تاراس شفشنكو : رسم 1200 لوحة وخلّد وطنه بقصائده وكان عبدا اشترى حريته بالمال

تاراس شفشنكو : رسم 1200 لوحة وخلّد وطنه بقصائده وكان عبدا اشترى حريته بالمال



اوكرانيا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



يعتبره الاوكرانيون رمزا للوطنية و قصائده بعضا من خبزهم اليومي. ولهذا يضعون صوره على عملتهم الورقية. وكنا اثناء زيارة الوفد الثقافي الطبي الاردني نرى سائقي السيارات يضعون صوره مثل تعويذة على «تابلوه» السيارة.

«الدستور» كانت ضمن الوفد الاردني وتجولنا في المكان الذي ولد وعاش ودرس وتأمل فيه الشاعر تاراس شفشنكو أو «شكسبير/أوكرانيا».

ومثل كل المشاهير، تحول بيته ومزرعته الى متحف ومزار لكل الذين يحبون الشاعر وكما اشارت السيدة المشرفة على البيت أن الناس تأتيه من كل أنحاء العالم.

رأينا سريره والآلة الموسيقية التي كان يعزف عليها وتشبه العود. وكذلك رأينا على الجدران قصيدة طويلة وايقونات وصور عائلته وجده وكذلك وفي المزرعة رأينا قبر والدته التي كان يحبها جدا. كما يوجد في المكان آلة فلاحة عبارة عن «نول» النسيج وثمة منجل لقص النباتات وبسط وصورة لجده الذي عاش مئة وعشر سنوات. وقد رسم الشاعر جده بيده التي كان يجيد بها كتابة القصائد والفلاحة والرسم والعزف أيضا.

الشاعر درس في كلية الفنون. وفي ركن من المكان تجد وعاء «بانيو» يستخدم لحمّام الطفل مصنوعا من الخشب. وهناك رسومات على ادوات الحراثة بما يوحي بالفن القديم الذي وجدناه حتى على الملابس وكان ذلك بهدف لفت الانتباه.

وكما كان تاراس شفشنكو شاعرا كبيرا ، فقد كان عاشقا ومناضلا عظيما أيضا. والده توفى عن 42 عاما وسافر الشاعر الى سان بطرسبرغ وعندما ماتت والدته كان عمر الشاعر ثماني سنوات أي انه عاش يتيما وفقيرا ومحروما.

الفنان شفشنكو

كان تاراس شفشنكو الذي ولد في العاصمة « كييف». يهوى رسم الوجوه بعد تأملها وهذه هواية احبها منذ صباه. وسيرته تشبه الى حد ما سيرة الشاعر العربي عنترة العبسي أو عنتر بن شداد الذي كان عبدا وناضل ليتحرر من عبوديته. مع الفارق ان عنترة احب ابنة عمه عبلة وكتب بها معظم شعره، بينما عاش «عنترة/اوكرانيا» محروما من الحب بسبب تمنع صاحبته التي لم تبادله الحب فتركها وانشغل بقضايا وطنه. وأُعتق شفشنكو حريته من سيده بمبلغ زهيد.

كان الشاعر يكتب بالليل ويبكي في النهار ما كتبه في الليل. احب وطنه واعتقل لمده 10 اعوام حيث اعتقل في زمن قيصر روسيا وكانت ( أكسانا ) أول حب في حياته. وعاش الشاعر 47 عاما اي انه لم يعش طويلا وقبل ان يرحل طلب ان يدفن في مكان قرب نهر «دينيبر» واستطاع صديقه أن يعد قناعا لوجهه وصنعه من الجبس وقد رأيناه على الجدار في غرفة الشاعر الراحل. عاش الشاعر بعد وفاة والدته في كنف زوجة ابيه التي كان يهرب من عقابها ويلوذ بين الاشجار وما اكثرها.

مدرسة وعصي الضرب

وشاهدنا الغرفة التي كان يتعلم بها الشاعر والعصي التي كان يضربه المدرس بها. وكانت مدرسة للذكور فقط. وعندما كبر الشاعر صار يعمل في المدرسة وكان يحمل الماء والخشب كجزء من حبه لوطنه. امتلك الشاعر تاراس شفشنكو 1200 لوحة.

يذكر ان تاراس شفشنكو وكما كُتب عنه: شاعر أوكراني من كبار الوطنيين. كان أبوه عبداً واشتغل بادئ الأمر صبياً لمصور في بطرسبرج، وهناك قابله الشاعر جوكوفسكي وابتاعه وأعتقه. نفي إلى سيبيريا لغلبة الموضوعات والأفكار الوطنية على شعره، وظل في المنفى (1848- 1858)، وهناك اعتلت صحته وكان سقيماً حينما عفي عنه. تتميز أشعاره بلغتها السهلة الشعبية ولذلك كانت من أحب الأشعار لدى الأوكرانيين. ألف أيضاً مجموعة من القصص القصيرة باسم « الموسيقى « 1882، ورواية ترجم فيها لحياته بعنوان «الفنان» 1887.

كما كتب عنه: قائد أوكراني، وأكثر الشعراء الأوكرانيين شهرة. نظم شفشنكو وغيره من الأوكرانيين جمعية سايريل وميثودياس في عام 1843م. قادت الجمعية حركة غير ناجحة لتظفر أوكرانيا بالاستقلال عن روسيا. ولمعاقبة شفشنكو، أرسلته الحكومة الروسية ليخدم في مكتب للجيش في جبال الأورال عام 1847م. وقد تضمنت أشعاره وحملت عناوين كتبه: «كاترينا» و(هيداماكي) و(الحلم). وتصف الأشعار الحياة الصعبة للأوكرانيين وتعبر عن رغبتهم في الحرية.

شكسبير اوكرانيا