[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اللقاء المجهولو مضى يوم
و مضى شهر
و مضى صيفْ...
وأنا أترقّب عودتها
أتطلّع
مثل الضائع من حولي ومن الخلفْ
نبضات الساعة تطرق
فوق جدار القلب
كحدّ السيفْ
والموعد يزحف نحوي في بطء
مثل الأفعى
واللحظة أحسبها قبل اللحظة ألفْ
ومضى ليل
وأنا محتار
منتظر
أتأمّل في الظلمة وجها
يشبه وجه البدر
وظلاّ يعبر نحوي
مثل الطيفْ
أتساءل
في شكّ ... في شوق
أتلفّت
في عينيّ هواجس من خوفْ
***
ومضى عام
واليأس القابع في أجزائي
يأسرني
والشوق الهائج بين ضلوعي
يعصفني
والوحدة
تغتال مخيّلتي
وأنا كالريشة في موجٍ مدفونٍ
أسبح في قلقي
أغرق في أرقي
أتعلّق في سفن الأوهامْ
لا أصحو لا أسهو
لا ألمح طيف الأحلامْ
وكأني صخر
أو حجر
لا أعرف كيف أنامْ
***
ومضى عامانْ
من يرني يحسب أني
شيء آخر
غير الإنسانْ
إنسان تاريخي ممتدّ عبر الأزمانْ
جسدي نار
بل مقبرة من نيرانْ
أنفاسي فوهة
تتوهجّ مثل البركانْ
عيناي غيوم سوداء
أجفاني تنبع همّا
تمطر أحزانْ
***
ومضى عمري
كسحابة صيف عابرة
وتناثر مثل دخانْ
وأنا لا أدري
أتعود إليّ الآن وتأتي
أم أنّي ما زلت وحيدا
ألهث خلف
سراب النسيان
***
ومضى جيل و أتى جيلْ
وأنا كالتائه عن جسدي
كالضائع عن قلبي
وكأنّي أبعد عن نفسي
ميل أو أبعد من ميلْ
***
ومضى التاريخ
ولا اعلمْ
هل كنت أنا حقّا
أنتظر امرأة
توعدني بلقاء..!
أم أنّي كالعادة
قد جئت لأفرش ذاكرتي
فوق الماضي المهزوم المبهمْ
لا ادري
لكنّي سأظل هنا
أحلمْ