قال سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس من أمتي ؟ هو الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة, ويأتي قد شتم هذا, وسب هذا, وقذف هذا, واكل مال هذا, وسفك دم هذا وضرب هذا, فيعطى هذا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من حسناته وهذا من حسناته , فأن فنيت حسناته قبل ان يقضى عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار . صدق سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
لقد عني النبي صلى الله عليه وسلم عناية بالغة بتوثيق عرى المسلمين ، وجعلهم كالبنيانالمرصوص يشد بعضهم بعضاً ، فبالغ في تصفية القلوب ، وتنزيه الخواطر ، وتطهير الصدوروكل ذلك ليلقى المسلم أخاه وهو لا يحمل له حقداً ، ولا يضمر له سوءاً ، ولا ينظر لهنظرة الكره .فيكون السبب لإغراء العداء وتنافر الأقرباء وتباعد الأخلاء .
وإن معظم أسباب العداء والتباعد تكون الظنون , وهي تلك التهم التي يحاول الناسأن يلحقها بعضهم ببعض من غير أن يقوم على ذلك برهان واضح أو حجة بينة ، وكم لهذه الظنون والتهم من آثارٍ سيئة في المجتمع ." إِنَّ بَعضَالظَّنِّ إِثْمٌ " : لأنه يؤدي إلى خراب البيوت، وقطع العلائق ،وعقاب الآخرة وعذاب النار وطوبى من شغله عيبه عن عيوب الناس . يا أيها المسلم إنك مأمور بأنتأخذ أخاك بما ظهر من حاله من خير وصلاح وما بدا عليه من سماحة وطهر, ثمَّ لايجوز لك أن تتبع حركاته وسكناته ,فالتطاول علىالناس ، والولوغ في دمائهم والنهش في أعراضهم وتتبع عوراتهم ، التلذذ بالحديث عنعثراتهم كل ذلك أصبح حديث الناس ومهنتهم وشغلهم الشاغل ، ولا فرق في ذلك بين جماعةوجماعة، أو بين طبقة و طبقة وقد تناسوا أن هناك في القرآن آية لو نزلت على جبللرأيته خاشعاً متصدعا من خشية الله تلك هي : "وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا" كما تناسى هؤلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الغيبة : "إن دماءكموأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا في بلدكم هذا " فقدسوى عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين الدماء والأموال والأعراض وجعلها فيالحرمة سواء، وجعل ذلك الذي يتطاول على أعراض الناس كذلك الذي يسفك دماءهم ويسرقأموالهم وهذا الحديث هو آخر وصايا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
أخي المسلم:
هل تفرغت من عيوبك فأصلحتها, ومن نفسك فهذبتها, ومن خطواتك فقومتها ؟هلأصلحت ما فسد من أفكارك, وما أعوجَّ من أمرك ؟وهل تفرغت من شأنك فتفرغت لشؤونالناس ؟وهل أصلحت كل أمورك فلم يبق عليك إلا أمر الناس ؟
أخي المسلم:
إن عملك عظيم يستوجب الإسراع بالندامة والتوبة والحسرةوالمغفرة
اضبط لسانك .. أحسن إلى نفسك .. وانظر إلى مستقبلك ...وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ"