حب لايموت

حب لايموت


المكان: مقبرة المدينة
الزمان: الساعة لثالثة عصرا
المطر تداعب التربة كقطرات الندى الصباحية لاهواء في الجو
كان أحمد يقف بجوار قبر حبيبته واضعا يده على الشاهدة متأملا ذلك القبر الحديث الولادة
لحظة صمت وتأمل عميق....
ثم تنهمر دمعة ساخنة من قلب يشتعل حزنا
تلك الدمعة كانت كفيلة لتختلط روح أحمد بمُنى في حوار عميق
أحمد:
لمين تركتيني يامنى هالارض الواسعة صارت تخنقني (غصة في صوت أحمد)
ليش هيك صار ؟
كيف هيك بلحظة بتتجمد اللحظة , بتختنق الكلمة , بتنتحر اللمسة على بواب الهوى
بتتذكري يامنى ؟
كيف أول مرة شفنا بعض فيها
فستانك الاحمر كان ملفت, ضحكتك مع رفقاتك بصوت عالي بقلب السينما لفتت نظري, صوتك اللي شدني وخلاني التفت لورى وتجي عينك بعيني
يالله على هديك اللحظة نسيت حالي ورفقاتي وصرت كل شوي اتلفت لورى لحتى المحك
وتمنيت الوقت يوقف لو شي مرة يوقف ويسرقني الزمن بلحظة عيش فيها كل لحظة وانسى حالي وانسى انا منين ووين واتعلق بالياريت
لكن هلأ بعدو الياريت بيزرع حالو بارض اليمكن وبتنبت شوكات صغيرة بتكبر باسمو وبتخلف ياريت
ياريت هالزمن ماكمل طريقو ولا وصلنا لهون
أنا واقف فوق الارض وانت تحت الارض بس الي بيجمعنا هو الموت انا ميت من قهري من ظلم السعادة المابتكمل من كذب الضحكة اللي بتخبي وراها سنين القهر
وانت الموت اللي أخدك مني اخدك مرة وحدة بلحظة وحدة هدّ الامل وترك خيالو متل ظلي يلاحقني او يمكن الحقو شفتي يامنى حدا متلي بيلحق ظلوا
لحظات صمت وعودة للتأمل
ثم يعاود الحديث بعدما التقط انفاسه
منى بتذكري يوم اللي شفتك مرة صدفة بعد كم يوم من قصة السينما عند محل بياع الورد
يومها مابعرف شو صرلي وقفت بأرضي تجمدت واستنيتك لما طلعتي الحقتك ليش الحقتك مابعرف شو صار بعقلي يمكن مات العقل وغاب وصار العقل مخبى بقلبي
بذكر لما وقفتي بنص الدرب واندهشتي وملامح الغضب بين عيونك صحصحتني
قلتيلي عفوا يمكن حضرتك عم تلحقني
كركبتني هالجملة كتير بس خلتني اقوى وأعقل وبلحظة نرسم فيها الامل قلتلك اي عم بلحقك مالي مشبه عليكي بس أنا بعرفك
بتذكر كيف استغربتي وقبل ماتحكي اي كلمة قلتلك انا بعرفك انت اللي شفتك بالسينما ومن يومها ماعاد خيالك فارقني
ماترددت ابدا بهدك اللحظة وعبرتلك عن اعجابي وتركت مدهوشه ومشيت بس هالمرة من غير ما اطلّع لورى لاني كنت بعرف انه هالبزرة اللي رميتها بأرضك
هي بزرة حب والحب مابيحصد الا الحب
قديش كانت حلوة منك لما الحقتيني كنت عم اسمع صوت مشيك دقة قلبك رعشة صوتك ريحة انفاسك وعطرك كنت عم شوفك بس بقلبي مو بعيوني
وقديش كانت دقات قلبي عم تفضحني لما رجع صوتك ينده ياسيد ياا
بذكر كيف درت وجهي وقربت عليك وقلتلك اسمي احمد
اه يامنى قديش كنت بريئة لحظتها ماقدرتي تخبي اللي بقلبك مع انك عصبتي كتير وصرتي تقولي كيف حبيتني بهالبساطة انتو الرجال الكلمة بتطلع
منكون هيك من غير تفكير من دون مشاعر وبعدين شو مفكر حالك يعني رح صدق منك هالكلمة ولا مفكرني بنت صغيرة رح تاكل عقلها بهاللعبة
لاء ياسيد موهيك الادب ولا هيك الاخلاق ولو كنت محترم كنت احترمت حالك وماحكيت هاللي حكيتو
يبتسم أحمد وهو يحدّق في قبر منى ثم يقول
اديش بوقتها يامنى كبرتي بعيني كانت انفعالاتك عم تغرقني فيكي اكتر وهالكبرياء العالي هالثقة بالنفس خلتني اتعلق اكتر بتذكري شو قلتلك وقتها
يا انسة طولي بالك انا لما عبرتلك عن اعجابي ومشيت مشيت خجل لو فكرتي شوي قبل ماتحكي هالحكي لكنتي شفتي اني تركتك وانا متامل بصدفة تانية
تجمعنا يمكن هالوقت يلي رح يمشي بين الصدفة واختها الصدفة رح يعطي جواب لاي احساس حسيته اذا كنتي حسيتيه ورح تكون الصدفة التانية
هي جوابك يمكن يكون بنظرة بريئة او حتى بسمة صغيرة منك اعرف فيها انك متلي
ثم يداعب احمد شاهدة القبر بأناملة ويقول
شايفة يامنى حتى الصدفة ماتركنالها مجال تفوت بينا وحبينا بعض بتتذكري
لما قلتلك رح عيد الكلمة انا بحبك واسمي احمد واعطيتك رقم تلفوني وقلتلك فكري فيي وشوفيني بعين الوضوح والصراحة واذا كان وضوحي دايقك
فانا بعتذر عن وضوحي وبتأسف عن اي مشاعر مفضوحة طلعت مني وفضحتني اذا كنت انا بنظرك قليل ادب فكلامك هاد زاد من ادبي وعلمني
وفهمني منيح انه الوردة الحلوة بيخلق معها الشوك وانت كنتي متل الوردة وكلامك اللي حكيتي لازم يطلع متل الشوك والا مابتكوني وردة
يالله يامنى اديش كنت لطيفة لما درت ظهري وبدي امشي ندهتيلي وقلتيل وقف لحظة انا يمكن جرحتك بكلامي وعلى مايبدو انا غلطانة
ثم تدمع عينا احمد من جديد ويقول
يالله على هديك اللحظة لما فتحتيلي فيها طريق الامل يالله شو كانت لحظة حلوة مابتتكرر
بتعرفي يامنى كل اللحظات الي عشناها مع بعض بعد هاليوم المشاوير كلام الحب نظرات عيونا احلامنا مستقبلنا كل هاللحظات بموتك مارح تتكرر
ثم يبكي أحمد بحرقة وبصوت مخنوق ويقول
الا لحظة موتك يامنى عم تتكرر عم شوفها كانها صارت هلأ
بذكر اخر كلمة منك قبل الموت قلتيلي أحمد ماتتأخر عليي بكرة بدي شوفك كل لحظة فكر فيي خلي صوتي يعشعش جوى روحك جوى قلبك
وتأكد انه صوتك رسمك اسمك لمسة ايدك لون عيونك جوى بقلبي وتذكر اكتر اني بحبك
ينحني احمد ويقع على ركبتيه مقبلا القبر بمرارة ثم يقول
اه يامنى ياريت ماتركتك وبقيت معك ياريت وصلتك على بيتك بايدي وهالسيارة المجنونة اللي قتلتك قدام عيوني كانت قتلتني الي
اه يامنى لما اهلك طلعوا من البيت بعد ما سمعو صوت الحادث وشافوكي وصار يبكو قديش كانت صعبة عليي قلون تركوها هي حبيبتي من قبل ما تخلق
ماكان بدي حدا يقرب عليكي بذكر غمضة عيونك وانت بحضن ابوكي متل الملاك كنت نايمة ونايمة معك كل حياتي اللي مارح تصحى الا بموتي
ولايزال احمد يعانق القبر ويقول
مارح اتركك يامنى متل ما وعدتك نامي ياغالية وريحي بالك ماراح اتركك ورح يضل حبنا موجود ماراح يلغي قبر ولا رح يختفي بتراب
ثم يغادر احمد المقبرة لكن لم تزل روحه تعانق القبر بنفس المرارة ونفس الحرقة ولم تزل صورة منى معلقة في بيت أحمد بعد مرور خمسة عشرة
عاما من ذلك الحب

انتهى..............

يسلموا يا خالد

مشكورين على المجهود الروعه اللي قمتم فيه ومروركم الرائع