"الفيس بوك" الموقع الأكثر شهرة وجذبا للشباب مما يتيح لهم فرصا للتعرف على أناس جدد وربما بعض الحضارات المختلفة ، فهذا الموقع والذي يضم 220 مليون مستخدم من جميع أنحاء العالم يتيح للشخص حرية الاطلاع على معلومات الأعضاء المسجلين فيه مع ترك الحرية لهم في تحديد مدى الخصوصية لملفاتهم الشخصية.
قد يغدو التحرر مغريا والسعي وراء الشهرة ممكنا وخاصة على الفيس بوك ، فتقوم فتياتنا العربيات بوضع صورهن على ملفاتهن الشخصية دون المعرفة بأن العالم كله يشاهدها. ويبدو الأمر خطيرا إذا انتشرت هذه الصور بشكل يعيب صاحبها ، الأمر الذي جعل التحرر بهذا الشكل يبدو صعب المنال.
وتقول رهام السوس 24" عاما": لقد وضعت صوري على الفيس بوك من باب التحرر ولكي استطيع التواصل مع صديقاتي البعيدات وخاصة أختي التي بأمريكا ، ولكن أصبح الأمر خارج السيطرة فقد قامت إحدى الفتيات بسرقة إيميلي وكلمة السر واخذ صوري من ملفي الخاص ، والذي صعقني هو أنني رأيت صوري على ملفها الخاص مشيرة على أنها هي ، لم اعرف ماذا افعل فقد دهشت تماما وما كان مني إلا أن أقلعت عن الفيس بوك تماما ، وطلبت من الفتاة أن تقوم بمسح صوري عن ملفها ، فهي وكما قالت لي كانت دعابة ولكن اعتقد أن هذه الدعابة كلفتني الكثير.
من جهتها.. أمل زاهر "21عاما" قالت: أحب الفيس بوك كثيرا ولا أجد أي عيب فيه والحمد لله ، وقمت بوضع صوري بعد أن شددت الخصوصية وحصرت ملفي الخاص على الأهل والأصدقاء المقربين ، فأنا لم ادخله للتعارف العشوائي إنما لأتواصل مع أهلي خارج الأردن ، واشتاق لهم كثيرا فنقوم بتبادل الصور والفيديو ، وتضيف لم يحصل لي أي حادث يدل على سوء استخدام الفيس بوك.
من جهتها ، قالت جوليا الزمل "32عاما": أنا سيدة متزوجة ولدي ملف شخصي على الفيس بوك ولكن زوجي منعني من أن أضع صوري الشخصية ، فأقوم بدل ذلك بوضع صور أطفالي وعائلتي الصغيرة.
ونوهت الى انه موقع مسلي وممتع ولكنه خطير ، وتقول لقد رأيت صور إباحية لفتيات لا تتجاوز أعمارهن 16سنة ، فأنا متأكدة بأن ذويهن لا يعرفون بذلك ولكن تخيلوا لو أن هذه الصور تنشر فماذا سيكون رد فعل الأهل؟ اللهم عافينا وأعفو عنا.
على صعيد آخر قال السيد مؤمن خريسات "25عاما": لست من رواد الانترنت ولا املك ملفا على الفيس بوك ، وقد تكون الفتاة التي تضع صورتها على الفيس بوك محترمة وخلوقة ولكن مجتمعنا يرفض هذا النوع من التحرر ولا نغفل بأنه يشكل خطورة على سمعة الفتاة ومستقبلها.
من جهة أخرى ، أشار لؤي حسن "29عاما" إلى عدم الثقة في شبكات الانترنت وخصوصا من الفتيات فيقول: لدي ملف شخصي على الفيس بوك ولدي الكثير من الصديقات ولكن الصور اللواتي قمن بوضعها ليست صورهن الحقيقية ، فهن يوهمننا بأنها صورهن ، إلا ان الحقيقة ان تلك الصور مزيفة ، وأقول ذلك بناء على تجربة مريرة مررت بها وصعقت تماما عندما قابلت الفتاة على الواقع.
أما د. حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء فيقول: أن تقنية الفيس بوك تعتبر من أسرع التقنيات في العالم ، وفي خلال سنة واحدة تم استقطاب آلاف الملايين من المستخدمين وهذه الثورة تتمثل في "كشف الذات" والمقصود بذلك ان الشباب من كلا الجنسين يخرجون ما لديهم من أسرار ومعلومات وكبت عبر هذه الوسيلة ، وخاصة الاشتياق للجنس الآخر وعمل صداقات سريعة ، وما يجري من هذه الصداقات من تبادل صور المناسبات الخاصة والعامة وعرضها على الفيس بوك.
وأضاف الخزاعي: نحن مع التواصل واستخدام التكنولوجيا الايجابي ، ولكن على أن لا يتم استخدامه بشكل سلبي وخاصة تجاه الأطفال ، حيث يلاحظ أن الأطفال الأردنيين الذين يستخدمون الانترنت تزداد اعدادهم يوما بعد يوم و بسرعة كبيرة ، حيث أن %10 من المستخدمين أعمارهم لا تتجاوز 10سنوات و80% منهم لا تتجاوز أعمارهم 18سنة. فهنا تكمن الخطورة لعدم تفرغ الأهل لمراقبة أبنائهم.
وأشار الخزاعي إلى الخطة الإستراتيجية التي تضعها الدول لزيادة مستخدمي الانترنت بنسبة %50 فقال يجب على هذه الدول قبل أن تزيد من اقبال المستخدمين لديها للانترنت ان تضع برامج توجيهية للناس وخاصة المستخدمين من الأردن والذين زادت اعدادهم من 127000 لعام 2000 إلى مليون 350و ألف في الوقت الحالي.
وقال نحن نؤكد على خصوصية الفتاة في نشر صورها وهذا ليس من حقها بل من حق والديها ، وإذا أرادت نشر صور لها عليها أن تستأذن من والديها لأنها مسؤولية الأسرة ، لاسيما ان الفتاة بشكل حصري يعيبها كل شيء ويؤثر على مستقبلها وسمعتها ، وما نراه على الفيس بوك أمر مقلق ومزعج وخاصة الصور التعبيرية.
واضاف على أنا المشكلة الأكبر هي الأمية التكنولوجية والفارق الكبير بين الآباء والأبناء في استخدام التكنولوجيا ، فالأهل يتحملون المسؤولية الكاملة لأنه لا يوجد تكنولوجيا سيئة ولكن يوجد استخدام سيىء
منــــــــــــــــقول