ما هو الخط الأحمر؟
ذاع في الأيام والأسابيع الأخيرة على مسمع المتابع للشأن الأردني مصطلح الخط الأحمر أو الخطوط الحمراء، وجاء ترديد هذا المصطلح نتيجة لرفع الحراك السياسي الشعبي لمطالبه، وتصعيده لهتافه، ومساسه برأس النظام نفسه، فما كان من وسائل الإعلام التي تتناقل ذلك التصعيد، إلا أن تصفه استحياء بتجاوز الخطوط الحمراء.
وربما فهم البعض ضمنيا المقصود بتجاوز الخط الأحمر أو المساس به، لكن ربما بقي مفهومه غير دقيقاً أو واضحا لآخرين، مثلما يعني الخط الأحمر لكل جماعة شيء ما في نفسها، فبينما قد يعني الخط الأحمر بالنسبة لجماعة (امشي الحيط الحيط وقول يا رب الستيرة) : المساس بشخصية محافظ أو نائب في البرلمان، فأنه قد يعني بالنسبة للمتدينين المساس بالذات الإلهية، في حين قد يعني بالنسبة لمناوئي التحرر والإباحية: الوصول إلى مرحلة التعبير عن الشذوذ الجنسي علناً.
هذا التعدد في تفسير الخط الأحمر (ولنبقى في دائرة السياسة) هو ما كان مختلفا عليه بين الفئات المناوئة لبعضها على الساحة الأردنية، فالموالاة تشير إلى أن الخط الأحمر هو الملك، وبالتالي لا يجب المساس به أو تجاوزه، في حين أن الحراك الشعبي والمعارضة، ترى أن الوطن والشعب هما الخط الأحمر فقط. وبالتأكيد فان إيماننا بالتعددية وحرية الرأي، تحتم علينا احترام كل الآراء وأصحابها، والخط الأحمر لأي منهما؛ لكن وخز الضمير ومخافة الله، هما أيضاً يدعواننا لأن نختار الاختيار السليم لما يمكن تسميته خط أحمر، والإخلاص له وتقديسه، وهنا لابد لنا من التفكير والتساؤل عن قيمة من يمكن اعتبارنا إياه خط أحمر، وما هي شرعيته ؟ وما هي قدسيته ؟ وماذا يمثل في نفوسنا حتى نوصله إلى مرحلة التنزيه وعدم المساس ؟ وللإجابة على هذا السؤال، فلنفترض أن السؤال من نوع اختيار من متعدد (multiple choice)، وأن هناك إجابة واحده فقط من بين ثلاثة خيارات متاحة، وكالتالي: _ ما هو الخط الأحمر ؟
أ- الأردن
ب- الملك
ج- الحكومة
ابعدوا عنكم قلق الامتحان !
فلسنا مطالبين بتسليم الأوراق وتصحيحها الآن .. لكننا مدعوون لقلق أكبر من قلق الامتحان وتصحيح الأوراق، وهو يوم نلقى الله وتعرض صحائفنا أمامه،
فبماذا سنجيب الله لو كنا أخطئنا الإجابة ؟
أحمد الربابعة