ملامح الحضارة العربية و هيمنة الحضارة الغربية !

ملامح , الحضارة , العربية , الغربية

ملامح الحضارة العربية و هيمنة الحضارة الغربية !

بِسمِ اللهِ القَوِيّ العَلِيم .
و الصّلاةُ و السّلامُ عَلى مَن هُوَ عَلى خُلقٍ عَظيم .
سَيّدُ الأوليّنَ و الآخرِين .
يَستَعرِض يَنبُوعُ المُحَاكمَة , بِـ أنينِ الإبدَاع ..
لِـ الإخوَة و الأخوَات تَحيَّة طَيّبة و بَعد ..
أصَالَةُ المَاضِي و عَراقة الحَضَارات لا تَنمَحِي بِـ سهُولَة , إلا بِـ عوَامِل " تَعرِيَة " تُغيّر مِن مَجرى و مسَارات الفِكر إن لَزِمَ الأمر .
و الحَضَارَة " مِن مَنظورِي الشّخصِي " الزّيَادَة الإيجَابيّة التي تَطرَأ عَلى شَعبٍ مَا , و مَنتوجَها يَكون إمّـا سِلبي أو إيجَابي و هَذا يتوقـف عَلى مَن تخصّهم الحَضَارة أصلاً و عمُومَاً .
و عَلى الرّغمِ مِنَ الحَصرِ و التّقِيّد إلا أنّني سَـ أشْرع بِـ قَاربِي عَلى البَحر الوَاسِع .. قَبل أنْ أدَافِع عَن نَفسِي أمَام العَدالة .
أطهَر حَضارة فِي الوجُودِ هِي حَضارة الإسلام , و التي يَفخَر بِهَا أبنَاء الإسلام .. بِـ غَضّ النّظر عَن الحَضارات بـ أسرِهَا و عَلى رَأسِها حَضَارتي الإغريق و الرّومَان .
و المُهتَمّون بِـ شُؤون الحَضارة الإسلامية , و الذين سَاهموا فِي بناءها , لَم تكُن المُدَعِّمَات و الدّوافع لَديهم شَبيهَة بِـ مَن قفَزَ بِـ حَضارتي الإغريق و الرّومَان إلى صُمّ الجِبَالِ .
حَيث أنّ الحَضارة الإسلامية إنبثقت مِن ركَائز عَقَائديّـة و تفرّعت بِـ فِكر مُستَقِل , وَ " مُتأثّـر " .
و نَهضة الحَضارة الإسلامِيّـة مُتذبذبة مِن عَصرٍ إلى عصرٍ آخَر ..
الحَضَارَة الإسلامِيّـة وصَلت إلى المَحكّ الذي لا يتعدّاه شَئ , و أمّا الحَضارة الغَربيّة تتفاوت فِي مَعاييرها .
و عَلى الرّغم مِن صِرَاعِ الحَضَارات , " عَلى وَجه العمُومِ " و شَنّ الغَارات بِـ حَضارات مُعيّنة ,
أكبَر دَليل , الصّليبييـن و مَا فَعلوه .
و كَانت هَيمنة الغَرب . بـ فِكر قِتالي و فِكر فَلسَفي , يَصطَاد الصّفوَة و يَمسَك جُذورها ..
مِمّا كَانَ وَاضِحُ التّأثِيرِ بِهِ على حَضارة الغَرب .
و عَصر العَقلانية " عَصر التنوِير " بِهِ نَعرِف كَيفَ خرجوا العِلمَانيّين , بَعد الثورَة الفَرنسيّـة .
و كَيفَ كَانَ فِكرهم يَلتَهِب فِي كيفيّـة وَضع أسَاليب غَير مُبَاشِرَة فِي إغتِيال الحَضَارة الإسلامِيّـة ..
و بَدَأت تتهَاوى الحَضَارَة الإسلامِيّــة .. بـ سقوط قَادتها .
و تهَاوت الحَضارة الإسلامية بَعدَ أنْ إنجرفت الحَضارة الغَربية بـ فتح النوافذ الجديدة لَدى الحَضارة الإسلامية ..
و لَكِن كَانَ لِـ قَادة و مُتحَكّمِي الحَضَارة الغَربيّـة بِـ قَليلٍ مِنَ التنبُّؤ و كَثيرٍ مِنَ التّفكِير .. عَرفوا كَيفيّـة سَلب أبرَز مَا وصَلت إليهِ الحَضَارة الإسلاميّـة .. ثَمّ تركَها تَحتضَر و تَنزِف ..
أمّا عَن مِعيَار حضَارتنا الحَديثَـة و كَيف شَكلها بَين سَائِر الحَضَارات ..فـ قَد رسَم المُتنبّي بيْتَاً جَميلاً يُغنيني عَنِ التّعلِيقِ عَلى هَذهِ النّقطَـة ..
وَ أرى كُلنا يَبغى الحَياةَ لِـ نَفسهِ ….. حَريصَاً عَليهَا مُستهَانُ بها صبا .
و العَودَة إلى تَجديد الحَضَارة ,, أتوقّع لَن نَستطِيع مَالَم يَظهَر رَجُلاً كـ مُحمّد بن عبد الوهّاب يَرحمهُ الله , الذي جدّد الدّعوَة .. و أبدَى قليلاً مِن مَلامِح الحَضَارة الإسلامِيّـة .
أنَا _ و عَلى الرّغم مِن ميُولِي للفلسفة الأغريقية _ و عَلى الرّغم مِن عَدم عُنصريّتِي للأسلام , " و أقصد فِي هذا الأمر " . إلا أنّنِي لا أتجَاهل أنّ الحَضَارة الغَربيّـة لهَا أصول , و أسَاسات قويّة ,, و لَم يَكشِف عَن هَذهِ الأصُـول إلا العَرب .. و المُسلمِين .
و قَد طوّروا و نمّوا و إبتكروا , إلى أن صُعِقُوا بِـ صَرعَة قويّـة مِنَ الغَرب .
و الإختِرَاع العِلمِي هُوَ مُصَمِّم تضَارِيس الحَضَارَة .. و هُوَ المُحرِّك الفِعلِي لـ جَوف و عُمق الحَضَارَة .
و يتجلى فِي " التّطبِيق " .. وَ نحنُ لا نزَال عَلى أهُبّة الإستعداد فِي إبتِكَارَات مَنطقيّـة , و مُجدِية , لَكِن إذا تعلق الأمر بـ التّطبِيق , وقفنـــــــا !
أمّا دَعم الإختِرَاع عَلى المُستوَى السّيَاسِي بالنّسبة لِـ الدّول العَربيّـة .. فَـ مَهماً بَلغت فَاعلِيّتها إلا أنّ الإحسَـاس بالسّقوط يُنِي عَزمهم .
..