إرهاب معلم! * حلمي الاسمر
كتبنا قبل يومين عن رخاوة صورة المعلم أمام طلابه، ولم أكن اتوقع أن تأتيني شكوى مغايرة تماما، شكوى مريرة مما يمكن تسميته «إرهاب المعلم» وجبروته!.
الشكوى جاءتني بكلام عادي تلقائي، ولكنني سأحاول أن أعدلها بما يتسق واحترامنا للغة القرآن الكريم، رغم أن هذا التعديل يفقدها بعض الألق والحرارة.
يا سيدي.. باختصار.. أولادي في مدرسة حكومية، الأساتذة.. يشتمون الطلبة وأمهاتهم بكلام وسخ، وأحد الأساتذة «بيتحلف» للطلبة إذا اشتكى، ويقول إنه لا يهمه لا وزير تربية ولا مدير مدرسة، المشكلة ان ابني خائف اذا شكونا الأستاذ «يحط ضده» وهكذا فإن ابني أضرب عن الكلام، و»بطل يحكي شو بيصير معه» علما بأنه في الصف العاشر يعني ليس صغيرا.
ابني الذي بالصف الثامن أفهمته من اليوم الأول «أي درس ما بتفهمه اسأل الاستاذ يعيد الشرح» مدرس الرياضيات مر مرور الكرام على احدى المسائل. أحد الطلبة رفع يده وطلب من الأستاذ أن يعيد شرح المسألة لأنه لم يفهمها يقول لي ابني أن الأستاذ «موته من الضرب» ويقول «وانا اعوذ بالله اني احكيله شي ما فهمته».
وتسأل الأم: طيب شو الحل؟ ليش الوزارة ما بتحط كاميرات مراقبة بالصفوف؟ احيانا أقول «لازم ما يصرفوا راتب للأستاذ الا بعد موافقة الطلبة وانه هالأستاذ كويس وبشرح منيح» كم أنا خائفة على أولادي وهم في المراحل النهائية من الدراسة، لا تقل لي ضعيهم في مدارس خاصة، أنا الآن أتقاضى راتبا من المعونة الوطنية، والراتب لا يكفي أجرة البيت، «بدنا حل».
«الأساتذة عاملين رعب للاولاد» ولم لا تسأل مديرية التربية الأولاد بعيدا عن المعلمين كيف يعاملونهم؟ «يعني لو عملولهم يوم مفتوح للطلبة بالمدرسة يوم السبت وكل طالب يحكي شكواه لمسؤولي التربية بدون وجود الأساتذة» هناك حلول كثيرة ولكن.. «التعليم صار بالأردن بالمرة»!!!.
هل وصلت الرسالة؟.
أظنها وصلت بأوضح ما يمكن من كلام، ووالله إنها شكوى تدمي القلب، ولا يمكن الصبر عليها، وبالمناسبة، اسم المدرسة لدي إن أراد أحد المعنيين زيارتها بدون ترتيب، أو بالتخفي، وهذا أفضل، كي يتأكد من صدقية ما ورد بها، والأهم وضع حد لإرهاب هذا المعلم!.