عبثاً هنا حاولت لملمة شتات الحبر ...
وهذا القلم المسكين لا يملك المهارة الكافية ليحدّ من بعثرتي ..
يحشر عنقه الصغير في تفاصيل قصة قلب تلفظ أنفاسها قبل الولادة ...
.
.
إن اشتقتنِـي ....
امسحي على روحكِ ، وسأنتصب بين كفيّكِ ماردكِ الأمين ...
قالها... وثنّى :
" قد غدوتُ دمكِ ... هواءكِ ... وشمكِ ... "
فأيُـها لعنتكِ الأشهى مني ..؟!
من ذا يستدركُ طهراً وبين يديه حفنة من نور تتوالى منذ تنفس التسبيح ؟
ومن ذا يجتهد في حفظ أسرار الشمس للتوغل في رئة تنفث البرد و ... تحيا ؟!
ومن – مثلي – ستقترفكَ في الحنين كما لم مرة تعرف الشوق !
لهفة بيضاء تلّون اللحظات وتمنح العمر لأنثى تنفث من شمالها دوماً نميمة
تتواشى و وجودكَ ..
أنتِ آية وشموخ سماواتٍ فاقت الهطول .. دموع خاشعٍ وإنصات قسيس ..
طهر ساجد ... قطرات نبيذ وآهات ناي ..
جسدكِ مدينة ليس بها لافتة عشق ..
شفتاكِ شهدٌ أغرق أحلامي لذة بكِ ..
عيناكِ دفءٌ ناااعس يغمرني فأنتشي عطفاً ..
خجلُ خديكِ وردٌ يتوهج احمراراً دون لمسة غسق ..
قالها... وثنّى :
" قد غدوتُ دمكِ ... هواءكِ ... وشمكِ ... "
فأيُـها لعنتكِ الأشهى مني ..؟!
لو أنه قال :
" إن قاربتِ موتكِ فذاك " رحيلي " يُسرُّ للوقت تفاصيل وشمكِ بي .. "
كنتُ أماطل عن هذا الحرف لكن " لعنتكَ " كانت تحاول جاهدة نفث بقايا الاعتراف
ولم أستطع مقاومة إغراء الهمسات الثائرة ..
فـــ .. مسام الحرف تسرّب المعاني المتخمة بكل شي سوى " أنت " فلا قِبَل لها
بتسريب " وطن " لكنها تحمل سر عطرٍ وحدي أعرفه ،وحين أغمض عينيّ بحثاً
عنكَ فيّ . . . تنداح رائحتكَ من أعمق الشوق وآقاصي الاحتياج ...
لن أسألك البقاء ...
ولن ألوّح لكَ ..
أفهمكَ بديهياً ، فصمتكَ مؤامرة حزن لا تأبه لها ..
وليس عليّ أن أكُذِب صراحتي المعهودة ..
وأقول :
أنكَ لم تكن – وحدكَ – من حزر طريق الحزن لصدري ..
وأنكَ غيمة ظللت تضاريس الجفاف بقلبي ..
لن أناشدكَ الرحيل أو البقاء ..
فما بين قلبي وصدركَ غواية عشق ، وتراتيل يُتم ..
و " لعنة " ابتهلتها قبل أن تشتهيني