# وقال الإمام البيهقيy
وروينا عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ترنمهم بالأشعار ، وهذا في الأشعار التي يكون إنشادها حلالاويكون الترنّم بها في بعض الأحايين دون بعض ، فإن كان يُغني بها فيتخذ الغناء صناعة يؤتى عليه ويأتي له ويكون منسوبا إليه مشهوراً به .
قال الشافعي y: لا تجوز شهادته ، وذلك أنه من اللهو المكروه الذي يُشبه الباطل ، وأن من صنع هذ اكان منسوبا إلى السَّفه وسقاطة المروءة ، ومن رضي هذا لنفسه كان مستخفّاً وإن لميكن محرما بيّن التحريم . انتهى .
فإذا كان هذا في الغناء وحده دون آلة ،فكيف إذا كان بآلة ؟
وإن كانت الأغاني تدعو إلى الجهاد أو كانت تدعو إلى فعل الفضائل أو فيها مدح للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فلم تكن معروفة عندالسلف ، إنما عُرفت عند دراويش الصوفية !!
ولا يُنال رضا الله بسخطه ، إنما يُنال رضا الله عز وجل بما يُحبه ويرضاه سبحانه وتعالى .
ولو كان الغناء محبوبا مرضياً لله عز وجل لسبقنا إليه وإلى التقرب به رسول الله rوأصحابه الكرام .
ولو كان يُنشّط العزائم على الجهاد ونحو ذلك لسبقونا إليه .
وإن كانت في مدائح النبي rفهي مُحدَثَة ، فإن الغناء والتّغني في مدحه صلى الله عليه وسلم لم يُعرف إلا بعد القرن الثالث الهجري .
*
# سئل شيخ الإسلامyـمجموع الفتاوى: عن جماعة يجتمعون على فعل الكبائر من القتل وقطع الطريق والسرقة وشرب الخمر..
ثم إنّ شيخا من المشايخ المعروفين بالصلاح واتباع السنة قصد منع هؤلاء ممّا يقعون فيه, فلم يتمكن إلاّ أن يقيم لهم سماعا يجتمعون عليه وهو بدف بلا صلاصل, مع غناء المغني بشعر مباح بغير شبابة, فلما فعل تاب منهم جماعة, وأصبح من لا يصلي ويسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات, ويؤدي المفروضات, ويجتنب المحرمات, فهل يباح مثل فعل الشيخ على تلك الحال, لما يترتب عليه من المصالح مع أنّه لا يمكن دعوتهم بغيره؟
مجموع الفتاوى: (11/620- 635),
فأجاب شيخ الإسلام y ويمكن تلخيص كلامه ـ رحمه الله ـ على شكل نقاط:
1)- أنّ الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى, ودين الحق, ليظهره على الدين كله, وكفى بالله شهيدا. وأنّه أكمل له ولأمته الدين. كما قال تعالى: **الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [سورة المائدة: من الآية 3].
2)- أنّ الله تعالى أمر الخلق أن يردوا ما تنازعوا فيه من دينهم إلى ما بعث به صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: **يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [سورة النساء: من الآية 59].
3)- من المعلوم أنما يهدي الله به الضالين, ويرشد به الغاوين, ويتوب به على العاصين, لابد أن يكون فيما بعث الله به الرسول rمن الكتاب والسنة, وإلاّ فإنّه لو كان ما بعث الله به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكفي لكان دين الله ناقصا محتاجا تتمة.
4)- العمل المشتمل على مصلحة ومفسدة, إن غلبت مصلحته على مفسدته فإنّه يكون مشروعا, لأنّ الشارع حكيم عليم. وإن غلبت مفسدته على مصلحته أو تساوتا المصلحة والمفسدة لم يشرع. ومثل شيخ الإسلام بالخمر والميسر, فيهما منافع لكن لما غلبت المفسدة حرمهما الله تعالى.
5)- ما يراه النّاس من الأعمال مقربا إلى الله, ولم يشرعه الله ورسوله, فإنّه لابد أن يكون ضرره أعظم من نفعه وإلاّ فلو كان نفعه أعظم, وكان غالبا على ضرره لم يهمله الشارع.
6)- لا يجوز أن يقال: إنّه ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم ما يتوب به العصاة, فإنّه قد علم بالاضطرار والنقل المتواتر أنّه قد تاب من الكفر والفسوق والعصيان من هو شر من هؤلاء, بل السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار, ومن تبعهم بإحسان وهم خير أولياء الله المتقين, من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد تابوا إلى الله تعالى بالطرق الشرعية, لا بالطرق البدعية.
فيتبين أنّ استعمال الوسائل المحرمة كالموسيقى وغيرها, في الدعوة إلى الله, أو في تحبيب الخير إلى النّاس أو تبغيض الشر إليهم, هو أمر لا يجوز لسببين:
الأول: لأنّ المعازف محرمة أصلا, سواء كانت الكلمات حسنة أو سيئة.
الثاني: أنّ استعمالها في الدعوة تقرب إلى الله بما لم يشرع.
هواية جمع القمامة
قال الإمام سليمان التيمي y: "لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله"
وقد حكي ابن حزمyالإجماع على أن تتبع رخص المذاهب بغير مستند شرعي فسق لايحل.
الموسيقى الهادئة تُريح الأعصاب ! بل على العكس فقد ثبّت طبيّاً أن النفس تجد الراحة في القرآن وليس في الغناء وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا ، ومن أصدق من الله حديثاً : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
ولا يقول براحتها للقلب إلا خبيث النفس ،عديم المروءة، فاسد القلب.
هل الغناء يُنبت النفاق في القلب ؟
أورد ابن القيمy هذا السؤال ثم قال : فإن قيل : فما وجه إنباته للنفاق في القلب من بين سائر المعاصي .
قيل :هذا من أدلّ شيء على فقه الصحابة في أحوال القلوب وأعمالها ومعرفتهم بأدويتها وأدوائها
وأنهم هم أطباء القلوب دون المنحرفين عنطريقتهم الذين داووا أمراض القلوب بأعظم أدوائها
فكانوا كالمداوي من السقم بالسم القاتل ،
وهكذا والله فعلوا بكثير من الأدوية التي ركبوها أو بأكثرها فاتفق قلةالأطباء وكثرة المرضى وحدوث أمراض مزمنة لم تكن في السلف .
والعدول عن الدواء النافع الذي ركّبه الشارع وميل المريض إلى ما يقوي مادة المرض فاشتد البلاء وتفاقم الأمر وامتلأت الدور والطرقات والأسواق من المرضى ، وقام كل جهول يطبب الناس .
فاعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق ونباته فيه كنبات الزرع بالماء .
فمن خواصِّه :
أنه يلهي القلب ويصدّه عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه . فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً لمابينهما من التضاد .
فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى ، ويأمر بالعفة ، ومجانبة شهوات النفوس ، وأسباب الغيّ ، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان .
والغناء يأمر بضد ذلك كله ويحسِّنه ويهيّج النفوس إلى شهوات الغيّ ، فيُثير كامنها ويزعج قاطنها ،ويحركها إلى كل قبيح ، ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح ... أ.ه
استفت قلبك !
# لما سُئل القاسم بن محمد عن الغناء . فقال : أنهاك عنه وأكرهه . قال الرجل : أحرام هو ؟ قال : انظر يا ابن أخي إذا ميّز الله الحق من الباطل . في أيهما يجعل الغناء ؟يعني أنه يكون مع الباطل .
حتى الشباب الذين يستمعون إلى الغناء يتركون سماعه في نهار رمضان . هلا سألت نفسك لماذا؟.
على أي شيء يدلّ صنيعهم هذا ؟يدلّ على أنهم يتحرّجون من سماعه أثناء صيامهم .
ولو اعتبروه مباحاً لما تركوه ! فتأمل هذا الفعل من مستمعيه ومُتّبعي فتوى الترخيص فيه !
قال :البر حسن الخلق ، والإثم ماحاك في نفسك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس. رواه مسلم .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه :الإثم حوازّ القلوب .
أي أنه يبقى له أثر يحزّ في القلب
وفي النفس ، فلا ترتاح له النفس .
رسالة أخيرة الأمر ليس بالهين فما يترتب عليه جنة أو نار فلا يقال عليه قشور
فلا تكونوا عونا للشيطان على الناس وتدعوهم لمشاقة الرسول
فما أحوجنا جميعا للتمسك بقرآن الرحمن والذى لا يجتمع أبدا بقرآن الشيطان.
فالنائم يوقظ، والغافل يُذّكر، والذي لا يجدي فيه التذكير و
لا التنبيه فهو ميت وإنما تنفع الموعظة من أقبل عليها بقلبه
(ً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ)
فاحذر من اللقطاء الذين يزينون أفعال الشيطان،
هؤلاء يصدق فيهم قول الله تعالى (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله )) وهؤلاء الناس (( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ))
فتبا لهؤلاء الأدعياء اللقطاء
لقيط في الكتابة يدعيها *** كدعوى الجعل في بغض السماد.
فدع عنك الكتابة لست منها *** ولو لطخت وجهك بالمداد.
قال النبى r( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) صحيح
العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة هم أولي العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول و بين رأي فلان
وليس بعد الحق إلا الضلال