هو راهب من اهل بصرى في سوريا كانت لديه مؤشراتٌ مما عنده من كُتبٍ ومأثورات على قرب ظهورِ نبيٍّ في الجزيرةِ العربية، ولذلك كان يهتمُ بالقوافلِ القادمة من هناك، ، وفي يوم من الأيام لفت انتباهَهُ أن هناك غيمة صيف في غيرِ موعدها ولا اتجاهها فأدرك أن في الأمرِ سرا. كان هناك الكثير من القوافل التي تمر على الراهب بحيرى فلا يلتفت إليهم إطلاقا لكن في هذه الرحلة نزل إليهم ودعا أبا طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى العشاء.
يقول الرواة تعجبنا، ما كانت هذه عادة بحيرى، وأصر أن على كل من كان بالقافلة ياتون إلى الطعام، فلم يذهب معهم النبي لأنه كان نائما ، فنظر بحيرى فيهم جميعا وقال لأبي طالب: أكلكم؟ قال نعم كلنا، قال: لا ليس بينكم من أريد. فقال أبو طالب: من تريد؟ قال: إتوني بكل من معكم. قال: والله ما تركت إلا ولدي في رحله نائما. قال: ائتيني به.
و بمجرد أن رآه بحيرى قال لأبي طالب، والله ما ينبغي لأبيه أن يكون حيا. قال: نعم هو ابن أخي، ومات أبوه قبل أن يولد وماتت أمه. فقال له: أريني أنظر إليه، فأخذ بحيرى يتفحص النبي فرآى خاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم قال لأبي طالب: والله إن هذا لهو نبي آخر الزمان الذي نراه ونعلمه في كتبنا، ارجع به، لا تذهب به إلى الشام أخشى أن يقتله الروم، وهذه حقيقة ثابتة في سنة أو سيرة النبي بالأسانيد الصحيحة التي نقلت إلينا.
أثبتت الرواية من قبل الكثير من العلماء وكتب السيرة النبوية ومنهم الترمذي رحمه الله، وقال سنده حسن وصححه الألباني ومازال إلى يومنا هذا هناك آثار في مدينة بصرى في سوريا لدير الراهب بحيرى قرب موقع مبرك الناقة وهو سوق تاريخي معروف على طريق الحرير في بصرى .