كلمات مهاجر
تسقُط من بيْن يديه ورقةٌ تِلوَ أخرى في قلْب الغدير، وفي قلْب كلِّ ورقة سؤال، إنَّها أوراق زهرة معذَّبة بين يديه مِن ذلك الهم الذي يقضُّ مضجعَه على مَن ترَك خلفه من زهرة مِن ذئاب الزمان.
يا زهرتي، كلَّما سمعت عن تلك العذابات التي تَسرِق البراءة من زهرات الإسلام، تخرج من قلبي دمعة خوفًا عليك، وكأنَّ كل ما بي يُريد الحضورَ عندك؛ ليكون لك حارسًا يقاتِل دون تردُّد مِن أجلك أختاه.
مع كلِّ نور مِن أنوار الصباح أبْعَث لك وصية:
إيَّاك وسماعَ المنكرات، احذري التفاهات مِن اللاهين، انتبهي لمصائدِ ذِئاب (الشات)، ومصائِب المواقِع والمنتديات، لا يغرنَّك تطريزةُ العبائات، ولا ألوانُ الشالات، اصرفي نظرَك عن بهرجةِ السيَّارات، ولديَّ كثيرٌ من الكلمات، فأسْمِعيني ما عندَك حتى ينام قلْبي قبلَ عيني مطمئنًّا عليك أختاه.
أخي، دموع الشوق تكتُب إليك كلماتِ الاشتياق، وبها فرْحَتي الممتدة من الشَّرْق حيث خوفك وحنانك عليَّ، هذا يُسعدني، حتى الغرْب حيث همُّك وتضحيتُك لي، هذا يَمنحني قوةً في وجهِ فِتن الزمان.
لك أقول: وصاياك في عقلي، ولن أكونَ إلاَّ لله في رِضاه وطاعته، ثم أُشرِّفك في كل مكان.
نَمْ قريرَ العين في مهجرِكِ أخي، فإني جزءٌ من شرف هذه الأمَّة، سأكون مِن اللاتي يَعْدُدْنَ جيلَ العِزَّة والكرامة، جيلاً يُعيد مجد الأمة، في الليل سأبتهل إلى الله أن يحفظني ويحفظَ بناتِ الإسلام، وفي الصباح أرْوي زَهراتي وأنا كلِّي عزيمة وإصرار على ألاَّ أنساق خلفَ التفاهات والموضات، سأكون المسلمةَ العفيفة النقيَّة المحبَّة للخير وأفعالي لا تحدُّها حدودٌ في الخيرات والأخلاق الحميدة.
أختاه، أنتِ حجرُ الأساس لنهضة الأمَّة إنْ اتقيتِ الله في كلِّ شيء سنعدُّ أمَّة، سنَمحو عارَ الذل والهوان.
لقد شُفِي صدري بكلماتك البلسميَّة، بل إنَّ الحياة عادتْ للزهور من حولي، حفظك الله وحفِظ كلَّ مسلمة وجعلكنَّ الله سراجًا منيرًا يَهدي للطريق المستقيم لأبناء هذه الأمَّة المعذبة.
ربَّنا استُرِ المسلمين والمسلمات، واحفظ كلَّ مسلمة من ذئاب الزمان.
إلهنا أرِحْ قلبَ كل مسلمة بحلاوة الإيمان، وأثلج عيونهنَّ بدموعِ خشيتك يا رحمن.
مولاي، اجعل الصحابيات قدوةً لكلِّ موحِّدة من هذه الأمة؛ حتى تنجوَ من النار وتدخلَ الجنان، بجوارك يا رحمن، مع النبي العدنان، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد الأمين.
إهداء إلى كلِّ مسلمة تحب نبيَّها والاقتداء بالصحابيات - رضي الله عنهنَّ.