أصدر الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين فتوى تؤكد على، أن المشاركة فى الانتخابات فريضة شرعية، وضرورة مدنية، ودعا كل التونسيين والمصريين إلى المشاركة القوية والفاعلة فى الانتخابات المقبلة وضمان نجاحها، واعتبار أصواتهم أمانة يجب أن تُعطى لأهلها.
أكد اتحاد علماء المسلمين فى بيان له اليوم، أن الانتخابات فى ظل الظروف الحالية بتونس ومصر، واجبة وجوبا عينيا على كل مسلم غيور على دينه وهوية بلاده وشعبه، لا وجوبا كفائيا كما يخيل للبعض لما يمكن أن يترتب على عدم مشاركة الملتزمين الآن فى تونس ومصر وغيرهما من مخاطر كبيرة على مستقبل هوية هذين البلدين، مشيرا إلى أن المسلم سيكون مذنبا إذا تقاعس ولم يقم بواجبه الانتخابى، مما سيمكّن المعادين للإسلام وهوية البلاد، من حكم البلاد، مضيفا أن دعوة الناس إلى المشاركة واختيار الأصلح من أفضل أنواع الجهاد والدعوة إلى الله تعالى، ومن أهم الأسباب للاستقرار والأمن وتحقيق حضارة الأمة.
ودعا الاتحاد كل الأطراف وكافة المواطنين، على الحرص الشديد على إنجاح الانتخابات، والوقوف ضد كل من يحاول العبث بها، أو طرح قضايا جانبية للتشويش عليها ويدعو القائمين على أمر البلاد بأن يتخذوا من التدابير والإجراءات ما من شأنه أن يؤمن السير العادى الهادئ لهذه العملية.
وأشار الاتحاد إلى أن عددا من بلاد العرب تمكنت من إزاحة أنظمة الاستبداد والفساد من خلال ثورات سلمية عارمة، انطلقت من تونس الخضراء، ثم من مصر الكنانة، فليبيا المختار، فاليمن السعيد، ثم سوريا الشام المباركة، والآن حان وقت اقتطاف ثمارها لصالح الوطن والأمة، واستكمال عُرس الثورة بانتخاب قادة وممثلين جُدد، نحسب أنهم بإذنه تعالى لن يكونوا مثل الذين سبقوهم، ممن استبدوا بالحكم عنوة وقوة وبطشا على امتداد عقود طويلة.
وأوضح البيان، أن الإسلام لم يحدد فى نصوص الوحى القطعية من القرآن والسنة الشكل الذى تختار به أمة المسلمين حاكمها، تاركا ذلك إلى الاجتهاد، حسب ما تقتضيه أحوال الناس وظروف حياتهم، فى حين قيد مواصفات الحاكم ومواصفات الحكم وكيف يكون، فأكد الإسلام مجموعة من المبادئ الأساسية التى تحكم هذه المسائل، مثل مبدأ وجوب العدل، ورد الأمانات، ووجوب الشورى والبيعة، أى رضى عامة المسلمين بمن سيحكمهم وبما سيحكم فيهم، مستشهدا بقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا" (النساء:58).