عبد الله سمارة الزعبي: رز بحليب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يحكى أن رجلا "محكوما" لزوجته يدعى "أبو هواش" دبت فيه الرجولة وقرر أن يتخلص من "قرف" طبخ زوجته شادا ظهره بجارَيْه الذين إستطاعا التخلص من "حكم" زوجتيهما بشكل مفاجئ..
فأبو مدين الذي لم يكن يجرؤ على فتح فمه أمام زوجته نجح في شهر واحد فقط بالإطاحة بجبروتها و"قلعها من شروشها"..
وأبو حسنين الذي هرم وهو لا يجرؤ على "التنفس" أمام "مراته" بسبب "بلطجة" أهلها أفلح أخيرا وتغلب على طغيانها في وقت قصير كذلك وبدأ بمحاسبتها عن كل سنوات الذل..!
بلغ الزوجة تململ "أبو هواش" وبداية تمرده عليها فبدأت بمحاورته والتساؤل عن مكمن غضبه فبيّن أن العلة تكمن في "طبخها" وتدخلات "أمها" فالزوجة منذ عشر سنوات لم تطهو سوى "رز بحليب" ولا شيء غير الـ"رز بحليب".. أحيانا تزيد السكر.. أحيانا تقلله.. أحيانا تزيد الحليب.. أحيانا تخلطه بالماء.. والزوج "بوكل من ثم ساكت" وإذا لم يقم بحمد وشكر الزوجة تتدخل "أمها" وتحضر "إخوانها الزعران" وتفرض على "أبو هواش" أن يسمع ويطيع.. آن الأوان لوضع حل لهذه المعضلة يقول "أبو هواش"..
وبعد شد وجذب وأخذ ورد أنذر "أبو هواش" زوجته أنها في حال لم تقم بتغيير "نهج الطبخ" في البيت فإن مصيرها سيغدو كمصير "أم مدين" و"أم حسنين"..
دب الذعر في أوصال الزوجة وبدأت بمشاورات "الغرف المغلقة" مع "أمها" وإخوانها -لوضع خطة إستباقية قبل أن يصل البلل إلى ذقنها ويقع "المحذور"- الذين قاموا بدورهم بإخبارها بما يتوجب عليها فعله حتى تُسكت "أبو هواش"..
في اليوم التالي إستيقظت الزوجة باكرا وبدأت كعادتها بإعداد "رز بحليب" إلا أنها قامت هذه المرة بصبغ المطهو باللون الأصفر وسكبه بصحن زجاجي ثم قدمته لزوجها مزيننا ببعض الفستق الحلبي..
إستغرب "أبو هواش" بلاهة زوجته وتساءل عن السبب الكامن وراء هكذا عمل صارخا في وجهها "أني مش قلت غيري الرز بزفت" ترد الزوجة: والله غيرته..!
غيرت اللون و"عدلت" نوع الصحن و"حطيت" فستق حلبي بدل السوداني..! إنته ذوق وشوف..
يذوق "أبو هواش" ثم يقسم يمين "بالطلاق" ويمهلها "أسبوعا كاملا" لتغيير الطبخ وبعد مضي الأسبوع يعاود "أبو هواش" غليانه وهذه المرة تكاد الأمور أن تخرج عن حدها المعقول فتقسم الزوجة أن تغير نهج طبخها.. في الصباح تقوم كالعادة إلى المطبخ تعد الـ"رز بحليب" وتصبغه باللون الأحمر.. وتقدمه لزوجها في صحن معدني واضعة بعض "الكاجو"..
تجحظ عينا "أبو هواش" ويفقد أعصابه راميا أيمان طلاقه عليها وهو يصرخ: أني ما بدي تغيير لون وشكل أني بدي تغيير نوع وطعم..
روحي خلي أمك تنفعك..
***
في دولنا العربية تروح حكومة وتجيء أخرى.. يُقال مدير جهاز أمني ويؤتى بآخر.. تتغير الأشكال والألوان وتتبدل المناصب والمراكز ويبقى النهج "رز بحليب"..