في تصريحاته ألأخيرة أشار الأستاذ محمد حسنين هيكل الى أن هناك أكثر من مشروع خارجى يهدف لإحتواء المنطقة العربية وإستبدالها بنظام جديد على حسا ب النظام العربى ، وهذه المشاريع هي المشروع الغربى وهو مشروع قديم وجديده هذه المرة الولايات المتحدة ودورها الجديد في المنطقة ، وهو ألأكثر تأثيرا وهيمنة ، والمشروع التركى وطموح دولة كان لها تاريخ وإمبراطورية مسيطرة على المنطقة ، والمشروع ألإيرانى الذي لم يبلور بعد ولم تتضح أبعاده ومستقبله وهذا متوقف على قدرة الإيرانيين على تغيير قواعد لعبة القوة في المنطقة ، وهناك نصف مشروع إسرائيلى لا يكتمل إلا بالمشروع الغربى ، وإلى جانب هذه المشاريع المشروع العربى المتراجع والذى بضعفه قد أفسح المجال واسعا لكل هذه المشاريع أن تتغلغل في قلب النظام العربى . وفى هذا السياق تلوح في ألأفق ملامح مشروع سياسي جديد إمتدادا لمشروع سايكس بيكو التاريخى الذي قسم المنطقة العربية إلى دول مصطنعة . وليس بالضرورة أن يأخذ هذا المشروع السياسي الجديدنفس الصورة ، بل قد يكون في صورة جديده لإعادة تقسيم المنطقة على أساس من مناطق النفوذ الجديده بين الدول الغربية والولايات المتحدة ، مع إعطاء دور أو مناطق نفوذ للدول ألأخرى أو الإعتراف بدورها في المنطقة كتركيا وإيران وروسيا والصين .
والسؤال ما علاقة كل هذا بالدولة الفلسطينية ، وشكل التسوية النهائية ؟ وهل من إمكانية لقيام دولة فلسطينية في قلب الخريطة السياسية الجديده للمنطقة ؟وألإجابة بنعم ، ولكن بصورة أخرى ، بمعنى وهذا من وجهة نظر شخصية أن مفتاح الخريطة السياسية الجديدة هي القضية الفلسطينية ، والعمل على تسويتها نهائيا بما لايتعارض وأهداف المشروع الغربى ، ونصف المشروع الإسرائيلى ، ومن هذا المنظور يبرز التساؤل القوى هل من مصلحة في قيام دولة فلسطينية ؟ وهل قيام هذه الدولة يتعارض مع أهداف المشروع الغربى ؟ وما هي وظيفة هذه الدولة ؟ وعلاقتها بالدول الرئيسة وخصوصا الدول المجاورة وهى ثلاث دول مصر والأردن وإسرائيل ، فلا تصور لقيام دولة فلسطينية خارج هذا الإطار الإقليمى الثلاثى . والمفتاح الثاني الذي يلعب دورا في رسم الخريطة السياسية الجديدة للمنطقة هو بروز دور الحركات والقوى الإسلامية وخصوصا حركة ألأخوان بكل فروعها وعلى رأسها حماس . وهذا الإعتراف بدور هذه القوى يتطلب منها أن تقدم نموذجا مرنا واقعيا مقبولا للإسلام المعتدل على غرار تونس وفوز حزب النهضة والنموذج التركى، وإلا البديل هو عدم الإعتراف بدورها ، والدخول في مرحلة من التصادم والفوضى الداخلية ، وهذا ما يدفع البعض إلى التحذير من تداعيات الربيع والثورات العربية وما قد تجلبه من إنهيار للنظام العربى . إذن أحد عناصر هذا المشروع الغربى الإعتراف بدور القوى الإسلامية ، وما يعنينا هنا دور حركة حماس وسلطتها ونفوذها في غزة . وهذا ما يفسر لنا لماذا تعارض الولايات المتحدة وإسرائيل المصالحة الفلسطينية إلا بالقبول بشروط اللجنة الرباعية أي القبول بالتسوية السياسية والإعتراف بإسرائيل ، وتسوية نهائية لكل عناصر القضية الفلسطينية وخصوصا اللاجئيين الذين لن تسمح لهم إسرائيل بالعودة تحت أي شكل من أشكال التسوية . الإنقسام له وظيفة سياسية في المشروع الغربى . ومما قد يدعم من هذا التوجه بروز قوى في كل من الحركتين ليس من مصلحتها المصالحة السياسية ، وحتى مع التسليم بالمصالحة فستكون مصالحة تتوافق مع المشروع الغربى وعملية التسوية ،السياسية ، وهو ما يعنى إستمرار حالة الإنقسام ولكن بثوب جديد من المصالحة ، وهذا يستلزم أولا ايجاد صيغة ما للتسوية لا تمنع من نفوذ كل من الحركتين في غزة والضفة ، والبحث عن كينونة سياسية تحت مسمى دولة أو أي شئ آخر ، وحيث أن غزة كنموذج لا يمكن لها الإستقلال بنفسها بحكم عوامل كثيرة أهمها المحددات الجغرافية ، وهى إن مصر هي المنفذ الجغرافى الوحيد لها ، وشاءت ألحتمية الجغرافية أن تكون ألأردن أيضا هي المنفذ الوحيد للضفة الغربية ، لأن الدولة ألأخرى وهى إسرائيل هي التي تتحكم في كل المنافذ في الضفة وغزة ، وفى هذا السياق الجغرافى لا بد من البحث عن صيغة جديده للعلاقة بين الضفة الغربية وألأردن ، والشئ نفسه بالنسبة لغزة ومصر ، وهنا قد تبرز مشاريع التنسيق ألأمنى ، والتكامل الإقتصادى ، وصور من الإتحادات الكونفدرالية والفيدرالية بين الأطراف المعنية مباشرة بالقضية الفلسطينية وأمنها القومى يعزز هذا التوجه ، وما قد يدعم هذا التوجه أن هناك مصلحة في المحافظة على ألأردن كدولة مستقلة لما لها من دور مهم في رسم الخريطة السياسية الجديدة للمنطقة .وحيث أن مكونات القضية الفلسطينية كاللاجئيين والقدس وغيرها ترتبط بشكل العلاقة مع هذه الدول المجاورة ، ومن منطلق لا حل إلا من خلال الحلول الإقليمية . في إطار هذا الفهم قد تذهب غزة إلى مصر بشكل ومعطيات جديده ، وكذا الضفة الغربية إلى ألأردن مع الحفاظ على ألإطار العام للتسوية السياسية وإيجاد مخرج للدولة الفلسطينية . ومما قد يساعد على هذا المشروع أخيرا الدور الذي يقوم به الفلسطينيين ، فلم يعد المتغير الفلسطيني له دور او أي تأثير في المعادلة النهائية للخريطة السياسية للمنطقة ، وثانيا أنهم ما زالوا يعمقون من حالة الإنقسام ، ويبتعدون عن المصالحة والسؤال لصالح من ؟ وفى هذا الفهم الواسع لهذه السيناريهات والمشاريع يمكن فهم التصريحات ألأخيرة لوزيرة خارجية إسرائيل ليبرمان والتي هدد فيها بوضوح إن الرئيس عباس هو العقبة في طريق السلام بالنظور الإسرائيلى ، وما يكمن خلفها من ضؤ ولو خافت على التخلص من الرئيس عباس بأى شكل من ألأشكال حتى التهديد بالإغتيال .هذه مجرد تصورات وتنبؤات وتوقعات قد لا تتحقق إذا أدركنا مخاطرها وعملنا على التصدى لها بالمصالحة الحقيقية والتوافق السياسي الذي لا يصطدم مع الواقع الجديد. والموضوع في حاجة إلى مزيد من النقاش والتحليل.
KLIM
موضوع: رد: هل تذهب غزة إلى مصر والضفة الغربية إلى الأردن ؟! 10/11/2011, 03:54
حسب خطتهم وعد هاد اسرائيل بدها تنفذه
theredrose
موضوع: رد: هل تذهب غزة إلى مصر والضفة الغربية إلى الأردن ؟! 10/11/2011, 03:56
ان شاء الله كل خطط اسرائيل تفشل
KLIM
موضوع: رد: هل تذهب غزة إلى مصر والضفة الغربية إلى الأردن ؟! 10/11/2011, 03:57
موضوع: هل تذهب غزة إلى مصر والضفة الغربية إلى الأردن ؟! 
9/11/2011, 03:24
