أوَيشكُ أني لا أحبهُ
و بأني وجدتُ بين الخلقِ غيرهُ
أتُرى سيذرفُ الدمع الكثيرا
و يزيدُ في إمعانٍ التفكيرا
أتُرى سيحضنُ وسادتهُ
يشكي إليها همومهُ و بليتهُ
و يبقى يذرفُ الدمعَ الكثيرا
فتحرقَ وجناتهُ المسرفةُ التقميرا
و تبقى الشكوكَ إليهِ تزحفُ
و غير سبيلهُ أبداً لا تعرفُ
كلا يا رائعةَ الزمانْ
أنتِ مملكتي و عبيرُ ورودِ البستان
و في إمتدادِ هذا الكون
لم و لن أعشقَ سوى تلكَ العيون
فهل يبحثُ العليل
عمن يظنهُ طبيبهُ
و الدواء و شفاء الغليل
بين يدي حبيبهُ
هل تُراني أهيمُ في الصحارى
و أطبقُ جفني في دجى تقتلُ النهارا
فيصبحُ كل ما حولي ليل
و بين حاجبيّ يضيعُ الدليل
و بإختيارٍ كلهُ الأسى
و في تناثرهِ سقمُ الضنى
أبحثُ عن بديل
لا أحدٌ غيركِ حتى و إن شيعتُ قتيل
فأنا قد وهبتُ أيامَ عمري
لكِ وحدكِ يا قمري
و أقسمتُ على طفوليةِ عشقي
أن لنْ يكونَ لغيركِ يوماً شوقي
فلا تخافي حبيتي و لا تبالي
فعهدي لكِ لا ينقضهُ سودُ الليالي
و لا يقربهُ أيّ سراب
كيفَ و هواكِ قد إحتلّ الألباب
لا تخشي صغيرتي و دعي تلكَ الأوهام
هوانا لن يمحيهِ غدرُ الأيام
فهو ليَ الحاضرُ و المستقبلُ و الأمسُ
و ستبقى مشرقةٌ في سمائنا الشمسُ