موضوع اليوم هو طرح ثورى ورأي انسان جريح من تطور فكرة الذوق العام عند
البشر في هذه الحقبة الزمنية الغريبة وأيضا ارتفاع نسبة الانا بين الناس والتعالى
وسنبدأ مناقشة هذا الامر بالذوق مع الامثلة
كثيرون منا من يعرفون موقع جيمزر للبلياردو ومشتركون فيه وهو موقع عالمى للعب
البلياردو تدخل اى غرفة وتختار عضو من اى بلد وتبدا معه الجيم بتوجيه دعوة فلا تستطيع
ان تدخل عليه وتبدأ معه اللعب الا بدعوة ولان مؤسسين الموقع أجانب فهم يعرفون
في الذوق فتوجب توجيه دعوة ونحن العرب نوجه الدعوة احدنا للأخر وفور انتهاء الجيم
لا يعيرك الخصم أى اهتمام فيخرج بكل بساطة يغلق الجيم ويخرج وكلمة غفلها لانه لم يتعلمها
أو لم تتعلمها البنت أيضا وهى كلمة بعد اذنك فقط يغلق الجيم كما يغلق باب في وجهك بكل وقاحة
وهذا يشعر من يعرفون معنى الذوق بشعور سيئ جدا جدا والمشكلة انك تجد هذا الامر عام
وعندما سألت احدى اللاعبات عن الامر عندما خرجت بعد انتهاء الجيم قالت لى الكل بيعمل كده
وهى فعلت مثلهم بدون أن تفكر هل هذا صواب أم خطأ أرأيتم الى أى مدى وصل بنا ألا نعرف
معنى الذوق وأنه انقرض من هذا العصر وتلك هى الطامة الكبري ،، طبعا هناك ممن هم من نفس
النوعية سيجد كلامى غريب وسيسخر منه وهذا عادى طالما الفكر لم يصل لتلك المرحلة
فتخيلوا معى موقع مثل هذا فيه حوالى 500 غرفة الغرفةفيها اكتر من 130 لاعب أرأيتم
كم العدد الهائل هناك أكتر من 65 ألف لاعب وعندما تتخيل ان في ال65 الف هناك فقط عدد
10 من يستأذن فما رد الفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا طرحت البلياردو كمثل فقط وليس عام لنقيس الامر على باقي التعاملات بحياتنا والذوق تعدى
ذلك في التعامل عندما تتصل بشخص تليفونيا أو تدخل على مسئول أو صاحب عمل
وتقول له السلام عليكم يقول لك كلمة ( سم ) وهى مشهورة هنا في الخليج يعنى عايز ايه
واصبح رد السلام لا يكون الا لمن هم في مقامى فقط أو اعلى واصبح الذوق يخضع للمناصب
والمصالح /// وأيضا في عالم المنتديات والانترنت الذى كشف الستار عن وجه الشباب الحقيقي
لان الانترنت يجعل الانسام يظهر حقيقته بوضوح اعتمادا على ان لا أحد يراه ولن يحاسبه وايضا
لا يوجد احد يحسب له العضو حساب فتجد التعدى او الهجوم أو الكلمات الساخرة أو السب أو
الانتقام واختفاء منطق النقاش الموضوعى من على طاولات الحوار لانه أصلا لا يوجد حوار
واذا وجد يكون حوارا عقيما شخصيا ثأريا بعيد كل البعد عن الفكر والعقل والمنطقية والغضب فقط
فاين نحن من الحوار العقلانى وهل عندما نجد شئ يغضبنا أو يغيرنا على انسان هل ناقشناه
وسكبنا الماء على نار الغضب المشتعلة ؟ وقلنا له ما في القلب وعرفنا وجهة نظره علنا مخطئين في
حكمنا وانه لم يقصد ايذاء أحد أو التعدى على احد لكن الواحد منا تاخذه العزة بالاثم ويغضب فقط
فقدنا معنى الحوار ولم يعد بيننا غير المجاملات الزائفة أو التعدى الصارخ يا هذا يا ذاك
وسطية ما في ،،،،،،، وعندما يطرح مثلا في أحد المنتديات احدى الخواطر بقلم أحد الاعضا ء
ورأيت فيها كسورا وعيوبا وأردت ان توجهه أو تنتقده مثلما يحدث في المنتديات الادبية وانا نفسي
حدث معي ذلك كثيرا في منتديات ادبية فقط من اقلام أكبر منى فى البداية كنت اغضب بلا سبب
فقط رفض أن ينتقدنى أحد نتيجة عدم وعى كافي ولكن مع الوقت
تعلمت النضج وتقبلت النقد حتى صار قلمى يصلح من نفسه وهنا فقط غيرت منظورى تجاه النقد
وتغيير المنظور جعلنى أعرف أنى كنت ارى الصورة مقلوبة فتعجبت انى كنت في التيه طويلا
وعلمت انى مخطئ ولا عيب في ذلك ان نعرف الخطا ونصححه والان عندما تنتقد كاتب جديد في
شئ كتبه تجده احدى امرين اما تجاهلك ولم يلتفت اليك لعدم تقبله للنقد بوجه عام وكأنه اعتبر
ان هناك شئ دفين أو رد عليك ردا محرجا جعلك تحجم عن الامر مرة أخرى وبهذا الشكل
تلغى طبيعة النقد فنجد كل ما يطرح لا يتعرض للنقد وأصبحت المجاملة هى الاساس في الامر
فهى الاسهل فأنت تجامل تجد ردا جميلا وماذا غير هذا ؟؟ والمجاملة في شئ غير متكامل الاركان
بدون ابداء الراى والنصح نوع من النفاق البسيط الذى لا يهدف الى السؤ ولكن تعودنا على
ذلك فتغير مفهوم تناولنا للامور تلك ومع انتفاء ابداء الراى او النقد اصبح الجبل الجديد
لا يراها ولذلك أصبحت غريبة عليه وعندما يراها يعتبرها اساءة وهو معذور في ذلك
أما اذا تطرقنا للمشاهير أو من اخذوا مكانا في اى مؤسسة عاملة ادبية كانت أو سياسية
أو علمية أو غيره حتى اذا كان مكان غير معروف او غير معلوم للمعظم منا نتيجة عدم وجود
تغطية اعلامية كبيرة للامر كون تلك المؤسسات غير مهمة بشكل مؤثر
المهم فتجد مثلا أعضاؤها المفترض أنهم من الفكر الوعى بحيث انهم يعرفون معانى المعانى
ومفهوم المبادئ والاخلاقيات هم اول من تجاهلوها فالتواضع والاحتواء والصبر والجود
والنقاش كلها أصبحت مفاهيم هم أبعد عنها واتخذوا مناصبهم للدعاية الزائفة وحين يصير أمر
لأحدهم يقول أنا فلان ابن فلان صاحب كذا وكذا وعضو في هيئة كذا وكذا اما أنت فمن ومن تكون
هههه وفي لحظة يتحول كل ما نراه ظاهرا منه على انه انسان الى وحش ٍ كاسر قاطن في داخله
ونعرف أن الوحوش لا تخرج الا اذا استفذت وتلك المقولة تعلمتها من أبي رحمه الله اذا قال لى
عندما شكرت له في أحد اصدقائى فقال ( اذا اردت ان تعرف هل هو يستحق ما وصفته أم لا
اختربه فقلت له كيف قال استفذه واغضبه وسيخرج كل ما في ماعونه وسيظهر على حقيقته
فهو يعلم عنك الكثير والكثير من الاسرار والاشياء اذا كان أصيلا حفظ سرك والتزم الصمت
وناقشك في هدوء واذا كان غير ذلك لن يتحقق من الامر ولن يناقشك بل سيناصبك العداء
وسترى منه ما يكره ) وهنا علمت وتعلمت أن الاختبار صعب على الانسان 0
اكتفي بهذا القدر وفي النهاية اقول
أن الحياة اختبار كبير لنا واذا اردنا ان نخرج منها بسلام لابد لنا ان نعيد التفكير فى مسار
حياتنا وعاداتنا وتفكيرنا العام ونعاود القراءة والتعلم والتثقف الذاتى عن المبادئ العامة
للاخلاق والتى وضعها ديننا الحنيف والتى ستعيد بناء اخلاقنا من جديد
كتاب انصح بقرائته
أنصح جداااااااااا بقراءة كتاب الذوق والاخلاق لعمرو خالد ففيه من المفاجآت الكثير والكثير
واستدلالا على كلامى سأذكر منه قصة واحدة فقط للدلالة
قال في كتابه
كان الحسن والحسين طفلان صغيران في باحة الوضؤ في مسجد الرسول جدهما وكانا يتوضئان
فوجدا شيخا عجوزا يتوضأ وأخطئ في وضؤه كثيرا حال كثيرون منا لا يعرفون الوضؤ الصحيح
فارادا ان يعلما الشيخ الوضؤ فماذا فعلا ؟؟ واى اسلوب سيتبعانه مع شيخ كبير كهذا ممكن ان
يغضب عليهما ولن يتقبل النصح ؟؟؟؟؟؟؟؟
فقالا له يا شيخنا نريد ان نحكمك في أمرنا فقال وما هو قال احدهم إنا نختلف سويا على من
فينا وضؤه مثل جدنا نبي الله محمد فنريد أن ترانا نتوضا وتحكم بيننا ففعلا
فما كان من الشيخ الا ان تبسم وقال والله لقد احسنتما انتما وأخطئت انا
وهنا علماه بدون ان يجرحاه فكانت النصيحة علم ونبراس وليس مجرد خلق نقرا عنه
بوركتم