يمكن
كلمة تمتلك صوتاً عالياً ولكنها تظل مفتوحة الإجابات على كل الاتجاهات ....
لا يمكن بأي حال من الأحوال الاشتباك معها لتأكيد قضية ، أو الاعتراض على توقفها عن الحركة، أو عدم تحقيقها المطلوب .
يمكن مفردة تحريضية على تفريغ الأشياء من مضمونها أو وضوحها بمعنى أدق .. يقف تداولها على الحياد متباعداً عن الانحياز للشيء أو رفضه ،
متخلصاً من كل الالتزامات والقيود التي من الممكن أن نطالبه بها مستقبلاً ....
هي مفردة تحتمل فقط الوجه الملون دون تحديد والمتآمر على الحقيقة التي ينبغي أن يقوم العالم عليها ، حتى لا تصبح الأشياء ترويجية في الفضاء دون معالم واضحة .
ثقافة اليمكن ثقافة واسعة الانتشار ، ولا يمكن الحد منها ، أو تقليصها أو إعادة تشكيل خرائطها .
كلنا يستعملها ، بل ونميل إليها ، ونذوب بغرابة في الانغماس داخلها .
نستخدمها إما للهروب ، أو تمييع الأشياء ، أو محاولة ترك المسافات مفتوحة مع الآخر دون تقنين ودون حسم .
تستخدم عند الانحياز لعدم المواجهة , وأحياناً عندما لا نرغب في الإساءة للآخر , أو صده , أو الوقوف أمامه , إما خجلاً أو تجاهلاً , أو من منطلق العيب أو عدم الإهانة للطرف الآخر , أو الرغبة في بقاء الأشياء معلّقة كعادتنا في التعامل مع كثير من الأمور تتشابه الصور لذلك يهرب البعض من التحديد ومن التدقيق إلى يمكن أيوه، ويمكن لا .
يمكن مفردة تطوّع الأشياء ، لكنها ترفض تماماً المثول أمام الحقيقة أو المواجهة وقد تتحول إلى كارثة من الآلام دون أن نعرف خصوصاً إذا كانت المسافة المصنوعة لدى الآخر ممتدة أكثر من اللزوم .
هنالك بعض البشر تخصصوا في ( يمكن ) ومن غير الممكن أن تسمع منهم غيرها ، أو حتى اختلاف في التعبير ، أو التوجه ، لا يمكن أن يعيشوا بدونها ، تشكلت الحياة لديهم ونمط التعايش مع الآخرين من خلال ( يمكن ) وبالتالي أنت لا تعرف ماذا يريدون ؟
أو متى سيأتون ؟
أو كيف سيتصرفون ؟
أو متى سيغردون داخل أو خارج السرب ؟
أهمية يمكن تكمن في أنها تعلّق الآخر بينما مستخدمها من الممكن جداً أن يكون على معرفة تامة بما يريد فهو أن قال لك إذا عزمته مثلاً يمكن آتي ويمكن لا يعرف جيداً أنه قد يأتي ، ويعرف أيضاً أنه قد لا يأتي وبالتالي يستخدمها تمويهية فقط وزيادة في أهمية حضوره لدى الآخر ، ويظل الداعي منتظراً له من منطلق أنه قال يمكن ، فإن أتى وتفاجأ أحد بحضوره قال أنا قلت يمكن وها أنا حضرت ، وإن لم يأت وتم الاتصال عليه ، قال أنا
قلت يمكن آتي ويمكن لا ، وبالتالي لم أستطع ، إذن هي مفردة تطويعية وتشكل مفاضلة في كل الحالات لدى مستخدمها بين ما يريد ، أو ما لا يريد إن كان يعي جيداً قيمتها وتتكرس طريقة حياته من خلالها .
أما الآخر الذي يستخدمها دون وعي فهو يرددها دون أهمية عكس الأول الذي يتدثر بها إما هروباً أو خجلاً ، أو تجنباً للآخر .
يمكن تطل في كل الأحاديث وتظل مفتوحة ( يمكن أسافر .... يمكن لا , يمكن أخرج ، يمكن أنام ، يمكن أصحى بدري ، يمكن تدخل الجامعة لو حصلت على مجموع ممتاز ، يمكن تتغير الأمور مستقبلاً وتجد سريرا في المستشفى بعد طول انتظار ، يمكن تحبها أو تحبك بعد الزواج , يمكن تكون هذه المشاعر وهمية أو نزوة ، يمكن تتغير الأمور عكس ما هي عليه وتجد الأفضل ، يمكن لو انشغل الفضوليون بشيء أهم لتركوا غيرهم في حالهم ) ، يمكن يغدر بك مستقبلاً لو فتحت له الأمان .....
يمكن لو ارتفع الوعي لانتهت الفردية ولقلت مطاردة الناس لبعضهم .... يمكن .... يمكن ....يمكن ... يمكن أن تحاول الخروج من دائرة الاتهام للآخر والشك كلها يمكن وتخصصات في
يمكن لكن ....
هل تتحول يمكن إلى نجمة تحمل ضوءها فعلياً وتتجاوز عن الآخر بواقعية ؟
وهل يمكن أن تتخلص من يمكن لتؤسس لمواقف معلنة نحن في حاجة إليها لتخرجنا من كل العوالم القاتمة التي تجعل من اللاشيء الصورة ومن التخمين هو البطل ؟؟؟