كيف فقدت أسماء الأسد بريقها
فقدت سيدة سوريا الأولى أسماء الأسد بريقها عندما دعت مجموعة من موظفين ومتطوعين في اعمال الاغاثة لمناقشة الوضع الأمني الشهر الماضي.
وعلى ذمة صحيفة الاندبندنت البريطانية 18 اكتوبر عندما واجهت اسماء الأسد كوادر الاغاثة الدولية والذين شاهدوا بأعينهم الوحشية والجرائم ضد المدنيين السوريين لم يبدو عليها الاهتمام والاكتراث وشعروا كأنهم يتحدثون عن امر ورتيني عادي لا غرابة فيه ولا يستحق هذا الاهتمام. وعندما اخبروها عن المجازر التي يتعرض لها المتظاهرين على أيدي عصابات زوجها بشار الأسد لم تحرك السيدة الأولى ساكنا وظهرت كأنها غير مبالية كليا الأمر الذي ادهش الحضور وخيب أمالهم. وعنما سردوا لها تفاصيل قتل المحتجين وكيف ان قوات الأمن تهاجم المتظاهرين بقسوة وعن خطفهم من المستشفيات لم يلاحظوا اي رد فعل كأنك تروي لها قصة عادية جدا تحدث كل يوم رغم انه على واقع الأرض تحاول وكالات الاغاثة مساعدة الاف الجرحى تقوم قوات أمن زوج السيدة الأولى باطلاق العنان للدبابات والمدافع وسلاح الجو لكي تسحق الاحتجاجات.
كيف انفضح أمر السيدة الأولى
اتصل مكتب السيدة الاولى بلجنة تنسيق اعمال وكالات الاغاثة العاملة في سوريا وقال المتصل ان السيدة اسماء الأسد تريد ان تعرف عن الصعوبات التي يواجهوها في اداء مهامهم الاغاثية. وفعلا تم لقاء وفد الخيريين الاغاثيين في دمشق مع السيدة اسماء الأسد. وقال احد المشاركين في اللقاء فيما بعد واعتذر عن الافصاح عن اسمه خوفا من انتقام اجهزة الأمن "سألتنا السيدة الأولى عن المخاطر والظروف التي نعمل فيها" ولكن عندما تحدثنا عن الانتهاكات التي ترتكبها عصابات الشبيحة والبوليس السري لاحظنا ان وجهها بدى فارغا وخاليا من اي رد فعل وشعرنا بخيبة الأمل. فهي حتما تعرف ما يجري ومن المستحيل انها لاتعرف عن مقتل اكثر من 3000 انسان مدني وعن الممارسات الوحشية ضد المتظاهرين المدنيين.
وفي هذا الاطار قال السيد كريستوفر دويل مدير مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني في لندن ((CAABU معلقا "ان هذه السيدة مقيدة وعاجزة تماما ولا يسمح لها النظام ان تقول شيئا ضد ه او تغادر البلد. عليك ان تنسى ذلك.”
ومن العدل ان نذكر انها تبنت عدد من المبادرات تتعلق بمساعدة المنظمات غير الحكومية والاطفال المعاقين واعادة تأهيل المتاحف المهملة. وللبعض تمثل السيدة ألأولى الوجه الحديث لنظام منبوذ ومعزول. وللبعض الآخر فهي تمثل شخص خالي من الاكتراث والتعاطف مع احد مثل ماري انطوانيت القرن الحادي والعشرين. للتذكير فقط ماري انطوانيت ملكة فرنسا وزوجة لويس السادس عشر قالت كلمتها المشهورة عندما خرجت مظاهرات عارمة من الجياع تطالب بالخبز قالت ماري لماذا لا يأكلون البسكويت والكعك كبديل للخبز. وتم اعدام زوجها بعد محاكمة سريعة بتاريخ 21 يناير كانون الثاني عام 1793 وتبعته ماري انطوانيت للمقصلة بتاريخ 16 اكتوبر تشرين الأول عام 1793.
اهتمامات لا علاقة لها بالشعب والديمقراطية
ويبدو ان اهتمام أسماء الأسد يتركز على العطور الثمينة والجواهر الغالية وأحدث ازياء باريس اكثر من اهتمامها بمحنة الشعب السوري الذي يقتل يوميا. وحسب مجلة فوغ ((Vogue الأميركية ان مباديء الديمقراطية يتم تطبيقها في البيئة العائلية اي يتم التصويت على القرارات المنزلية ولكن كما يظهر فان الشعب السوري لا يحق له ان يتمتع بالديمقراطية وحرية الاختيار. في مقال مجلة فوغ الأميركية ((Vogue المتملق والذي تعرض لانتقادات شديدة أطلقت عليها اسم وردة الصحراء.
تحدثت اسماء الأسد قبل اندلاع الثورة كثيرا عن المواطنة الايجابية ومشاركة الشباب في حياة المجتمع وفي الدولة وكانت تكرر جملا مثل يجب ان يكون لكل مواطن حصة او استثمار معنوي في الوطن وان يكون افق الشباب واسع وان يتفاعل مع العالم ولكنها نسيت ان تقول ان من يستعمل الشبكة العنكبوتية والمدونون يتم اعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم احيانا. أسماء الأسد هي شاهد صامت على الجرائم والسؤال هل هذا يجعلها شريكة صامتة في الجرائم. وعلى القانونيين ان يدرسوا ما يسمى بالتورط بالجريمة من خلال الصمت على الجريمة.