أجواء عيد الإضحى في تونس *
"أهلا بكبش العيد و نطحه الشديد" تعود هذه العبارة إلى ذهني مع كل عيد اضحى وأتذكر كيف كنا نقفز حول خروف العيد منشدين مهللين تجتاحنا سعادة كبرى نتسابق في تزيين صوفه الجميل بالأشرطة الملونة.. لا زلت اذكر جيّدًا أبي رحمه الله وهو يصر على اصطحابي لإختيار الخروف، تجتاحني دائما كل هذه الذكريات الطفولية خلال هذه الفترة من السنة عندما تبدأ قطعان الخرفان تغزو شوارع المدينة خلف رعيانها..
رائحة العيد بدأت تنتشر في شوارع العاصمة مثل سائر العواصم العربية والإسلامية الأخرى، نشاهد في كل شارع وزقاق ( العلوش باللهجة التونسية ) أي الخروف يتهادى في مشيته متمهلا غير مكترث بكل الجموع حوله وتكثر الحركة التجارية في كل مدن البلاد وتزدحم الأسواق والمغازات والكل مستعجل لاقتناء كل ما يلزم خروف العيد
عيد الأضحى يبدأ عندنا بكم يوم قبل العيد من تحضيرات لوازم الذبح و تنظيف البيت وتجهيزه لاحتفال العيد واشتراء الخروف طبعا..
نبدأ بيوم عرفة فنصوم اقتداءً برسول الله عليه الصلاة والسلام فنجعل تلك الليلة مثل ليلة من ليالي رمضان يجتمع فيها بعض الأهالي أو العائلة للإفطار معًا والسهر ليلة العيد..
في صباح العيد يقصد الرجال المساجد لأداء صلاة العيد وبعد الصلاة يقوم الرجال بذبح الأضحية ثمّ نقوم بتحضير اللحم و قطعة من الكبد و نشويه في ساحة المنزل أما في الغداء فالأكلات تختلف من بيت لأخر اغلب شيء هو ما يُسمّى عندنا ب "القلاية" وهي عبارة عن لحم و كبد مقطعة قطع صغيرة..
تواصل النساء مهمة تنظيف "الدوارة" وهي أمعاء الخروف، فهناك من يحتفظ بها في الثلاجة بعد تنظيفها إلى حين استعمالها وهناك من يقوم بتحضيرها لصنع "العصبان"..
أمّا رأس الخروف فنقوم بتشويطه بالسنة اللهب ثم غسله جيّدا وقصّه إلى قطع ثم سلقه في ماء مغلي مع الملح وبعد ذلك نتبله ونضعه في الفرن أو نقوم بطبخه..
وهناك كذلك تقطيعا للحم لشرائح و نجففها بالشمس لمدة اسبوع ونحتفظ به ك "قديد" لفصل الشتاء لأكلة الكسكسي أو الحساء..
هذا كله طبعا ليس في يوم العيد بالذات لكن ثاني يوم أو ثالث يوم لأنّنا بعد الغداء نذهب لزيارة الأهل والأقارب والجيران ونتذوق من اطباقهم والتصدق طبعا بما يجب التصدق به..