طالعتنا العديد من الصحف ووكالات الأنباء أخيراً بخبر وفاة الرئيس السابق إكلينيكياً بعد تدهور صحته لإصابته بفيروس فى المخ، ولأن هذا الخبر مع اختلاف بسيط فى مضمونه قد قرأنا مثله عدة مرات منذ خلعه من منصبه فلم أصدقه هذه المرة أيضاً واعتبرته إما حيلة للسفر إلى الخارج للعلاج والهرب من المحاكمة فى نفس الوقت وإما وسيلة لاستجداء عطف الشعب لخوفه من أن يلقى نفس مصير القذافى، هذا المصير المؤسف الذى استبعد تماماً أن يختتم به الشعب المصرى آخر صفحات كتاب حياة مبارك لأننا شعب طيب ومتدين بالفطرة ولن نتصرف بهذا الشكل مع حكامنا وإن جاوز ظلمهم وطغيانهم وفسادهم المدى لقناعة معظمنا أن قتل مبارك خسارة كبيرة لعدم تمكننا فى حال حدوث ذلك من استرداد جزء ليس بقليل من أموال مصر المنهوبة التى لا يمكن الحصول عليها إلا بعد محاكمته مدنيا.. بالإضافة إلى أن غالبية المصريين من الذين تعرضوا لكل أشكال الظلم والقهر وقتل ذووهم أو أصيبوا على يد هذا النظام الفاسد السابق كلهم أمل أن ينال مبارك حسابه ويطبق فيه القصاص..
الأسئلة التى تطرح نفسها.. من الذى يروج كل فترة بسيطة لمثل هذه الشائعات ولمصلحة من؟!..
لماذا لم يخرج علينا أحد من المجلس العسكرى أو الحكومة لنفى أو إثبات هذا الخبر.. إلى متى سيظل ملف صحة الرئيس خطا أحمر محظور الاقتراب منه؟!..
فى الحقيقة.. تخيلت للحظات أن هذا الخبر صحيح وأن الحالة الصحية للرئيس السابق حرجة وخطيرة وأنه على مشارف الموت، ورغم أننى كثيراً ما أتأثر إلى حد البكاء عندما أعلم أن أحداً يعانى المرض سواء أعرفه أو لا أعرفه إلا أننى لم أتأثر هذه المرة حيث رفض قلبى ولسانى الدعاء له بالشفاء لأسباب لا تعد ولا تحصى يعلمها علم اليقين الصغير قبل الكبير فى مصر..
وبما أن الدعاء يرفع البلاء.. كنت أتمنى أن أدعو للرئيس المخلوع بالشفاء لكن رعاياه من المصريين الذين تسبب ونظامه الملعون على مدار سنوات حكمه فى إصابتهم بالأمراض والعاهات المستديمة بشتى الطرق أولى منه وأحق بالدعاء لأنهم ضحايا إهمالهم وفسادهم وحرمانهم لهم من أبسط الحقوق للعيش بعزة وكرامة.. كرامة فى المسكن والمأكل والمشرب والعلاج الذى احتكروه لأنفسهم وذويهم رغم غناهم الفاحش وحسبنا الله ونعم الوكيل.
هناء المداح