عندما تتعلق قلوبنا بشخص ما ولا نستطيع أن نبتعد عنه أو نتخيل الحياة بدونه..ثم يقسو علينا الزمان ويفرق بيننا وبين من نحب..سواء كان فراقا في الدنيا أو أن المنية تحول بيننا وبينه..عندها نفقد الأمل في كل شئ ونتمنى أن نفارق الحياة أو نذهب إلى حيث المجهول..عندها تجرح الدموع أعيننا ولا يتبقى من أحبابنا الذين رحلوا سوى الذكرى..التي تصبح عذاب بالنسبة لنا مع مرور الأيام والسنين..فأي حزن هو الذي يصيب قلوبنا بعد رحيلهم..وأي هم هو الذي يسدل غطاؤه علينا..وأي جروح هي التي تظل تنزف حتى نفارق الحياة..
لقد غربت عن الكون شمس أحبابنا..وانتهى كل شئ لنا في ذلك الأمس الحزين..وبان بعدهم صبح كساه الظلام وجسدته المعاناة..وبدأنا نسهر ليالي الأحزان..ننتظر رجوعهم إلينا ونحن نعلم أنهم لن يعودا أبدا مهما طال الزمان..وبدأنا نبكي وتبكي معنا الأقلام..نبكي رحيل من نحب ويختلط بالأوراق دموع الأقلام ودموعنا ودماء الجروح النازفة منذ رحيل من نحب..
كأن قلوبنا أقفلت أبوابها وأسدلت الستار على ذلك الماضي السعيد..منذ ما أن رحل الأحباب ورحلت الروح معهم..وكأن عيوننا تمطر الدمع بعدهم كالسحاب..انتهت حياتنا برحيلهم وطفئت فيها كل الشموع وذبلت الورود وتشتت كلمات الحب وكم هو صعب جمعها..لقد تشتت الماضي وبدونهم الحاضر اصبح آلام نعانيها وأطيافهم باقية داخل قلوبنا والليالي التي عشناها معهم يصعب علينا نسيانها..يصعب على قلوبنا نسيان ماضي الأحباب والليالي التي بعد رحيلهم تلك الباقية من عمرنا ليس خسارة أن نبيعها لهذا الزمان..وهذا الحاضر وذلك المستقبل بدونهم ما الذي سنجد فيهما..سنظل ننتظر لقاءهم مهما قست علينا الأيام وزادت الجروح فينا