هل يقدر الترجي على الوداد في نهائي رابطة الأبطال؟ : نعم...

مرة أخرى يجد الترجي نفسه أمام فرصة تاريخية للتتويج برابطة الأبطال الافريقية خاصة أنه سيواجه الوداد بتشكيلته المثالية وهو مايجعله ينطلق بحظوظ وافرة لتحقيق حلم رابطة الابطال للمرة الثانية في تاريخه. رصد الاتحاد الافريقي لكرة القدم حوافز مالية كبيرة جدّا للفائز برابطة أبطال افريقيا بوصفها أمجد كأس في القارة السمراء (دارت نسختها الأولى عام 1964) وتقدر هذه الأموال المرصودة بحوالي مليار دولار لكن الترجي لا يتطلع الى الظفر بهذا المبلغ الضخم بقدر بحثه عن لقب ظل عصيا على أبنائه منذ عام 1994 وعجز بعد ذلك «الأصفر والأحمر» عن الفوز بهذا اللقب بالرغم من بلوغه الدور النهائي في ثلاث مناسبات (1999 و2000 و2010).
خلال النسخة الحالية من رابطة الأبطال تبدو حظوظ الترجي وافرة جدّا على الورق خاصة بعد إزاحته للعملاق المصري الأهلي وتخطيه لعقبة الهلال السوداني كما انه لن يتحول هذه المرة الى «لوبومباشي» ولن يواجه المتاعب بسبب «مازمبي» الذي أبعد نفسه بنفسه من هذه المسابقة كما ان الترجي لن يتعرض الى ظلم التحكيم في ظل غياب الحكم الطوغولي «كوكو جاوبي» ونعتقد ان منافس الترجي وإن كان يتمتع بهجوم قوي فإنه لا يضم في صفوفه لاعبين بقيمة تلك العناصر التي بحوزة مازمبي على غرار «سينغولوما» و«كاسونغو».
لئن تحدث بعض الأطراف عن صعوبة مهمة الترجي أمام الوداد بحكم ان مواجهة الأندية العربية عادة ما تكون عسيرة فإنا نعتقد ان الأمر لا يتعلق باسم المنافس او جنسيته بقدر ما يتعلق بمدى استعداد الترجي لهذا النهائي لأن الميدان سيكون أصدق أنباء من كل التحاليل والتعاليق وبغض النظر عن المنافس بدليل ان الترجي هزم الزمالك عام 1994 لكنه انحنى امام الرجاء عام 1999 وفعل الأمر نفسه امام «هيرتس» عام 2000 ومازمبي عام 2010.
اعتبر بعضهم أن هزيمة الترجي أمام مازمبي بخماسية كاملة بتاريخ 31 أكتوبر «نكسة» في تاريخ الفريق لكن ماذا قال هؤلاء بعد انهزام أرسنال بثمانية أهداف أمام مانشستر يونايتد بالرغم من ان فريق «المدفعجية» يصنف ضمن أفضل الفرق في العالم؟
«الشروق» تحدثت الى ماهر الكنزاري المدرب السابق للفريق والذي خاض ثلاثة أدوار نهائية مع الترجي الرياضي في هذه المسابقة (اثنان كلاعب وواحد كمدرب) وكذلك كمال الزواغي الذي سبق له تدريب الكوكب المراكشي وأولمبيك أسافي بالدوري المغربي وحاورنا كذلك خليل الجبابلي المعد البدني لفريق الترجي فأكدوا ما يلي:

كمال الزواغي: هذه نقاط قوة الوداد
«يتميّز الفريق المغربي بعنصر الحركية على مستوى النصف الثاني من الميدان ويعتمد الوداد على سمة الخلق التي يتميّز بها لاعبوه كما هو الشأن بالنسبة الى آجدو والفديوي وبالأكحل وبالرابح ويعوّل الوداد أيضا على الامكانات المحترمة لحارس مرماه المياغري. اما بخصوص الهنات التي لاحت على أداء الفريق المغربي فتشمل بالأساس عدم التزام لاعبيه بالتعاليم الخططية على عكس الترجي الرياضي الذي يوجه عناية خاصة بهذا الجانب كما لاحظنا ان دفاعنا يواجه العديد من الصعوبات بحكم ان مدرب الفريق لم يجد الى حدّ هذه اللحظة التركيبة المثالية للخط الخلفي وأظن ان الترجي سيكون بإمكانه التتويج بهذا اللقب في صورة نجح في كسب جميع الحوارات الثنائية وأؤكد ان الفريق المغربي يعتمد على الجانب الفني للاعبيه على حساب الجانب التكتيكي وهو ما يسعى الترجي الى استغلاله».

ماهر الكنزاري: الترجي اكتسب الخبرة وقادر على التتويج
«كنت أودّ ان أتجنب التصريحات في الوقت الراهن لكن طالما يتعلق الأمر بتشريف الكرة التونسية على المستوى الدولي كما هو الحال بالنسبة الى الترجي أو كذلك الافريقي، وأظن ان فريق «باب سويقة» اكتسب عنصر الخبرة القارية بالمقارنة مع النسخة الماضية من مسابقة رابطة أبطال افريقيا وهذا لا يعني أن مهمته ستكون سهلة أمام الوداد المغربي لكن أعتقد انه بإمكانه التتويج بهذا اللقب كما ان الترجي لن يواجه هذه المرة تلك الظروف التي اعترضتنا والتي كانت خارجة عن نطاقنا مع العلم انني كنت أفضل ان يواجه الترجي فريق «اينمبا» بدل الوداد».

خليل الجبابلي (المعد البدني للفريق): أسبقية بدنية واضحة للترجي
«لاحظت من خلال مواجهتنا لفريق الوداد المغربي في دوري المجموعات ان أداء لاعبيه يتميّز بالسرعة خاصة في ظل امتلاكه لعدة لاعبين شبان لكن هذا لا يعني ان الفريق المنافس سيكون أفضل من فريقنا على المستوى البدني إذ فضلا عن التحضيرات سنقوم قبل مواجهته فإن فريقنا يدخل هذا الدور النهائي بأسبقية بدنية بحكم ان الترجي لم يتوقف مطلقا عن النشاط بالمقارنة مع الفريق المنافس».