تتعرض سواحل سلطنة عُمان المُطلة على بحر
العرب مُنذ يومين لتأثير حالة جوية مدارية سُرعان ما تتطورت و تحولت إلى
مُنخفض جوي "مداري" جلب معه رياحاً قوية و أمواجاً مُرتفعة و ترافق ذلك مع
اندفاع سُحُب ركامية سببت هطول أمطارٍ مُتفاوتة الشدة على عدد من مُحافظات
السلطنة.
و كانت أكبر كميات الهطول المطري خلال اليومين الماضيين في جزيرة (مصيرة) و
التي تقع قبالة الساحل الشرقي للسلطنة، حيث وصلت كمية الأمطار فيها –بحسب
اخر المُعطيات الرسمية- إلى (86)ملم، تلتها مدينة(صور) بـ(55)ملم و (جوبا)
بـ(43)ملم. فيما شهدت أجزاء أخرى من المناطق الساحلية كميات مُتفاوتة من
الأمطار تراوحت ما بين(10-30)مليمتراً ،علماً بأن الأمطار تتركز حالياً في
مُحافظت ظُفار و الوسطى و شمال الشرقية و جنوب الشرقية.
المُنخفض الجوي المداري و بحسب اخر صُور الأقمار الاصطناعية المُستلمة لدى
مركز "طقس العرب" الإقليمي يتمركز حالياً على بُعد 300 كيلومتر تقريباً
غرب سواحل منطقة (ظُفار) و تُبين هذه الصور اندفاع كميات ضخمة من السُحُب
الركامية الرعدية المُمطرة من بحر العرب باتجاه مناطق جنوب و جنوب شرق
السلطنة.
المديرية العامة للأرصاد و الملاحة الجوية العُمانية و في بيانها الثالث
الذي صدر صباح اليوم الثُلاثاء قالت بأنه من المُتوقع استمرار تمركز
المُنخفض المداري بالقرب من سواحل ظُفار خلال الثلاثة أيام المُقبلة حيثُ
يُتوقع أن تهطُل أمطار رعدية مُتفاوتة الغزارة تتركز على السواحل و تكون
مصحوبة برياح سطحية نشطة تصل سرعتها إلى ما يقارب 25 عُقدة.
كما و حذّر البيان المواطنين من الاقتراب من مجاري الاودية في المُحافظات
التي تتعرض للهطول و أهابت بضرورة الامتناع عن ارتياد البحر الهائج في
سواحل (بحر العرب) كما أنها نصحت بعدم الاقتراب من البحر في سواحل (بحر
عُمان) إلا بعد التأكد من حالة الطقس و مُتابعة اخر التنبؤات الجوية.
من جهته قال مركز"طقس العرب" الإقليمي للأرصاد و التنبؤات الجوية في بيانٍ
صادر عنه بأنه بحسب اخر التنبؤات الجوية العددية فإنه من المُتوقع أن
يستمر هُطول الأمطار على أجزاء واسعة من السلطنة. و أضاف المركز بأن بعض
نماذج التنبؤات الجوية العددية تتوقع بأن يتعمق هذا المُنخفض المداري خلال
ساعات نهار الأربعاء و الخميس بحيث يُتوقع هطول أمطار رعدية شديدة الغزارة
على أجزاء واسعة من سواحل مُحافظة ظُفار و خاصة المناطق المُحيطة بمدينة
صلالة.
و بين المركز بأن الخطر الأكبر من هذه الحالة يكمن في بقاء المنخفض
المداري متعمقاً و متمركزاً قُبالة سواحل ظفار لأكثر من يوم واحد مما يعمل
على هطول كميات ضخمة من الأمطار على تلك المناطق.
و لا يُعرف حتى الساعة فيما أن المنخفض المداري سوف يدخل اليابسة أو يتحرك غرباً بمحاذاة السواحل المطلة على بحر العرب.
اليكم خرائط وصور متنوعة لهذه الحالة الجوية بحسب رصد موقع"طقس العرب" من
الأقمار الاصطناعية بالإضافة إلى موقع فايسبوك و منتدى مركز العاصفة: