من هو محمد نوح القضاة - محمد نوح القضاة السيرة الذاتية
السيرة الذاتية لمحمد نوح القضاة
لم يغب طيف والده رحمه الله عن حوار اجرته " خبرني " معه الاربعاء، فقد كانت أنفاس سماحة المفتي د. نوح القضاة تتسلل عبر أنفاس ثمرته الطيبة.
فالدكتور محمد نوح القضاة الداعية الإسلامي لم يترك مسارا في حوارنا معه إلّا وأعاد الفضل فيه- بعد الله- لوالده.
أمتع "خبرني" برقيّ أسلوبه الذي لا يُستغرب على من يشرّع باب الإسلام طيبا هيّنا ليّنا لكل مستمع ومشاهد، فقد جعل الناس يتهامسون باسمه كلّما مرّ للدين طيف، ويتناقلون عن لسانه فتوىً هنا وجملةً هناك بغبطة قلّ ما نشهدها في تداول أحاديث دينية.
فهو من باتت الناس لا تسلو هيبة طلّته الأنيقة، ووجهه السمح باسم الثغر، المقترن بهما صوت هادئ بنبرةٍ محببة وثقته بما حباه الله من علم يزيده وقار على وقار.
وتاليا نص حوار الحوار:
ما هو العامل الأهم في نجاحك، خصوصا وأن كل من أحبك كان له سببه الخاص فالبعض أحبّك سليل نسب طاهر هو نسب فضيلة المرحوم- بإذن الله- الشيخ نوح القضاة، وآخر احب وسطيتك واعتدالك، وغيرهم احبّ اسلوبك؟
إن محبة الناس و ثقتهم منحة كبرى من الله عز وجل و المهم أن يسعى الإنسان للحفاظ عليها بالحق و العدل.
إن الفضل بعد الله عز وجل يرجع للتتلمذ على يد سيدي الشيخ نوح ، إذ كنت حريصا على تمثل منهجه ووراثة أسلوبه، وقد تعلّمت منه أهمّية الفتوى في تأليف القلوب وجمع المسلمين، وأدركت أن للفتوى أبعادا إجتماعية يجعلها أكبر من كلمتيّ "حلال وحرام" لتشمل التفصيل والإقناع ومحاولة إيجاد بدائل الحرام وتعزيز الحلال و الترغيب به.
ما هو مدى تأثير والدك- رحمه الله- في اختيارك لتعلم الشريعة ؟
اذكر بأن سماحة الشيخ- رحمه الله- كان يعلّمني واخوتي القرآن الكريم منذ نعومة أظفارنا، فقد كنت في الرابعة من عمري حين بدأت قراءة القرآن.
علّمنا سيدي الوالد الكثير في طفولتنا ثم ترك لنا حرّية الخيار،فاخترت العلم الشرعي طوعا وحبّا، فقد علّمنا بأن الشريعة حياة شاملة ومنهج فكر، فالتحقت بالجامعة الاردنية وحضرت مجالسه العلمية و محاضراته الدعوية ومجالس الفتوى عنده وحصلت على السند المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم بعد أن درسته على ثمانية مشايخ و أتممته في سن السابعة عشرة.
ما هو منهجك في الحياة ؟
منهجي في الحياة وسطي، ونهجي في الدعوة يسعى للتيسيير على الناس ما لم يكن هناك مورد نص ّيخالف ذلك.
كداعٍ مؤثّر في المجتمع، هل تستطيع أن تذكر لنا مهمّة الداعية الإسلامي وخصائصه؟
إن مهمة الداعي - برأيي- تتجسّد بأن يبسّط للناس "دخول الجنة"، فنذكرهم كم أن الله يحبّ عباده، فهو خلقهم ليحسنوا فيبارك لهم في حسناتهم، كما نظلّ نشدّد على قوله تعالى "إنّ الحسنات يذهبن السيئات، لتذكير الغافلين بألّا يقنطوا من رحمة الله.
نحن مؤمنون تماما بأن الله "جبّار منتقم" ونذكّر بذلك، إلّا أني أكاد أجزم بأن الطريقة الفضلى للدعوة الإسلامية تكون بأغلبها ترغيب وليس ترهيب.
إن المجتمع مصنف ضمن ثلاث فئات: الفئة المتدينة، والفئة غير المبالية ،والكثرة في الفئة الثالثة وهي ماأسميها بالفئة المترددة. وهذه الفئة هي التي استهدف تثبيتها على دين الله عزّ وجل والتي تحتاج لترغيبها بالدين وتذكيرها بأن ديننا محبّة ورحمة.
كيف ترى الناس في هذا الشهر الفضيل وكم تشعر بأن ما حدث من تغيّرات العام الماضي أثّر في وعي شعبنا؟
إن رمضان هذا العام استثنائي، بوعي الناس الذي نما كثيرا لينعكس على تصرفاتهم، فبتنا نلحظ قلّة التهافت على الشراء، وكثرة مدّ يد الخير والإحسان، والتسامح، والأهم أننا أصبحنا نلحظ تجلٍّ لظاهرة التعايش الإسلامي-المسيحي من كلا الطرفين، حتى أنني تسلمت مجموعة من الأسئلة تستشيرني بمدى صحة تفطير صائمين ببيت مسيحيّ، أو دعوة مسيحيّ ضمن المدعوين في بيت صائم".
لقد كنت أتنبّأ بنموّ الوعي عند شعبنا لهذه الدرجة بعد 7 سنوات على الأقل، إلا أن ما يحدث الآن من وعيّ جعلنا نستبشر خيرا. فعلى الرغم من وجود الأسئلة التقليدية التي تختص بالصيام، إلا أن الناس بدؤوا يدركون معنى "الشريعة حياة"، فبدؤوا يطلبون الأحكام في أمور سياسية واقتصاديّة عميقة، كما بدؤوا الالتفات للاجتماعيات في الدين فيسألون عن إصلاح ذات البين وغيرها.
ما المسؤولية المرجوة تجاه هذه الصحوة؟
تقع على عاتق قيادات المجتمع مسؤولية المحافظة على هذا الوعي وتنميته، وهو ما يتحمّل مسؤوليّته - برأيي- مناصفةً وزارة الأوقاف ممثلة بخطباء المساجد والدعاة، ووسائل الإعلام بكل أشكالها وما فيها من محتوى، و أشيد بدور دائرة الإفتاء و ما تتحمله من أعباء النصح و الإرشاد و التوجيه.
يذكر أن د. محمد نوح القضاة له العديد من النشاطات والبرامج الدعوية على القنوات الإذاعية و التلفزيونية (( حياة FM , قناة إقرأ , قناة نورمينا الفضائية , التلفزيون الأردني , قناة شدا الفضائية , الإذاعة الأردنية ))، وهو يعد من دعاة الوسط الإسلامي، ويعمل حاليا عضو هيئة تدريس في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية.