لم يتوقف مسلسل "باب الحارة 4"، والذي تبثته "إم بي سي" يومياً، عن إطلاق مفاجآت في خطوطه الدرامية الجديدة، وآخرها كان إبراز الدور المسيحي في مواجهة الفرنسيين، والتعايش الحاصل بين المسلمين والمسيحيين في سوريا منذ زمن طويل.
والمفاجأة الجديدة كانت عبر شخصية "أم جوزيف" السيدة المسيحية التي وضعت الصليب على صدرها، وكشفت قليلاً عن شعر رأسها، وتدخن سجائرها باستمرار. شخصية "أم جوزيف" تؤديها في العمل النجمة السورية منى واصف.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وقامت "أم جوزيف" بالتوجه إلى مدخل باب الحارة لنقل رسائل شفهية من مقاومين فلسطينيين إلى عقيد الحارة "أبوشهاب"، ولكن الفرنسيين الذين يحاصرون الحارة حاولوا التضييق عليها، ومنعها من الدخول، إلا أنها أقسمت "بالمسيح والعدرا" بأنها لن تكترث بهم وسوف تدخل الحارة، وسمحوا لها في النهاية بالدخول.
وفي الحارة اجتمعت "أم جوزيف" مع أبوحاتم صاحب المقهى والذي يتولى قيادة الحارة في وجه الفرنسيين، في ظل غياب أبوشهاب، وجلسا على طاولة واحدة فيما الصليب ظاهر على صدر أم جوزيف.
ولم يمنع صليب هذه السيدة المسيحية أو مسيحيتها أهل باب الحارة من استقبالها بكرم الضيافة والحديث إليها من نساء ورجال، دون التدخل في طريقة لبسها أو الصليب الذي تضعه، وهذا ما يشير إلى خط درامي لافت أبدع فيه المخرج بسام الملا والكاتب كمال مرة والذي يتحدث عن التعايش المسيحي الاسلامي في سوريا منذ زمن طويل.
تجدر الاشارة إلى أنه في جزء سابق من المسلسل ظهرت شخصية مسيحية، إلا أن هذه هي المرة المرة الأولى التي تظهر فيها شخصية نسائية مسيحية، وكذلك هي المرة الأولى التي يتم فيها إظهار الصليب بهذا الشكل اللافت والذي تدخل صاحبته إلى الحارة الشامية المسلمة دون أي اعتراض من سكان الحارة المسلمين.
تبقى الاشارة إلى أن الفترة التاريخية التي يعالجها الجزء الرابع من "باب الحارة" شهدت بروز شخصية السياسي السوري المسيحي فارس الخوري الذي أسس مع عبدالرحمن الشهبندر "حزب الشعب"، واعتقل عام 1925، ولاحقاً شارك في تأسيس الكتلة الوطنية، وانتخب فارس الخوري رئيساً للمجلس النيابي السوري عام 1936 ومرة أخرى عام 1943، كما تولى رئاسة مجلس الوزراء السوري ووزيراً للمعارف والداخلية في أكتوبر/تشرين أول عام 1944 وقام بتشيكل الحكومة 3 مرات، كما ترأس الحكومة أيضاً عام 1954.