ابحث وفتش من أي المعادن أنت؟
هل أنت مـن الذهــب أو الزئبــق أوالنحاس أوالحديد.
إن باطن الأرض يزخر بأنواع من المعادن والجواهر؟
وإن الباحث في خصائصها يجد أنها تختلف اختلافًا واضحًا في طبيعتها وصفاتها وفوائدها وأثمانها عند الناس،
فمنها الجامد والسائل، ومنها اللين الطري والقوي الشديد، ومنها النفيس الغالي،
ومنها غير ذلك.
وكذلك طبائع الناس وأخلاقهم وأذواقهم ومشاربهم، وهذه حقيقة مستورة لايعرفها إلا من خالط الناس بأخذ وعطاء؟
وفي حالة الغضب وفي حالة الرضا،
ورصد مواقفهم من تقلبات الأيام،
وتحولات الأمور والاقتراب من نفوسهم،
وتغلغل في أعماقها ليسجل أحاسيسها ومراميها وانفعالاتها.
وحينذاك يجد أن بعضهم قوي عنيد، صاحب طبع حديدي، يرتفع على غيره بالحق أو بالباطل.
ويجد بعضهم وديعًا لينًا أليفًا مطواعًا سهلاً قريبًا،
ويجد في الناس أيضًا صاحب الطبع الذهبي، الذي يجمع بين نفاسة المعدن وحسن المنظر، تتقلب الأيام ولا يتقلب؟
وتتبدل القيم وهو محفوظ القيمة، لاينزل عن مستواها الرفيع، إن صهرته المحن بنارها، خرج من فتنتها أصفى مما كان وأشد جلاء ولمعانًا وجاذبية.
وصدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم- في قوله:
«تجدون الناس معادن»
إن خير معادنالناس في نظر الإسلام،
من جمع بين شرف الدنيا وعزالآخرة.