ان من لوازم إيمان المؤمن أن يكون مخلصاً لله تعالى فلقد جعل الله الإخلاص شرطا لقبول الأعمال الصالحة (فالعبادة تقوم على شرطين هما: الإخلاص لله والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم)
والإخلاص هو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.
وقيل: هو أن يخلص قلبه لله فلا يبقى فيه شرك لغير الله
وقيل: الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن وقيل: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.
قال الفضيل بن عياض في هذه الآية: "أخلصه وأصوبه". قيل: "يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟"
قال: أن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم تقبل وإذا صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً؛
والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة".
وقال لم: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابْتُغِي به وجهُه) (النسائى)
و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: : أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " (مسلم)
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ، ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم »(مسلم)
و إن العمل وإن كان يسيراً إذا صاحبه إخلاص فإنه يثمر ويزداد ويستمر وإذا كان كثيراً ولم يصاحبه إخلاص فإنه لا يثمر ولا يستمر وقد قيل: ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله زال وانفصل.
يقول النبى صلى الله عليه و سلم يخاطبُ سيدنا سعد بن أبي وقاص: ( إنكَ لن تُخلّفَ فتعملَ عملاً تبتغي به وجه الله تعالى إلا إزددتَ به خيراً ودرجةً ورِفعةً) (البخارى و مسلم)
قال ابن القيم رحمه الله : (فالأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها ، وإنما تتفاضل بتفاضلها في القلوب فتكون صورة العملين واحدة ، وبينهما من التفاضل كما بين السماء والأرض)
و قال ابن القيم أيضا في الفوائد : (العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه