بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة، تمكّن عالم مسلم من الحصول على براءة اختراع دولتين؛ الأولى براءة اختراع أوروبية، والثانية براءة اختراع أمريكية، وذلك بعد أن قام بتصنيع قطرة للعين لمعالجة المياه البيضاء، استلهمها من نصوص سورة يوسف عليه السلام،
يقول هذا الدكتور: كنت في فجر أحد الأيام أقرأ في كتاب الله عز وجل، فاستوقفتني هذه القصة العجيبة، وأخذت أتدبر الآيات الكريمات، التي تحكي قصة تآمر أخوة يوسف عليه السلام, وما آل إليه أمر أبيه بعد أن فقد بصره.
طبعاً أصيب بصره بالمياه البيضاء، الذي هو تحول العدسة الشفافة إلى غير شفافة نتيجة التقدم بالسن أحياناً، أو الألم الشديد، لا يرى بعد ذلك، تسمى عند العوام بالمياه الزرقاء، أو ابيضاض العدسة،
هذه العملية تُعتبر من أوسع عمليات العيون إنتشاراً وفي هذه العملية، تُزال هذه العدسة وتوضع عدسة بلاستيك مكانها،
الآن هذا الطبيب فسر؛ ألقي قميص على وجه يعقوب عليه السلام فارتد بصيراً.
القميص ما به؟ قال: وأخذت أسأل نفسي ترى ما الذي يمكن أن يكون في قميص يوسف عليه السلام حتى يحدث هذا الشفاء وعاد الإبصار إلى ما كان عليه؟ ومع إيماني بأن القصة معجزة، أجراها الله على يد نبي من أنبياء الله، وهو سيدنا يوسف عليه السلام، إلا أني أدركت أن هناك بجانب المغزى الروحي الذي تفيده القصة مغزى آخر مادياً، يمكن أن يوصلنا إليه البحث تدليلاً على صدق القرآن الكريم، الذي نقل إلينا تلك القصة كما وقعت, وأخذت أبحث حتى هداني الله إلى ذلك البحث، إلى علاقة الحزن بظهور المياه البيضاء، هناك علاقة بين الحزن وبين الإصابة بالمياه البيضاء، حيث أن الحزن يسبب زيادة هرمون الأدرينالين وهو يعتبر مضاداً لهرمون الأنسولين، وبالتالي فإن الحزن الشديد أو الفرح الشديد يسبب زيادة مستمرة في هرمون الأدرينالين، الذي يسبب بدوره زيادة في سكر الدم, وهو أحد مسببات العتامة, هذا بالإضافة إلى تزامن الحزن مع البكاء، ولقد وجدنا أول بصيص أمل في سورة يوسف عليه السلام, فقد جاء عن سيدنا يعقوب عليه السلام في سورة يوسف
قال الله تعالى:
﴿ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾
[ سورة يوسف: 84 ]
وكان ما فعله سيدنا يوسف عليه السلام بوحي من ربه أن طلب من أخوته أن يذهبوا لأبيهم بقميصه.
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
﴿ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾
[ سورة يوسف: 93 ]
وقال:
﴿ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾
[ سورة يوسف: 96 ]
من هنا كانت البداية.
فماذا يمكن أن يكون في قميص سيدنا يوسف عليه السلام من شفاء؟ وبعد التفكير لم نجد سوى العرق، عرق الإنسان، وكان البحث في مكونات عرق الإنسان، حيث أخذ هذا الطبيب عدسات مستخرجة من عيون من ابتلوا بالابيضاض بالعملية الجراحية التقليدية، وتمّ نقعها في العرق، فوجدنا أنه تحدث حالة من الشفافية التدريجية لهذه العدسات، العدسة كانت حليبية، غير شفافة، فلما نقعت في عرق الإنسان بدأت تصبح شفافة.
وكان السؤال الثاني: هل كل مكونات العرق فعّالة في هذه الحالة أم إحدى هذه المكونات؟ بالفعل أمكن التوصل إلى إحدى المكونات، مركب البولينا في العرق، والتي أمكن تحضيرها كيميائياً، و أجريت على مئتين وخمسين متطوعاً، معهم مياه بيضاء، وزال هذا البياض من تسعين بالمئة من هؤلاء، من دون عملية جراحية بهذه القطرة المأخوذة من البولينا أحد مكونات العرق،
هذا كلام الله:
﴿ وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾
[ سورة الإسراء: 82 ]
هذا العالم من هذه الآية استنبط قطرة توضع على العين المبيضة، فتعود لها شفافيتها، تسعون بالمئة من هؤلاء المتطوعين عادت لهم شفافية عدساتهم من دون عمل جراحي.
إذاً أيها الأخوة، هذا القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه، هذا القرآن الكريم كلام خالق الأكوان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فَضْلُ كَلامِ اللَّهِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ
[الترمذي عن أبي سعيد ]
والحمد الله رب العالمين
منقول عن: خطبة الجمعة (1158): خ1- الموضوعية (الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم )
خ 2 – معالجة بيضاض العين. لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2010-07-02