تؤكد خبيرة العلاقات الإنسانية شيماء فؤاد، أن الطفل الناشئ فى أسرة لا يحترم فيه الأب زوجته ويقوم بسبها وضربها، يشب على فكرة أن المرأة مخلوق هامشى ضعيف القيمة، والطفل الذى يحب أمه ويرتبط بها إذا سمعها تبكى يحدث ذلك فى نفسه صدعاً كبيراً تجاه أبيه، مما يجعله ينظر له على أنه رجل شرير، وهذه النظرة كفيلة بإعدام عنصر الصداقة بين الولد وأبيه.
ويتخيل الطفل الناشئ بين أبوين مختلفين على الدوام أن الزواج فكرة سيئة إذ ارتبط فى ذهنه صورة الشجار والسباب والتطاول بمفهوم الزواج، وربما حمل تلك الأفكار المشوهة لحياته الزوجية فيما بعد، فنجده يتعامل بنفس الطريقة مع زوجته، ولذلك ينصح بتناول الاختلافات الزوجية بعيداً عن أنظار ومسامع الأطفال، حتى لا يتأثر مستقبلهم النفسى بالسلب، وهى معلومة بديهية يعلمها الجاهل والمثقف ولا تحتاج لإرشاد، لكن لا يتم تطبيقها للأسف لضعف الوعى الاجتماعى بطرق التربية السليمة واحترام الأطفال كأفراد مستقلين.
وتشير شيماء فؤاد إلى ضرورة أن يمدح الزوجان بعضهما البعض أمام الطفل حتى ينمو نموا نفسيا وعاطفيا سليما، وفى جو دافئ ويخرج للمجتمع شخصية سوية.
وتضيف فؤاد، أنه على صعيد آخر يصاب الطفل المتواجد فى جو الشجار والتهديد بالطلاق دائما بعدم الإحساس بالأمان فينظر للعالم أنه مكان خطر ويولد بداخله التشاؤم والخوف مع الظن السىء تجاه كل الأمور المحيطة به.
ويمتد تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال لتنال من تحصيلهم الدراسى، فيقل بنسبة واضحة تفاعل الطفل مع زملائه ونسبة تركيزه وإقباله على الحياة التى يقضى معظم أيامها فى بدايات عمره فى المدرسة، فيضعف تحصيله الدراسى، وكذلك تصاب شهيته بالضعف فى فترة يحتاج فيها الجسم للغذاء السليم.
والفترة الأولى فى حياة الطفل هى فترة بناء، فإذا حُرم الطفل من الحب والأمان والإقبال على الحياة فسيخرج لنا مجرد جسم مضطرب صحياً ونفسياً وأخلاقيا.