كانت البداية بديعة ... فاتنة ... واليوم انتهينا بالنواح ...
سمعت أن الوله قاتل ... أن حبنا جاور أطلال الرياح
ما رجوت هذه النهاية ... أن أمسي وحيدا لأبكيك في الصباح
ليتني ما تعثرت وحدي ... ليتني ما علمت أن عشقك لمن يشاء مباح
أعرف أني في بداية الوجع ... أن قلبي ستبتره الرماح ...
مالي وعشقك ؟ ما أنا صانع وقلبي غير راض بالصياح
أفهم أني سقطت بلا عودة ... أنك أهديتني لشماتة الأعداء
جرحي عرنوس ناضج يضج بالقهر والعبث وتضارب الأنباء
لم ينفع كبريائي وهروبي فعشقك أقوى من وهني في عز العاصفة والشتاء
إن بكيتك قاتلتي فالدمع ليس إلا إطلالة خفيفة على بحر من الشقاء
دمعي يسيل في القلب دما خاثرا وأذرعي ممدودة للسماء
إن مت اسقيني ألما فالألم عمر الفؤاد والموت خير دواء
ذنبي أني في حبك كنت بريئا براءة القسوة من الحجر
أن عشقي تلاطمت جراحه قسرا مع ما بنيته لي من قدر
اتركي فنائي القادم يلاقيني فحتما لن تروى ثراي بحباتك المتقطعة من المطر
بيعي ما شئت من حبي فمن أجلك سأحتمل الهم وقبلات القهر
سأصنع من قهري بيتا يقيني شر الحب وتقلبات ما سيأتي بعدك من عمر
لن يهمني حر بعدك فقد سارع نبضي لاستقبال وداعة الجمر
أيها القلب الهائم دع دقاتك تقف بلا رجعة لترحمني من فضيحة ما سيأتي من سنين
دعني من تعرجاتك في دروب الهوى بلا نفس يقيك واترك ما تبقى للمنون
انثر اسمها من شرايينك وأسكنه بعيدا في جنة في نار وارحم زفرة العيون
انبذ العشق مرة ... وصير الآهات كرنفالا فيه شتى الألوان وشتى الفنون
انبت عوسجا على محياك ودعها تلوك شباكها حول ما بقي لها من ظنون
اجعل نهاية هذا العشق بديعة ... فاتنة وفي الغد أجبر دقاتك على نفي السكون
لا تقل إن الوله قاتل وانسج خيطا جديدا قصيا عنها وعني وعن متاهات الذكرى ... عن ما تبقى منا من جنون ....