الجنسـينغ النبتة الروحية :
حيكت حول تاريخ نشأة الجينسينغ وخصائصه وتأثيراته السحرية على وظائف الجسم الكثير من القصص التي اختلطت فيها الاسطورة بالحقيقة، لكنها ساهمت إلى حد كبير في زيادة سعره والإقبال عليه، على حساب كميته المتوفرة. فقد سجل انتاجه تقلصا واضحا في الآونة الأخيرة في كل من كوريا والصين. ويرى فيه المتحمسون تجسيدا لصورة الإنسان حتى أن كلمة (جينسينغ) تعني جذور الإنسان، وهو عبارة عن عشبة يتباين طولها ما بين ستين إلى سبعين سنتيمترا وتحمل أزهارا حمراء وعناقيد من الحبوب الحمراء محاطة بخمس أوراق مسننة، ولكن الأساس فيها هو الجذر الأبيض الرمادي الذي يصل طوله إلى سبعة سنتيمترات ويصل وزنه إلى 75 جراما.
لكن ما هي حكاية الجينسينغ؟
أهم أسطورة ستواجه أي باحث في تاريخ هذا العشب هي بدايته الأولى، إذ يقال إن جذور نبات الجينسينغ ظهرت لأول مرة عندما سقطت صاعقة على ينبوع ماء صاف، فاختلطت العناصر الأربعة: الماء والنار والتراب والهواء، وهو ما يعني أن العناصر الأربعة قد اجتمعت في هذا العشب.
الكوريون والصينيون عرفوا هذه العشبة منذ قرون طويلة، كما عرفوا تأثيراتها النافعة والمنشطة.
لكن تبالغ كتب الطب الصينية في تعداد فاعليته في معالجة اضطرابات الجهاز الهضمي وداء المفاصل والصداع والإرهاق والأرق وفقدان الذاكرة والزكام والعجز الجنسي. ويقال انهم كانوا يعطونه لجنودهم ليمدهم بالقوة والجلد والتحمل في الحروب وإن كان الأطباء الصينيون يعتبرون الجينسينغ وقاية أكثر منه علاجا فهو قادر على صد المرض وصيانة الصحة العامة.
ومع بدايات القرن العشرين انتقلت أخباره إلى بلدان عديدة وبدأت مخابرات عدة دول كبرى تهتم به باعتبار أنه يمكن أن يكون منشطا مهما لجنودها في المعارك. وبدأت هذه العشبة تخضع لتحليل العلماء وتفرض نفسها على مؤتمرات علمية وطبية عالمية. وبالفعل تم تحليلها إلى عشرين مركبا كيماويا، كل مركب منها له تأثير مختلف إلى درجة أنه لوحظ أن عشبة الجينسينغ تحتوي على خصائص متضاربة، فهي تحتوي من جهة على مادة منشطة ومن جهة أخرى تحتوي على مادة مهدئة.
لكن المؤكد انها وبالإضافة إلى مادة «جينسينوزيد» المتفردة، تضم أنواعا غاية في الأهمية من الأحماض الأمينية علاوة إلى كنز من المعادن والفيتامينات والزيوت والكربوهيدرات والأحماض المختلفة.
وكانت نتيجة دراسة قام بها العالم ستيفن مولر في ألمانيا حول تأثير العشبة على الخلايا البشرية، أنها تساعد على النمو بشكل أسرع. وفي بلغاريا اكتشف أحد العلماء أنه يحسن القدرة على التعليم ويقوي الذاكرة، كما اكتشف أنه يخفض مستوى السكر في الدم ويحسن وظائف الكبد ويجدد كريات الدم، أي أنه منشط عام لأجهزة الجسم ومن الخطأ ربطه بالعملية الجنسية وحدها