الأسطوري ضد أكثر آلة قمعية، و أكبر نظام قمعي وُجد في الشرق الاوسط و حتى في العالم أجمع.
كان الأجدر بكل من صوّت لهذه العجائب، أن يُلقي بنظرة على ما يحصل في سوريا، و كلنا على يقين أنّ الجميع سيتأكد أنّ العجائب السبع موجودة كلها في سوريا.
حمص.. مدينة الشهداء وعاصمة الثورة، عجيبة لم يخلق لها مثيل، كلما زاد القصف و القتل فيها، ازداد التظاهر و زادت روح الفكاهة عند أهلها، فالشهداء في حمص، يموتون و هم يضحكون، ألا يكون الموت بهذه الطريقة أُعجوبة؟؟؟
حماة.. المدينة التي لا تموت، قتل فيها عشرات الآلاف من الأبرياء، و لكن دمائهم تحولت إلى وقود، إستطاع إشعال الثورة من جديد، ألا يكون تحوّل الدم إلى وقود للثورة أعجوبة؟؟؟
درعا.. مهد الثورة والمدينة التي إنطلقت منها شرارة الثورة عبر أطفالها، هل وجد ثورة في العالم إنطلقت على يد الأطفال، أليس ذلك بأعجوبة؟؟
مطرب للثورة.. يُقتل و تُقتلع حنجرته، فقط لأنه غنى ضد النظام، و لكن حتى مع قتله و إقتلاع حنجرته، ما زال يغني و ينشد للثورة.. أليس إبراهيم قاشوق بأعجوبة العصر؟؟؟
إعلام نظام عائلة الأسد.. هل هناك إعلام في العالم قادر على أن يقتل الناس، ومن ثمّ يدعوهم لمقابلة تلفزيونية على قناته المفضلة – قناة الدنيا – أليس ذلك بأعجوبة و معجزة أيضاً؟؟؟
مظاهرات الموالين للنظام المليونية، هل سبق أن حدث في العالم أن تتحول مظاهرة من بضعة آلاف، معظمهم مجبر على الخروج إلى مظاهرة مليونية؟؟ نعم هذا حدث في سوريا، عجيبة أخرى، أليس كذلك؟؟
أرنب يدّعي بأنه أسد.. هذه عجيبة أخرى موجودة فقط في سوريا.
عذراً من كلّ الذين صوتوا لعجائب الدنيا السبع، و لكن من يستحق الفور بجميعها هو الشعب السوري، الذي ينتج كل يوم عجيبة، منها ما يبكينا ومنها ما يضحكنا..