أيام الهيشي * يوسف غيشان
بعد أن تبين لدى الفرنجة أن 30% من حرائق المنازل القاتلة تحصل نتيجة ترك السجائر مشتعلة قبل النوم، قاموا بإبتكار سيجارة تنطفئ إذا تأخرت في (المج) عليها، وبذلك تقلل من عدد القتلى و(الحرقى) نتيجة ابقاء السجائر مشتعلة.
ومع تقديرنا لهذه المبتكرات الغربية الا أننا نعتز ونفخر بأن سجائرنا البلدية (الهيشي) أو (التتن) تنطفئ بذات الطريقة دون اكتشاف وما يكتشفون أو ابتكار ومن يبتكرون، وقد نشرت براءة هذا الإبتكار، في أحد كتبي الساخرة سأستعيده هنا لأثبت لكم اننا سادة هذا الإكتشاف وليس الفرنجة، مع العلم ان هذه القصة حقيقية وحصلت في احدى البلدات المحيطة بمادبا، على ذمة الراوي:
«جاء ابو باجس ليشتري دخان الهيشي من عند التاجر ابو باسيل وسأله عن نوعية دخانه الهيشي، وإذا ما كان جيدا ام لا، فقال له ابو باسيل:
- هالهيشيات .. صدق ما عليهن حكي!!
فاشترى كمية منه وانطلق إلى صديقه ابو محمود وجلسا على باب الدكان وشرعا بالتدخين ، أو بمحاولة التدخين.
بعد قليل رجع ابو باجس فارعا دارعا إلى التاجر ودار بينهما الحوار التالي:
- يا زلمه شو هالهيشيات ؟؟؟؟.. خلصت عليهن كرتونة كباريت، كل هفة بتطفي السيجارة ، والله ما اتهنيت ولو بشفطة!!!.
- شو كنت اتسوّي وانته بتدخن؟!
- كنت بسولف أنا وأبو محمود!!
- يعني كنتوا تحكوا؟
- أي نعم.. شو يعني بدنا نغني ؟
- مش أنا قلت لك انه هالهيشيات ما عليهن حكي؟!
يعني لا زم اتدخن السيجارة بدون حكي وهيك ما بتطفي معك.
انتهى المشهد وبدأت الصورة تكبر رويدا رويدا، وصار ابو باجس شعبا، وتحول ابو باسيل الى حكومات باعتنا الديمقراطية، لكنها قالت بأنها ديمقراطية ما عليها حكي، ولما صرنا نحكي قالوا:
- مش قلنالكو ما عليها حكي؟!»