تركيا ترفض مساعدات اسرائيلية بعد الزلزال
ضرب زلزال قوي بلغت قوته 7,3 درجات شرق تركيا الاحد، بينما ابدى احد معاهد رصد الزلزال خشيته من ان يكون الف شخص قد دفنوا تحت انقاض عشرات الابنية المنهارة.
وضرب اقوى زلزال تشهده تركيا منذ سنوات مدينة فان الواقعة شرق الاناضول والتي تقطنها غالبية كردية.
وقدر مصطفى ارديك مدير معهد كانديلي لرصد الزلازل في اسطنبول للصحافيين ان 'خمسمئة الى الف شخص قد يكونون قتلوا نتيجة الزلزال'.
وكانت تقارير سابقة لم تذكر تقديرات للضحايا، غير انه يخشى ان يكون كثيرون قد حوصروا تحت ركام الابنية المنهارة، وحذر المسؤولون من صعوبات جمة تواجههم في تقدير مدى الخسائر.
واورد بيان مقتضب للهيئة الوطنية للتعامل مع الكوارث المتصلة بمكتب رئيس الوزراء 'ثمة خسائر بشرية ومادية بالغة'.
وقال مسؤولون ان نحو 50 بناية انهارت، بينها عنبر للنوم.
ونقل خمسون شخصا على الاقل الى المستشفى في فان، بينما نقل زهاء الف اخرين في منطقة ارجيس التي يقطنها نحو مئة الف شخص في المنطقة نفسها حيث وقعت اشد الخسائر بحسب تقارير الاعلام.
وقال مصور لفرانس برس في موقع الزلزال 'العديد من الابنية بمحاذاة طريق رئيسي في ارجيس انهارت'.
وتابع 'انقطعت الكهرباء عن المنطقة، وبات الناس يستخدمون المصابيح'.
واظهرت صور التلفزيون السكان وقد استبد بهم الذعر واخذوا باستخدام المعاول وغيرها من وسائل الحفر لمحاولة انقاذ المحاصرين تحت ركام بناية منهارة من ثمانية طوابق بوسط المدينة.
واستعانت فرق البحث والانقاذ بأنوار مولدات كهرباء للمساعدة في عمليات البحث عن المحاصرين بين الانقاض مع حلول الظلام.
وقال احد سكان منطقة ارجيس لفرانس برس 'انهارت بناية سكنية من ثمانية طوابق'.
وتابع 'تبذل جهود لانقاذ الناس ولكن الخسارة كبيرة. رأيت بنفسي ثلاث الى اربع جثث'.
وفي تلك الاثناء عرضت اسرائيل مساعدة تركيا في جهود البحث والانقاذ.
واعربت وزارة الدفاع الاسرائيلية عن استعدادها تقديم 'اي مساعدة قد يحتاج اليها' الاتراك، بينما اتصل الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بنظيره التركي عبد الله غول للاعراب عن تعاطفه مع الضحايا.
غير ان متحدثا باسم السفارة الاسرائيلية في انقرة قال ان غول رد انه 'حتى الان، لا نعتقد اننا نحتاج الى مساعدة. نستطيع التعامل مع الوضع'.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك امس الاحد ان انقرة رفضت عرض المساعدة الذي قدمته اسرائيل بعد الزلزال الذي وقع في جنوب شرق تركيا.
وقال باراك لتلفزيون القناة الثانية 'لدي انطباع ان الاتراك لا يريدون مساعدتنا'.
وقدم الرئيس الامريكي باراك اوباما الاحد تعازيه بضحايا الزلزال، مؤكدا ان الولايات المتحدة 'مستعدة لمساعدة السلطات التركية'.
كما اعرب الاتحاد الاوروبي عن تعازيه لتركيا، وعرض حلف شمال الاطلسي مساعدته للبلد العضو في الحلف.
ومن المتوقع ان يمضي اغلب الناس في المنطقة المتضررة الليل في العراء، حيث تنخفض درجات الحرارة الى نحو ثلاث درجات مئوية.
وقال عمدة فان بكير كايا لتلفزيون ان تي في 'الناس خائفون وقد توقفت الاتصالات، لا يمكننا الوصول الى احد'.
ومن المقرر ان ترسل الحكومة هواتف تعمل بالاقمار الصناعية الى المنطقة، بحسب ما اوردت تقارير اعلامية.
وتم ارسال ست مروحيات بينها اربع تابعة للاسعاف، فضلا عن طائرات شحن عسكرية من طراز سي-130 للمنطقة تحمل خياما واطعمة وادوية.
وقدر المعهد الامريكي الجيولوجي قوة الزلزال بـ7,3 درجات وقال انه تم ايضا تسجيل هزة ارتدادية بلغت شدتها 5,6.
واضاف المعهد ان الزلزال كان على عمق 7,2 كيلومترات تحت الارض، بينما بلغ عمق الهزة الارتدادية 20 كيلومترا.
وحدد مركز الزلزال، الذي ضرب المنطقة الساعة 10:41 ت غ، في منطقة تبانلي في اقليم فان، بحسب ما ذكر معهد كانديلي.
وقال المعهد التركي ان هزتين ارتداديتين ضربتا قريتي اليكايناك وغيديكبولاك.
وقد ألغى رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان برنامجه المعتاد ومن المقرر ان يكون قد تفقد المنطقة المنكوبة الاحد، بحسب ما ذكر تلفزيون ان تي في.
وقالت وكالة انباء الاناضول نقلا عن مصادر في الطيران المدني ان الزلزال الحق اضرارا بمطار فان غير ان حركة النقل الجوي لم تتوقف.
وتبعد مدينة فان اكثر من 1200 كيلومتر عن العاصمة انقرة وتضم نحو 380 الف نسمة غالبيتهم من الاكراد.
كما شعر السكان عبر الحدود في المناطق الشمالية الغربية من ايران بالزلزال الذي احدث رعبا في صفوف سكان مدن رئيسية من دون ان تتحدث وسائل الاعلام الايرانية عن سقوط ضحايا او خسائر.
وقالت وسائل اعلام ايرانية ان الزلزال كان من القوة بحيث اثار 'فزع السكان في المدن' القريبة.
يذكر ان تركيا معرضة للزلازل اذ تقع فوق منطقة زلزالية نشطة.
وفي العام 1999 اسفر زلزالان قويان ضربا المناطق الصناعية المكتظة بالسكان في شمال غرب تركيا عن سقوط نحو 20 الف قتيل.
كما تسبب زلزال قوي في مدينة جالديران في اقليم فان بمقتل 3840 شخصا عام 1976.القدس العربي