مظاهر عيد الأضحى في الأردن
تبدأ النساء قبيل العيد بتجهيز الأكلات الشعبية الأردنية الخاصة بالعيد وصناعة "كعك العيد" والذي يصنع من دقيق القمح البلدي المعجون بزيت الزيتون مع السمسم والقزحة وله أشكال مختلفة ضمن قوالب خاصة وكذلك أكلة "العربود". أم خلدون نجاح العايد من الصريح يبدأ عملها بعد العشاء من يوم وقفة عيد الأضحى حتى الصباح وهي تعد أكلاتها الشعبية الخاصة للعيد مثل كعك العيد المحشو بالجوز والزبيب والعجوة وقراس العيد المعجون بالزيت البلدي, يتجمع أبناؤها الذين تجاوزوا الخمسة عشر فردا حولها ينتظرون تناول بعض مما تعده وهم يكبرون ويهللون بفرح لقدوم العيد بعد ان امتلكوا ملابس العيد. ولم تتوقف الحاجة حفيظة من نساء بني حميدة منذ خمسين عاما عن صناعة أكلتها الشعبية "العربود" والتي تشكل حلقة وصل بينها وبين أبناء بلدتها في المشرفة حيث يتجمعون في بيتها بعد أداء صلاة العيد لتناول "العربود" . وتقول أم رامي صباح العابد بان هناك الكثير من النساء ممن أصبحن يعتمدن على شراء أصناف كثيرة من حلويات العيد الجاهزة التي كانت تصنع في البيوت مشيرة إلى تغير وتبدل الكثير من العادات والتقاليد الخاصة بالأعياد مما افقد العيد نكهته. وجرت العادة أن يتجمع الرجال بأعداد كبيرة في القرى والأرياف الأردنية بعد أداء صلاة العيد للمعايدة الجماعية للأرحام والأصدقاء كما تزدحم المضافات ودور الضيافة ويتناول الجميع الحلوى والقهوة العربية وتأخذ النساء أماكن خاصة بهن بعد أن أصبح في الكثير من هذه المضافات العشائرية تخصيص أجنحة أو أماكن خاصة للنساء يتم خلالها تقديم القهوة العربية والحلويات وذلك تقديرا لدور المرأة في كل المناسبات. أما الأطفال فلهم طقوسهم الخاصة حيث يتجمعون للذهاب إلى الأجداد والخالات والعمات للحصول على هدايا العيد , ويمارس الذكور منهم هوايات إطلاق الالعاب النارية من أسلحتهم الخاصة ويتراكضون خلف بعضهم مقلدين ما يشاهدونه من أفلام ومسلسلات ,أما الإناث فلهن عالم خاص وهو التركيز على شراء العرائس. ويبين أستاذ علم التربية والنفس الدكتور على الخضور أهمية إعطاء الأطفال الحرية في ممارسة ألعابهم خاصة في الأعياد لان ذلك يترك حزنا واسى كبيرا ممكن أن يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر عليهم . وعزا استخدام الأطفال للأسلحة الخاصة بهم بسبب الضغوطات النفسية التي تمارس عليهم في مؤسسات التنشئة الاجتماعية ولذلك في الأعياد يشعر انه حر ومباح له ممارسة كل ما يستطيع فيسرع في التعبير عن الضغوط النفسية على اعتبار أنها متنفسا له.