كيف صعدت التفاحة الى الشجرة ؟!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لمّا سقطت التفاحة من الشجرة، وجدت من تلقّف سقوطها فخرج لنا بقانون الجاذبية.
ولكن ، وقبل ذلك هناك سؤال مهم وهو: كيف صعدت التفاحة إلى الشجرة؟
ولنبدأ القصة من البذرة...
طاقة كامنة، ومجموعة من التصورات حول واقع سيكون في المستقبل، إذ تختزن هذه البذرة كل ما تحتاجه من مقومات وقوة لتتفاعل مع المحيط المناسب في اللحظة المناسبة، فتتحول من مجرد طاقة كامنة إلى واقع ملموس، مُحولة كل التصورات التي تختزنها من جذر وجذع وفروع وأزهار وثمار، إلى قوة حقيقية على الأرض.
وقد تفاعلت مع ظروف التربة والماء والشمس والهواء، لتصبح متشبثة في الأرض بقوة وممتدة في الفضاء بشموخ، وقد إستفادت من الواقع الذي وجدته بل وأسهمت فيه، حتى انتهت في أسمى غاياتها إلى ثمرة تفاح نديّة شهيّة، تهدي للكائنات من حولها الجمال والأمل والطاقة.
ثم سقطت التفاحة من الشجرة، وسواء انتهت في دورة حياة كائن آخر، أو خلدت إلى الأرض لتحتضنها التربة من جديد، فهي في الحالتين تركت خلفها مفتاح الصعود مرة أخرى للشجرة، تركت بذرتها التي أودعتها خلاصة خبرتها وجهدها، لا لتنتج تفاحة مثلها، بل لتنتج شجرة كاملة من التفاح.
هذه التفاحة التي تكبّدت مشقة الصعود للشجرة مروراً بأطوار عدة، تكاد تسأل الإنسان: كيف تجوع؟ ومقابل كل تفاحة تأكلها تحصل على شجرة تفاح كاملة!!
كيف لا تستطيع أن تغرس أفكارك وتصوراتك على أرض الواقع لتخرج بها للكون جمالاً ونفعاً؟
فالبذرة التي أصبحت شجرة ليست أكثر ممكنات من الفكرة التي في عقلك!
والشجرة التي أنتجت ثمرة ليست أكثر مقدرات من الإمكانات في جسدك!
والثمرة التي إستطاعت أن تصعد للشجرة مرة أخرى ليست أكثر دهاء من السعة التي في حيلتك!
ففي سقوط التفاحة قانون الجاذبية، وفي صعودها قانون الإرتقاء، وكذلك الأفكار تشدها جاذبية تسقطها، ودفعها طاقة ترتقي بها.
وفي كل فكرة تسقط بذرة وفي كل فكرة ترتقي ثمرة.
أمنياتي لكم دوماً بارتقاء الأفكار في عقولكم