احقا لن تعودي؟

لا جديد!! ..
ذاته لون الأفق الباهت يغطي بأوجاعه أرجاء السماء ..
وذاته لون الظلام الحالك مسدلا أستاره على المساء ..
وقمرا مكفهر الوجه يبكي فوق فستانها الجديد ...

لا جديد!! ..
لوعات القلوب الباكية تمزق أوراق الورود اليافعة..
والحزن يزف عروسة البدر بالدماء والدموع الباكية ..
و زفة عرسهــا لم تكتمل فاغتيلــت كحلمها الكبيـــر ..

لا جديد!! ..
ذاته وجع الأمس الذي رسم حزن اليوم..
وذاته الذي ينقش على الوجوه نهاية الغد..
وشمسا مع رحيلها أبت أن تعاود الشروق..


أيـــا حبيبتي..
أيـــا دفء قلبي..
أيـــا عشقي المفقود..

من أين لي بـ شمساً و قد غابت عيناك !!..
من أين لي بعشقــاً وقد تورى خلف الرحيل وجهك !! ..
من أين لي بعابثــة عاشقـــة بريئــة ترهقني قلقا وتزيدني ألقــا !! ..
من أين لي بحبيبة تحتضن قلبي وشعوري وبقايــا عشقي المكسور!! ..
من أين لي بمدللــة مراهقة ناضجــة تسحر الوجود و تهــز الأكوان!!..

أو حقا رحلتي ولن تعـــودي؟!
أو قذفتــي بــي لعذابات العنا دون أن تبالي؟!
أو أسقطت برحيلك معنـــى القلب في دواخلي؟!

أم أني أغط في كابوسا مزعجا ولابد من استفاقة ..
أو متوهما شرا و يوما سأحرر ذاتي منه ومن رفاقه..
أم أن حقيقة القدر أقوى من قلبينا وصبرنا وعهودنا ..
وان تلكـ الحقيقـة قتلـت روحينـا المنصهرة تحت لهيب العشق..

ياااااهـ كم كنتي قاسية والقـــدر برحيلك!!
كم كنتي جارحة لقلبا يافعا احبــك وثمـل بحبــكـ!!

كيف لم تبالي بقلب عاشقك!!
كيف لـم تلقــي عليــه ابتسامة الـوداع !!
قتلتــه آلاف المــرات حينما رحلتـي بصمـت !!
كيف تحمـل قلبــكـ أن تتركيه فريسة التساؤلات!!

رحلتي في صمت رغم ضجيج تفتق الجروح ..
انسحبتي بهدوء رغم فوضوية القتل في أعماق الروح ..
غرستي في دنياي ثقافة تكتب الجرح على اسطر البوح ..

ركاما خلفته و ذهبتي , صرخات بين الجوانح تركتي ..
وانا في عيد ميلاد حبي أبكيك قبل أن اذهب ابــكي نفسي ..
ابكي .. ذكريات قلبينا القتيلين .. و ماضاً مزهرا و مواعيد عاشقين ..
ابكي .. ورودنـا الحمراء .. هدايانا .. لحظاتنا ,, و صبا ذكرياتنا ...

أتذكري ..
والغيم يلبس السماء كيف غازلنا البحر في جنون..
نمضي بلا قيود و تحت زخات المطر غارقــون ..

أو تذكري..
كيف جازفتي ومضيت حافية القدميــن تركضين ..
على أرصفة الشاطئ تارة اسبق وتارة أخرى تسبقين..
و اعين الناس ترمقنا و من مركباتهم ينظرون أي فعلا نرتكبه من الجنون ..
تشربت يومها عباءتك هطل المطر ومعطفي كأنه قاربا ناله الغـــرق..
وصرخات ذلك العجوز تلاحقنا بامتعاض ينادي ماذا تفعلان أيها المرهقان؟ ..

ياااااهـ مــا ألـــذهـ من جنـــون وما أروعهـا من لحظات ..
لكنها رحلت كجثمان مسجى كعشقنــا وبـاقـي كل الذكريات ..

اااهـ يا مــدللـــتي ...
حزنك الجاثم استباح الزوايا و رسم وجهك بات وجه يسكـن المـرايا و الحنــايا ..
ورائحة انفـاسكـ تسكن الورود ومع كل صوتا أطلقه يرتد إلي صدى صوتكـ الودود ..

أتعلمي تملكـ حبــكـ ذاتــي وعقلــي وبقــايا جســدي المتهــالكـ ..
رسمت اسمك في جوف ادمعي التي شكت فراقكـ لاني احبــكـ ..
ولملمة بذكراك فتات الشعور الذي انتهى حيث انتهى جسدك ..
احبك .. يا سيدتي ككل الأحلام التي رسمنا قـواعدهـا وهـوت من علــو ..
احبك .. كروح الطهر في جميل الطفـولـة وصــدق بعضــاً من الأيــام ..
أحبــكـ .. وسأبقــى كذلكـ حيث لا انتهاء ولا خاتمة ولا ختـــام ..


حبيبتــي ..
كم أنا بحاجة كي ابكي على صدرك وفــوق كفيــكـ ..
كم أنا بحاجة للحظة اعترف لك فيها بحاجتي إلى النهاية ..

كي أحطم بك قيود الكتمان التي أثقلتني .. كي استعيـد من بعدك الضياع الذي سرقني ..
كي أعود إلى ذاتي و هويتي لكنك .. لا تجيبي على ندائي وفي معمعـة التيـه تتركينـــي ..

حبيبتــي ..

هــاهــو عيــد ميـــلاد حبنــــا أتى وقد اوقـدت الشموع لكنـــكـ لــم تـــأتــي كعـــادتكـ ..
هـاهــو اقبلـ اليوم ينتظــر العشيقيــن ولا يجــد ســوى عاشقـاً يتيمـاً بـاكياً فــوق الشمــوع ..
اقبـلـ اليـوم ينتظــر زغـاريـد الاحتفـال ولــم يجـد ســوى نحيــب قلبــاً يسكـن أضلعـــي ووحشـة المكـان ..

عشيقتــــي ..

سـأقــذف من قلبــي بدمعــات تطفــئ تلكـ الشمـــوع اليتيمــة وصيحــات حسرة تفجر الضلــوع ..
سأنتظر إحتفــال ميــلاد حبنـا فالعـام القـادم لربمـا تعــودي الى حيث انا أو لربمـا سـأتي أنــا إليكـ ..