قبل أن ابتدأ في الكتابة لا أقر بأن ما سأكتبه صحيح أو حقيقة أو واقع، ولو بنسبة من النسب، ولو بنسبة ظهور الشمس بين الغيوم الملبدة للأفق، أو بنسبة جود الندى بقطرات على خد الورود الجاثمة على القطب المتحرك في أعماق الروح، أو بنسبة إنكار الحوت أن بأحشائه يونس بن متى عليه السلام، وما كان يونس - وحاشا أن يكون - جرما، بل كان مظهرا للطهر والأمل. ولن ينكر هذا أحد، إلا من يبتغي الكمال في مقادير الأشياء، أحيانا يتمنى الإنسان أن يكون مكان الهرة الوديعة، تخفي مخالبها، وتستر طبيعتها، وتتنكر لأسلافها، وتتحاشى شراستها، لعلها تنال يدا ناعمة من جارية لعساء، تغدو على فروتها بحنان وعطف، وأحيانا يجهد الإنسان نفسه، ويتخيل في غور تجربته، أنه نال الرضا كله، وبلغ المرام غايته، وكأنه ينظر إلى جنان الفردوس تقرع عليه بابه، وتستفتح عليه جوهر أحاسيسه، فيظن أنه نال قبلة من شفتين ناعمتين تحكيان في رقتهما نسائم الصباح، وفي عذوبتهما حميا الشراب. !!!وأحيانا !!!وأحيانا هكذا إذا يطل الجنون من شرفات عقله، ويتوطن الجبن بقلاع أفكاره، هكذا يحس الإنسان بتجربة الحصير، ووخز الضمير، وكأنها طلائع النور، ولوائح البركة، فيرى نفسه فوق الإحساس، بل يرى نفسه فارس أحلام الحور، يعيش في قصورها المترفات، فتتركز رؤيته على المحدقين به، وهم يجوسونه بنظرات لا تفسرها لغات العالم، يتواثبون إلى حوضه وكأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة، بل هربت إلى بساط الخيول المنعمة في ردهات البساتين المخضلة بعرق الأيام، أيام البؤس والشقاء في بركان الحياة. هكذا يصير الجنون سيد الفنون، وتصير الفنون جنونا، حين يروم الشويعر بصبيب من عرق أن يغافل النوم عن عيونه، فيشارك الشعراء في زعمهم أن الفراق سبب الأرق، ثم لا ينطق لسانه إلا بكلمات الشوق والعشق وكأنه المستهام المستضام . ثم يسقط بين عينيه لواء الحق، ورداء الحرية، وقانون الكرامة، فيقيم لنفسه أسواقا للنخاسة والرقيق. هذه هي النفس في تجلياتها، نار أدنى بسماتها الإحراق، وبحر آخرنفس فيه الغرق. ولَمَّا كَلَّ من شدة الطرق متني، وبعُد التئامي، كلمتني، وبعينيها هارشتني، رأيت أن أُقبل على أبواب لم تدبر قط عني، وانتقل بين دروب لم ترني، وما تفشى أبدا عني، أني أودعتها سري، ولم يطف على ذهني أن طرقتها ببشارتي،
تلقيت منها قبلات ألهبت رميما من العواطف، ونلت منها ضمة طمئنت الروح، هنا رأيت نفسي محبا محبوبا، بعدما كنت أراها تحب ولا تُحب، وتشتاق ولا تواصل، أدام الله الأحبة في هذا الربع، وحيا الله من أخذ بأيدينا إلى هذه الساحات، ومن أوصلنا إلى هذه الأزقة البالية، والعمارات المشرفة على الهلاك.
مما راق لي
KLIM
موضوع: رد: جنون الكلمات 28/10/2011, 15:07
قمة الجنون في الحب
Renin
موضوع: رد: جنون الكلمات 29/10/2011, 04:46
جميييييييييل جدا .....وعجبني العنوان كمان ...."جنون الكلمات"
تحياتي لكي
إيمان
موضوع: رد: جنون الكلمات 29/10/2011, 04:57
عندما يكون الجنون سيد الفنون بنعيش حالة احساس مجنونه ونفس الاحساس بيمكلن الما يكون الحب هو قمة الجنون كما قالت كلام
ادا بنهاية احنا بنعيش في كم من الجنون بداخلنا لانو اصلا ها العالم هو عالم جنون ههههههههههههههههههههههه