أوكرانيات (6) وأخيرة * طلعت شــناعـة
كنتُ أتأمل الصبية الاوكرانية الطالبة في جامعة فينيتسيا و»البيضاء تماما» وهي تنظر إلى الصور التي تعبر عن المناطق السياحية والأثرية في الأردن ضمن
المعرض الذي اقامه الوفد الثقافي وأشراف عليه الفنان يوسف الصرايرة.
كنتُ أتأمل عينيها وهما تبحثان وحولها عدد من زميلاتها وزملائها من طلبة كلية الطب عن كنوز الاردن الذي ربما لا يعروفون عنه شيئا.وفي المقابل كانت عيني الاخرى ترصد الفنان الصرايرة الذي تحمل عبء نقل (30) عملا فوتوغرافيا ومسؤولية الحفاظ على اللوحات من الضياع او التلف بحكم كثرة التنقلات بالطائرة والباصات. ولهذا أشفقتُ عليه وشاركته تلك المسؤولية. ونجحنا معا في عرض اللوحات في مدخل الجامعة طيلة يوم كامل وكذلك الحال في جامعة خاصة بالعاصمة
«كييف»، وتحقق المراد وهو إطلاع اكبر عدد من الناس على مواقع الاردن الاثرية والسياحية.
اللوحات والصور شارك فيها (21 مصورا أردنيا هم بعض اعضاء الجمعية الاردنية للتصوير التي يرأسها الفنان سقراط قاحوش الذي بذل جهدا في اختيار اللوحات التي تنقل صورة الاردن السياحية عبر (عيون الفنانين) الذين التقطوها من عدة أماكن في بلدنا.
ومن فن التصوير الى فن الغناء. فالاوكرانيون يستعدون لاستضافة اولمبياد كرة القدم الاوروبية ويبنون ملعبا ضخما يليق بالمناسبة. وحين سألتُ عن مطربتهم المفضلة وذات التجربة الكبيرة قالوا انها صوفيا لاكارو.
لكن المدهش في مدينة فينيتسيا كان «النافورة الموسيقية او نافورة الروشن» والروشن هي اشهر شركة لصناعة الشيكولاتة ويقال ان وزير خارجية اوكرانيا الاسبق تبرع بانشاء النافورة الجميلة والفريدة من نوعها، وهي تشبه نافورة العالم المعروفة في دبي وفقا لخصائصها الفنية. ومع ذلك، النافورة في دبي أقل من النافورة في فينيتسا بسبب مزيج متناغم من خيال الإنسان وخصائصه الفنية. تقع النافورة على سفينة أوكرانية على نهر بوه الجنوبي.
ويبلغ ارتفاع النافورة مترا وطولها 140 مترا. هي أكبر نافورة موسيقية في أوروبا. صندوق بوروشنكو بيوتر اتخذ جميع نفقات بناء هذه النافورة، وهذا هو أول مشروع اجتماعي وثقافي على نطاق واسع في تاريخ أوكرانيا،
وقد شهدنا احد عروض النافورة العجيبة ذات ليلة وكان الجمهور كبيرا جدا ويشبه جمهور كرة القدم وكانت فرصة للعشاق لالتقاط صور مع أقواس الماء تماما مثل المشهد الشهير في فيلم « تايتنك».
أعرف أن الحديث عن اوكرانيا يطول لكني ساكتفي بما كتبت، تاركا ما تبقى في ذاكرتي !!.